> بيروت «الأيام» د.ب.أ :

حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني
حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني
أعرب حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني أمس الأول عن رفض حركته أن يقوم مجلس الأمن الدولي بإقرار تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في تورطهم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري دون الحصول أولا على موافقة لبنان الذي يشهد أزمة سياسية طاحنة.

وأشار نصر الله إلى أنه يتعين على الأمم المتحدة عدم إقرار تشكيل تلك المحكمة سوى بعد مصادقة البرلمان اللبناني عليها وليس من خلال اتفاق مع الحكومة اللبنانية التي يدعمها الغرب ويطالب حزب الله باستقالتها.

واعتبر نصر الله في مقابلة مع قناة "العالم" التليفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية أن أي قرار يصدره مجلس الأمن في هذا الصدد غير شرعي وغير قانوني وليس له قيمة لأنه يتعارض مع المصالح الوطنية اللبنانية.

وتطالب الأكثرية البرلمانية في لبنان بأن صدر مجلس الأمن قرارا بتشكيل المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في اغتيال الحريري في شباط/فبراير 2005 بعد اتهام حزب الله والمعارضة بعرقلة تشكيل تلك المحكمة من خلال البرلمان.

وكان مجلس الأمن استمع يوم الأربعاء الماضي إلى تقرير من نيكولا ميشيل المستشار القانوني للأمم المتحدة قال فيه إنه أخفق في إقناع الفرقاء اللبنانيين بالموافقة على تشكيل المحكمة الدولية خلال زيارة قام بها الشهر الماضي للبنان.

وحذر السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد من أنه في حال فشل الأطراف اللبنانية في التوصل إلى اتفاق فإن بإمكان لمجلس الأمن إقرار تشكيل المحكمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح اتخاذ سلسلة من التدابير تتراوح ما بين قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وحتى التدخل العسكري.

لكن السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فيتالي تشوركين عارض فكرة تشكيل محكمة الحريري تحت الفصل السابع.

من ناحية أخرى نفى نصر الله أن يكون عزمي بشارة النائب العربي المستقيل من الكنيست الإسرائيلي وجه حزب الله لاستهداف قواعد إسرائيلية خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد لبنان لمدة 33 يوما صيف العام الماضي.

ووصف نصر الله في المقابلة ذاتها مثل هذه الاتهامات الموجهة إلى بشارة بأنها مفبركة ولا أساس لها من الصحة.

وأكد نصر الله أن حزب الله ليس بحاجة للمساعدة من أي شخص ، مشيرا إلىأنه مع كل الاحترام للدكتور بشارة لكنه لا يستطيع المساعدة في مهمة مثل هذه.

وقال أمين عام حزب الله إن إسرائيل تحاول من خلال هذه الاتهامات التغطية على إخفاقاتها في حرب لبنان الأخيرة.

ويواجه بشارة اتهامات بالخيانة بدعوى مساعدة حزب الله على توجيه صواريخ إلى أهداف عسكرية إسرائيلية حساسة خلال حرب الصيف الماضي.

وكان بشارة الذي ينتمي لحزب "بلد" (3 مقاعد في الكنيست) اختفى في ظروف غامضة من إسرائيل منذ نحو شهر قبل أن يظهر مجددا في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لتقديم استقالته من الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).

وكشفت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) الأسبوع الماضي أنهما أجريا تحقيقا قبل 18 شهرا بشأن بشارة أي قبل اندلاع الحرب في تموز/يوليو الماضي بفترة طويلة.

كما كشف نصر الله أن هناك أجزاء سرية غير ما نشر في تقرير "فينوجراد" الإسرائيلي الخاص بالحرب تكشف عن "تواطؤ" أطراف لبنانية وإقليمية في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

وأشار إلى أن ما لم يكشفه تقرير فينوجراد هو خلفيات اتخاذ قرار الحرب ، مؤكدا أن نشر الأجزاء السرية سيكشف أن الإدارة الأمريكية هي التي اتخذت القرار، وسيظهر تواطؤ عدد من الأطراف الداخلية اللبنانية والإقليمية في الحرب.

وأضاف: "في التقرير بقيت قضية الاتصالات الأمريكية-الإسرائيلية والاتصالات الأمريكية- العربية والإسرائيلية-العربية سرية" ، مؤكدا أن "ما ورد في شهادة (رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود) أولمرت عن دور غير أمريكي وغير إسرائيلي بشخصيات ومواقع لها صلة باتخاذ القرار ولاحقا بتغطية الحرب بقي أيضا سريا في التقرير.

وقال أمين عام حزب الله إنه "لو كشف النقاب عن خلفيات القرار لتبين أن قرار الحرب في تموز/يوليو ليس إسرائيليا بل القرار كان أمريكيا وإنالإدارة الأمريكية هي التي اتخذت قرار الحرب على المقاومة اللبنانية وحزب الله كجزء من مشروعها لترتيب منطقة الشرق الأوسط وفق مصالحها والمصالح الإسرائيلية.

كما أعلن أمين عام حزب الله في هذا اللقاء عن إطلاق حزب الله مشروع إعمار الضاحية الجنوبية.

وأيد نصر الله فكرة طرحها رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون لانتخاب رئيس الجمهورية من جانب الشعب "ولو لمرة واحدة.

وقال: "إن اللجوء إلى الشعب للخروج من المأزق الحالي هو خيار طبيعي جدا، وفكرة انتخاب الرئيس من قبل الشعب ولو لمرة واحدة أو لمرات عديدة هي فكرة ديمقراطية متحضرة ومدنية ومتطورة وجديرة بالاهتمام.

وأضاف: "إن الطريق الوحيد لحل الأزمة اللبنانية الحالية إما إجراء استفتاء شعبي أو إجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وتابع: "نحن طالبنا بحكومة وحدة وطنية بسبب تقييمنا لسلوك وأداء حكومة (رئيس الوزراء اللبناني) فؤاد السنيورة قبل الحرب وأثناء الحرب وبعد الحرب.

وتابع: "في طاولة التشاور لم نصل إلى نتيجة ولذلك خرجنا من الحكومة.. لم نخرج بسبب المحكمة (المحكمة الدولية للنظر في اغتيال رفيق الحريري).. هم الذين أقحموا مسألة المحكمة ونظام المحكمة في الساعات الأخيرة عندما وجدوا بأنهم محرجون في مسألة مبدأ حكومة الوحدة الوطنية.