> حسن علي كندش:
استفاق أبناء لحج ذات صباح مكفهر الملامح.. بأنهم على موعد مع منطقة حرة.. واختلط الفهم عليهم.. فمنهم من راح يحلم بمدينة مثل هونج كونج ودبي.. والبعض الآخر ضحك بسخرية.. والكثير منهم أخذ الأمر بلا مبالاة .. أما قليل منهم فأراد أن يصدق أو يحاول أن يصدق.. وهناك من نظر إلى الوعد بعين سياسية وبالأخرى شخص بها نحو عدن ..وتساءل: هل اكتملت حرية عدن كمنطقة حتى نبدأ في تقديم الحرية لمنطقة لحج؟ ثم جاء آخرون يفلسفون الأمر.. حرية في ماذا؟ في الاختيارات.. أم في القبول والرفض؟! أم حرية في إعادة بيع وشراء الملابس الداخلية؟! إلى أي مدى مثلا ستكون لحج حرة؟! وأين ؟ وحرة في ماذا؟!
لا ندري هل تاهت الحرية بين مدننا..أم أن مدننا تائهة في دروب البحث عن الحرية.. هل نحن بحاجة إلى مناطق حرة أم مدن حرة؟ وما الذي يسبق الآخر هل المدينة تأتي بالحرية أم الحرية تأتي بالمدينة والمدنية معا.. ثم هل إعطاء تسمية حرة لمنطقة ما يعيطها استحقاقتات الحرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. أم أن لذلك مكونات جغرافية وديمغرافية تتلازم مع قوانين وأنظمة وتراكم معرفي وسلوكي ينتج ويعيد إنتاج الاحتياجات الإنسانية الأساسية المشروعة.. في التنمية والحرية.
لحج منطقة حرة.. ماذا لو أفقنا فعلا ذات يوم ونحن نسكن على عتبة منطقة حرة؟! يا إلهي سنجد أنفسنا فجأة وقد اتسعت في أعيننا مساحات الأحلام.. وانحدرنا من شاهقات الجبال نهرول نحو السهول والسواحل نصارع ونبحث عن إمكانية تحقيق بعض من خرافات هذا الزمان.. ثم ماذا لو اختلط علينا الفهم بين الحرية الفرديةوالحرية الجغرافية.. ووجدنا أنفسنا حينها أحراراً مثلاً فيما نفعل ونعبّر ونقرر بدلاً من أن نكون أحراراً فيما يُفعل فينا فقط أو نتقبل حرية الآخرين علينا .. أو نقف في منطقة حرة ولسنا أحرارا.
لحج منطقة حرة واندفعت تتقاطر أسرابا من عيون زائغة وألسنة جافة.. وأيد ذات مخالب حادة نحو الرغبة في اللهث حتى وراء الهم والوهم.. لا يهم.. فلتنتقل أيضا إذاً زرائب القش.. وجدران الصفيح.. وأزقة الأوبئة.. وتتهافت إلى سرابات المنطقة الحرة.. التي ربما ستفتح علينا مغارات علي بابا للثراء.. أي خيوط من الوهم هذه التي تخيط لنفسها يوما آمالا من السراب لسكان البشر لم يعد يدري أحد منهم أي خيط يؤدي به إلى شرفات الرفاهية.. وأي خيط يقوده إلى قيعان الضياع.. أي حبال تجرجرنا إلى ساحات المنطقة.. وأي خيوط من الغزل نتبع لعلها تنسج لنا ومنا «حرية»؟!
لحج منطقة حرة في أحلام الفكر النازف فينا.. وفي إغفائة العين الدامعة علينا.. حين يكون منتهى أملنا البحث عن مدينة حرة في العشق والعناق والحب.. أو مدينة حرة لمرور معالم وعوالم من الفن والتعليم والأدب والسلوك نحو التحضر لتخليد آثار لمدن حرة كاملة الحقوق والأهلية.. بدلا من هذا العجز المقيت الذي يهوي بنا نحو قعر محافظة لم تعد تستطيع أن تصنع لها حتى شارعا.
لحج منطقة حرة تبحث عن العراقة في بقايا تاريخ ممتد في أغوار ذاكرة بعيدة.. لعلها تستمد شيئا من القوة لمواجهة استحقاقات هكذا «حرية».. في زمان ومكان يبدوان فاقدي معايير ومقاييس وأسس «حرية المناطق».. ثم من أين تستمد لحج تجربة المنطقة الحرة؟!.. هل من المدينة الجارة الغارقة هي الأخرى في أحلام ليليلة لم يطلع عليها بعد الصباح.. ولم تستطع أن تفيق بعد لتعرف فيما إذا كانت حرة أم لا؟! أم من جوار الجوار في الخليج هناك حيث الحرية الاقتصادية.. والوفرة المالية ابتلعت الحرية السياسية.. وأضحت التجربة هناك تفوق الخيال تصورا؟! وهل يوجد مجال للمقارنة هنا؟!
لحج منطقة حرة.. أين البداية في ذلك وأين المنتهى.. ربما في تبن امتداد «عدن» الاجتماعي والثقافي والجغرافي والديمجرافي.. أم في بعض مناطق أخرى حيث المساحات والبحر والأرض البكر والبشر الذين ما زالوا يلهثون شاخصي الأبصار ممدودي الأيدي يسألون بعضا من صحة.. وبعضا من تعليم يرمى لهم من أطراف أصابع متكبرة وغير مكترثة.. ويتسولون أيضا قليلا من فتات رغيف عيش يأتيهم مغمسا بوعود من سراب لاحتياجات إنسانية أساسية لم يعد أحد قادرا على الإيفاء بها.. ثم نأتي لنصرخ في وجوههم.. هاكم «مناطق حرة» فابحثوا فيها عن حرية مناطق .. أو عن بعض أشلائكم.
لحج منطقة حرة.. ستفتش عنها يا ولدي في خارطة طريق مسدود مسدود.. وستسأل عنها وعن «أخواتها» في كل مكان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط «دخان»..لعلك بعد ذلك إما أن تلحق به.. أو تفيق من أضغات أحلام.. تبحث عمن يفسرها لك حيث رأيتها في رحلة طويلة من «الجب» إلى «الجب» في بئر سحيق من الوعد.. ثم لا تستوي بعدها على عرش «المنطقة الحرة».. حـتى يخـر لك سـجدا أرباب المال والاستثمار.
لحج منطقة حرة.. حين نبحث عن مخطط سكاني لا نجد.. أو نبحث عن جامعة لأبناء المحافظة تلملم أشتاتا من الباحثين عن العلم في زمن اللا علم.. يستعصى القرار وتضيق المساحات حولنا.. من زمن ونحن نستجدي قرارا لجامعة لحج من على «عتبات» صناع القرار ولا مجيب.. في حين يرمى بنا جميعا كبلد بلا حرية على «عتبات» الألفية نستجدي من الآخرين بعض دعم.. ثم نلتفت إلى الـداخل.. نـوزع «منـاطق حـرة» نحن أصلا لا نملك حـريـتها.. مفارقة مذهلة أليس كذلك؟!
لا ندري هل تاهت الحرية بين مدننا..أم أن مدننا تائهة في دروب البحث عن الحرية.. هل نحن بحاجة إلى مناطق حرة أم مدن حرة؟ وما الذي يسبق الآخر هل المدينة تأتي بالحرية أم الحرية تأتي بالمدينة والمدنية معا.. ثم هل إعطاء تسمية حرة لمنطقة ما يعيطها استحقاقتات الحرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. أم أن لذلك مكونات جغرافية وديمغرافية تتلازم مع قوانين وأنظمة وتراكم معرفي وسلوكي ينتج ويعيد إنتاج الاحتياجات الإنسانية الأساسية المشروعة.. في التنمية والحرية.
لحج منطقة حرة.. ماذا لو أفقنا فعلا ذات يوم ونحن نسكن على عتبة منطقة حرة؟! يا إلهي سنجد أنفسنا فجأة وقد اتسعت في أعيننا مساحات الأحلام.. وانحدرنا من شاهقات الجبال نهرول نحو السهول والسواحل نصارع ونبحث عن إمكانية تحقيق بعض من خرافات هذا الزمان.. ثم ماذا لو اختلط علينا الفهم بين الحرية الفرديةوالحرية الجغرافية.. ووجدنا أنفسنا حينها أحراراً مثلاً فيما نفعل ونعبّر ونقرر بدلاً من أن نكون أحراراً فيما يُفعل فينا فقط أو نتقبل حرية الآخرين علينا .. أو نقف في منطقة حرة ولسنا أحرارا.
لحج منطقة حرة واندفعت تتقاطر أسرابا من عيون زائغة وألسنة جافة.. وأيد ذات مخالب حادة نحو الرغبة في اللهث حتى وراء الهم والوهم.. لا يهم.. فلتنتقل أيضا إذاً زرائب القش.. وجدران الصفيح.. وأزقة الأوبئة.. وتتهافت إلى سرابات المنطقة الحرة.. التي ربما ستفتح علينا مغارات علي بابا للثراء.. أي خيوط من الوهم هذه التي تخيط لنفسها يوما آمالا من السراب لسكان البشر لم يعد يدري أحد منهم أي خيط يؤدي به إلى شرفات الرفاهية.. وأي خيط يقوده إلى قيعان الضياع.. أي حبال تجرجرنا إلى ساحات المنطقة.. وأي خيوط من الغزل نتبع لعلها تنسج لنا ومنا «حرية»؟!
لحج منطقة حرة في أحلام الفكر النازف فينا.. وفي إغفائة العين الدامعة علينا.. حين يكون منتهى أملنا البحث عن مدينة حرة في العشق والعناق والحب.. أو مدينة حرة لمرور معالم وعوالم من الفن والتعليم والأدب والسلوك نحو التحضر لتخليد آثار لمدن حرة كاملة الحقوق والأهلية.. بدلا من هذا العجز المقيت الذي يهوي بنا نحو قعر محافظة لم تعد تستطيع أن تصنع لها حتى شارعا.
لحج منطقة حرة تبحث عن العراقة في بقايا تاريخ ممتد في أغوار ذاكرة بعيدة.. لعلها تستمد شيئا من القوة لمواجهة استحقاقات هكذا «حرية».. في زمان ومكان يبدوان فاقدي معايير ومقاييس وأسس «حرية المناطق».. ثم من أين تستمد لحج تجربة المنطقة الحرة؟!.. هل من المدينة الجارة الغارقة هي الأخرى في أحلام ليليلة لم يطلع عليها بعد الصباح.. ولم تستطع أن تفيق بعد لتعرف فيما إذا كانت حرة أم لا؟! أم من جوار الجوار في الخليج هناك حيث الحرية الاقتصادية.. والوفرة المالية ابتلعت الحرية السياسية.. وأضحت التجربة هناك تفوق الخيال تصورا؟! وهل يوجد مجال للمقارنة هنا؟!
لحج منطقة حرة.. أين البداية في ذلك وأين المنتهى.. ربما في تبن امتداد «عدن» الاجتماعي والثقافي والجغرافي والديمجرافي.. أم في بعض مناطق أخرى حيث المساحات والبحر والأرض البكر والبشر الذين ما زالوا يلهثون شاخصي الأبصار ممدودي الأيدي يسألون بعضا من صحة.. وبعضا من تعليم يرمى لهم من أطراف أصابع متكبرة وغير مكترثة.. ويتسولون أيضا قليلا من فتات رغيف عيش يأتيهم مغمسا بوعود من سراب لاحتياجات إنسانية أساسية لم يعد أحد قادرا على الإيفاء بها.. ثم نأتي لنصرخ في وجوههم.. هاكم «مناطق حرة» فابحثوا فيها عن حرية مناطق .. أو عن بعض أشلائكم.
لحج منطقة حرة.. ستفتش عنها يا ولدي في خارطة طريق مسدود مسدود.. وستسأل عنها وعن «أخواتها» في كل مكان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط «دخان»..لعلك بعد ذلك إما أن تلحق به.. أو تفيق من أضغات أحلام.. تبحث عمن يفسرها لك حيث رأيتها في رحلة طويلة من «الجب» إلى «الجب» في بئر سحيق من الوعد.. ثم لا تستوي بعدها على عرش «المنطقة الحرة».. حـتى يخـر لك سـجدا أرباب المال والاستثمار.
لحج منطقة حرة.. حين نبحث عن مخطط سكاني لا نجد.. أو نبحث عن جامعة لأبناء المحافظة تلملم أشتاتا من الباحثين عن العلم في زمن اللا علم.. يستعصى القرار وتضيق المساحات حولنا.. من زمن ونحن نستجدي قرارا لجامعة لحج من على «عتبات» صناع القرار ولا مجيب.. في حين يرمى بنا جميعا كبلد بلا حرية على «عتبات» الألفية نستجدي من الآخرين بعض دعم.. ثم نلتفت إلى الـداخل.. نـوزع «منـاطق حـرة» نحن أصلا لا نملك حـريـتها.. مفارقة مذهلة أليس كذلك؟!