آلو .... يا فساد ؟!

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
ذات يوم كتبت مقالا بعنوان : «آلو ..يا انفصالية» .. واستشهدت في ذلك المقال بقصة الذئب والخروف ... وهي قصة شهيرة تحكي عن جدل وحوار دار بين الذئب والخروف حين قال الذئب للخروف: «أنت تقطع عني الماء»، فرد عليه الخروف: «كيف أقطع عنك الماء وأنت تقف في أعلى الجبل من نقطة انطلاق الماء».. فرد عليه الذئب قائلاً: «ها أنت تجادلني ..عليك اللعنة» .. فهجم عليه وأكله! وكانت تنقص ذلك الحوار كلمة (انفصالي) كمبرر لهجمة الذئب على الخروف!! فتهمة الانفصالية ظلت غطاء ومبررا لكل بطش وكل نهب وسلب منذ الحرب القاسية على الشعب اليمني في 1994م! .. وعانى أبناء السعيدة جور هذه التهمة (الكوفية) الجاهزة كثيراً حتى كتب الله عز وجل لنا السلامة منها .. وفعلاً انتهت تهمة الانفصالية كحجة لكل هجمة وكل بطشة يقدم عليها القوي لزيادة قوته على الضعيف!.. ولتوسيع مساحة ضعف الضعيف وعجزه .. فلم نعد نسمع كلمة انفصالي كما كنا نسمعها مع كل لقمة يابسة تدخل بطوننا الخاوية أو مع كل شربة ماء ملوثة وغير صحية في زمن خروج المولود الجديد من رحم الانفصالية واسم هذا المولود (الفساد)!.. هذا المولود الذي خرج إلى الحياة كابن عمره (17 سنة) قد حل محل سلفه القاسي ليمارس هو قساوته الأكثر ضراوة .. فلا غرابة أن يظل هذا المولود الكبير سنين طويلة في بطن الانفصالية! .. وطبعاً الكل يلعن هذا الذي اسمه (الفساد) .. وأبرز اللاعنين له هم رجال وجهابذة السلطة!! .. والشعب نفسه يلعن (الفساد) ويدين كل شيء يتعلق بهذا المولود الكبير .. لكن الشعب لم ولن يعرف حقيقة النظرة التي تنظر بها السلطة لمولودها الكبير .. (الفساد) .

فالفاسد أو المفسد في المفهوم القديم للسلطة القديمة وتحديداً أيام الحكم الإمامي هو الذي يخرج عن طاعة السلطة ... أي أنه الوجه الآخر للمفهوم السابق لمن يخرج عن طاعة (الشرعية) وسلطتها بعد حرب (صيف 94م) اللعينة بنت الملعونة!! .. فمن يخرج عن طاعة (الشرعية) يلعنونه وينعتونه بالانفصالية!! .. فالشعب (على أول وجهه) يلعن الفساد الذي يفهمه بتجرد وهو الشكل البشع لخرق وكسر الحواجز والقيود التي تنظم الحياة العامة والخاصة نحو المساواة والتسوية وحقوق المواطنة المشروعة والمتساوية لكل أبناء الشعب اليمني الواحد !

هكذا يفهم الشعب المعنى المستقيم للفساد وعناصره المجرمة والقاتلة للشعب والناهبة لخيرات الوطن ؟!

لكن هيهات أن تخرج السلطة عن الفهم الذي يقيدها ويحبسها في المفاهيم العقيمة التي ناضل الشعب اليمني بأسره للفظها ولكسر تلك القيود والحواجز التي سببت للشعب والوطن التخلف والفقر والمرض.

قال لي أحد الزملاء :نحن نفهم الأمور بشكل مبسط وبوضوح تام . فالفاسد هو العابث والناهب والكاسر لكل قواعد الحياة وبعثرة الحقوق العامة والخاصة! .. ثم أضاف قائلاً : الفساد هو الإخلال بالنظام والقانون والخروج عن قواعد التعامل الصحيح والسليم في كل أمور الدولة والشعب (المغبون) فيها؟! .. وهذا هو المفهوم الصحيح للفساد ورجاله الفاسدين !

لكن السلطة لا تنظر بهذه العين والنظرة الصحيحة والصحية ! .. فهي تفهم أن الفاسد وغطاءه (عمامته) المثبتة على رأسه وهي (الفساد) بأنه ذلك (المتمرد) والخارج عن سلطتها وطاعتها ... وحظيرة شرعيتها التي مازالت (تستجر) وتعيد موروثات عفى عليا الزمن! .. فالكل .. كل أفراد الشعب ..يرون كل يوم فاسدا يخرج (متبختر) و(متكومن) من أوكار الفساد أمام مرأى ومسمع من السلطة .. فلا تحرك السلطة ساكنا بقدر ما أنها إن وصلت إلى هذا الفاسد (تطبطب) على كتفه وتقول له :«شباش .. وكثر لنا (الفساد) من أمثالك ؟!.. والله المستعان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى