> القاهرة «الأيام» جيلان زيان :

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل
حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة أمس السبت من "وضع متفجر" في الاراضي الفلسطينية بسبب الجمود السياسي والاقتصادي.

وعقد عباس محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت الوضع في الاراضي الفلسطينية بشكل عام وخصوصا "الوضع الامني المتفجر" في غزة و"كيفية اعادة السيطرة الامنية مرة اخرى والعودة الى التهدئة" في القطاع حيث تهدد اسرائيل بشن حملة عسكرية واسعة ردا على هجمات فلسطينية.

وقال عباس ان "السبيل لوقف الاعتداءات (الاسرائيلية) هو العودة الى التهدئة الكاملة في غزة اولا ثم في الضفة الغربية خاصة وان هذا ما سبق وتم الاتفاق عليه ولكن حدثت للاسف خروقات له من جانب اسرائيل وايضا من الجانب الفلسطيني مما ادى الى هذا التصعيد".

وقتل اربعة فلسطينيين السبت هم ثلاثة من كتائب عز الدين القسام ومزارع بنيران جنود اسرائيليين في قطاع غزة حيث كثف الجيش عملياته.

وقبل اربعة ايام، اعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) نهاية الهدنة المعمول بها منذ تشرين الثاني/نوفمبر واطلقت عشرات الصواريخ على جنوب اسرائيل ردا على مقتل تسعة فلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية.

وعن لقائه في القاهرة مساء أمس الأول مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال عباس "هناك قضايا كثيرة كان لا بد من بحثها تتعلق بما بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والخطوات الضرورية التي يجب ان تستمر بعد تشكيل هذه الحكومة لتتمكن من عملها ومن فك الحصار".

وحول امكانية رفع الحصار عن الفلسطينيين في ضوء نتائج جولته الاوروبية الاخيرة، قال الرئيس الفلسطيني ان "ذلك يأتي تدريجيا"، مشيرا الى انه لم يشعر خلال جولته بان هناك اي تعقيدات لدى الدول الاوروبية لا بشان رفع الحصار المالي ولا العلاقات السياسية.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية السبت ان عباس ومشعل بحثا "ملفات سياسية هامة: الاول الوضع الداخلي (تثبيت الهدنة وسبل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وملف تبادل الاسرى)، والثاني ملف الشراكة السياسية الذي دشنه اتفاق مكة والثالث اعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية".

وتولت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم وزراء من حركتي فتح وحماس ومستقلين، مهامها في 17 اذار/مارس بعد ان توصل عباس ومشعل الى اتفاق لتقاسم السلطة في مدينة مكة المكرمة بالسعودية في الثامن من شباط/فبراير,ووضع اتفاق مكة حدا للمواجهات المسلحة بين الطرفين والتي اوقعت عشرات القتلى.

وبعد اجتماع مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى حذر مشعل في تصريحات للصحافيين من "خطورة استمرار الحصار الدولي الظالم على الوضع الداخلي الفلسطيني ومن خطورة انسداد الافق السياسي".

واكد "ان الشعب الفلسطيني لن يصبر على هذه الضغوط ولديه خيارات عديدة يلجأ اليها عند الضرورة".

وقال "نحن نسعى لمعالجة كل القضايا بين فتح وحماس وجميع القوى ونسعى لمعالجة كل المظاهر الأمنية المعلقة والعمل على منع اي توترات"، مؤكدا ان "اسرائيل والادارة الاميركية تسعيان لاستمرار التوتر" الامني على الساحة الفلسطينية.

ودعا مشعل العرب والمسلمين خصوصا الى "كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والا فان الوضع قد يذهب الى الانفجار في ظل السياسات الاميركية والاسرائيلية".

وشدد على ان "اول خطوة لكسر الحصار يجب ان تكون عربية"، موضحا انه ناقش مع الامين العام للجامعة العربية " اتخاذ خطوة عربية سريعة لكسر الحصار".

واعتبر انه اذا قام العرب بكسر الحصار فان "الاوروبيين سيحذون حذوهم ويبقى (موقف) الادارة الاميركية والطرف الاسرائيلي اللذين لديهما حسابات اخرى".

وواصل عباس ومشعل محادثاتهما خلال لقاء ثان بعد ظهر أمس السبت.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الاجتماع تناول "عددا من الموضوعات منها إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتثبيت الهدنة وفك الحصار وملف الشراكة السياسية الذى دشنه إتفاق مكة".

وصرح عضو المكتب السياسي لحركة حماس اسامة حمدان لوكالة فرانس برس ان الاجتماع "تضمن نقاطا مفيدة منها اعادة ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية".

واضاف انه "تم الاتفاق على تواريخ محددة لتنفيذ الاجراءات العملية لاعادة بناء منظمة التحرير" ولكنه رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.

واوضح انه تم التوصل كذلك الى "تفاهم نامل ان يصار الى تنفيذه" من اجل اطلاق مراسل ال بي بي سي الان جونستون الذي اختطف من قبل مسلحين مجهولين الشهر الماضي في غزة. (أ.ف.ب)