نظرة تكتيكية للأسبوع الثالث والثلاثين من الدوري الأسباني

> مدريد «الايام الرياضي» عن موقع كورة:

>
كابيللو عرف كيف يضحك على مدرب اشبيلية
كابيللو عرف كيف يضحك على مدرب اشبيلية
للمدرب دور كبير جداً بإدارة المباريات ومن الطبيعي أن يحصل كل أسبوع أحد مدربي الأندية الإسبانية علي العلامات الكاملة فمثلا ً بأسبوع فوز إشبيلية علي برشلونة 2-1 تحصل خواندي راموس مدرب إشبيلية علي العلامات الكاملة - لا لتفوقه على ريكارد - بل لبراعته بإدارة المباراة ، فقد تقدم رونالدينيو بهدف بالدقائق الأولى بضربة رأسية قوية واحتسب الحكم ضربة جزاء لصالح روني لكنه أهدرها وقد تم طرد أولتر أوسيو مدافع إشبيلية لتسببه بضربة الجزاء ، ليقلب خواندي الطاولة فوق ريكارد بتعديلات تكتيكية فنية داخل الملعب أدت لأن يطرد لاعبين من البرسا ليفوز إشبيلية 2-1 ، ليحصل راموس علي لقب أفضل مدرب بالمرحلة .. وهذا أمر طبيعي لما قام به أمام برشلونة ..

الغير طبيعي أن يتألق معظم مدربي الليغا بأسبوع واحد ، فهذا الحدث كان بالأسبوع الثالث والثلاثين من عمر الليغا.

( الميرينيجز - سيفيا )
- مباراة كرة القدم من شوطين يا خواندي ! ففي البرنابيو قلب كابيللو الطاولة فوق رأس خواندي راموس مدرب إشبيلية الذي اعتمد بتكتيكه علي الأداء والمتعة وإغلاق المساحات أمام بيكهام من اليمين وروبينيهو من اليسار لتنعدم الإمدادات لنستلروي وراؤول لينتهي الشوط الأول بتقدم إشبيلية 1-0 بهدف زيداني بقدم طالياني - ماريسكا - فالهدف الذي أحرزه ماريسكا يشبه لحد كبير هدف زيدان بمرمى ليفركوزن في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 !

الشوط الثاني كان مليئا بالتحركات من جانب كابيللو ، بتجهيزه هليجيرا ورياس وجوتي ، فمن الطبيعي أن يجهز رياس وجوتي ليحلا محل بيكهام وروبينيهو العجزان عن إيجاد حلول حقيقية بالشوط الأول ، لتتعدد العلامات الإستفهامية على دخول هليغيرا لأن كانافارو وراموس تألقا جداً في الخط الخلفي ..فما الداعي لنزول هليغيرا ؟؟ فضلا ً عن التغييرات التي أجراها كابيللو بنزول جوتي وهليغيرا ، قام الداهية بعمل عدة تغييرات تكتيكية داخل الملعب ، فقد لعب في الشوط الأول بطريقة " 4- 2- 2-1 -1 " ، بقلبي دفاع كانافارو وراموس وبالأظهرة الدفاعية " توريس وسيسينهو " ، وبوسط الملعب الدفاعي " إيمرسون ، ديارا " وبالأجنحة " روبينيهو ، بيكهام " ولعب راؤول كصانع ألعاب تحت المهاجم الصريح نستلروي ، وبهذا الشوط كانت الغلبة لخواندي راموس بفرضه إيقاع معين علي المباراة بغلق المساحات بوجه بيكهام وروبينيهو بإستخدام بوريتا باليسار وألفيز باليمين ، وقد وضح جلياً أن الريال يلعب بالشوط الأول علي طرفي الملعب بعرضيات بيكهام واختراقات روبينيهو ، لكن الطريقة لم تنجح ، خاصة ً أن راؤول غاب تماماً عن صناعة الألعاب بوسط الملعب لتألق ماريسكا وبولسين طوال أحداث الشوط الأول ، ( لينعزل تماماً نستلروي عن وسط الملعب لتختفي خطورة الريال )

يتضح مما سبق أن خواندي راموس تفوق تكتيكياً وفنياً علي كابيللو بالشوط الأول .

بالشوط الثاني تفوق كلياً كابيللو .. بعدم تسرعه بالزج بجوتي .. فقد ترك راؤول يركض ويلهث ويضغط علي بولسين وماريسكا ليفقدهما قوتهما ، ومن ثم يدفع بجوتي النشيط جداً والمتأهب لصناعة الأهداف ، فالفتى الإسباني عاشق البطاقات الملونة أكثر من يجيد التمرير الأرضي حالياً بريال مدريد بعد رحيل زين الدين زيدان عن الملاعب الموسم الماضي .

تحول أسلوب لعب ريال مدريد في الشوط الثاني من (4- 2-2-1-1 ) إلى ( 4 - 3 - 2 -1 ) فقد تحول بيكهام للعب جوار ديارا وإيميرسون بالوسط الدفاعي ومُنحت المزيد من الصلاحيات لروبينهو للعب دور المهاجم الثاني جوار نستلروي ، لتصبح ديناميكية العمل الآن " الأختراق من العمق " بكثافة عددية من بيكهام وإيميرسون وجوتي وروبينهو ، سيخرج لنا أحد المتساءلين " ماذا عن الأطراف " ؟؟ .. كابيللو لم يترك أحد يسأله عن الأطراف بسحبه توريس من اليسار الدفاعي وتحويل سيسينهو من اليمين لليسار ودخول هليغيرا في العمق بدلا ً من راموس الذي تحول للعب كظهير أيمن ليؤدي مهمته في الأنطلاق - سيرجيو راموس متميزا بالجهة اليمنى فقد سبق له وأن صنع هدفا لراؤول بمرمى برشلونة مطلع الموسم بعرضية متقنة - .. لمسة كابيللو ظهرت سريعاً بسيطرة الريال الإيجابية علي الملعب .. بنزول جوتي بالوسط وهليغيرا في الدفاع ليتغير شكل الريال كلياً بعد إجراء هذه التغييرات الناجحة ( 100 % ) !

نجاح التغييرات والخطة في الشوط الثاني كان له عدة عوامل مساعدة أولها تألق جوتي بالتمرير ونستلروي بالتحرك ، مع إخفاق الخصم في استغلال الفرصة التي سنحت له ، وكان العامل الأخير وقوف التوفيق جوار روبينيهو ونستلروي أمام المرمى هما سبب فوز الريال .. فقد أهدر ألفيز لاعب إشبيلية إنفرادا صريحا بالدقيقة 70 ليحرز الريال بعدها بدقائق معدودة هدف الفوز..الأهداف جاءت كما أراد كابيللو .. عن طريق تحركات نستلروي وروبينهو في العمق بتسلمهم تمريرات أرضية خادعة بأقدام الفنان " جوتي " ، ليبدع الثلاثي جوتي ونستلروي وروبينيهو بفضل تغطية ظهرهم بنجاح من قبيل بيكهام وإيمرسون وديارا مع تألق كانافارو بالحد من خطورة كانوتيه وكيرزاكوف ، ليبدأ كل من سيسينهو وراموس بعمل غزوات بطرفي الملعب الإشبيلي نتج عنها إحراز الريال هدفا ثالثا بفضل انطلاق سيرجيو راموس من اليمين أي بعد نزول هليجيرا الذي حل محله ، ومن ثم سدد لترتد من الحارس ذاهبة لرأس نستلروي التي لا ترحم !

كابيللو
هو نجم المرحلة الثالثة والثلاثين لا شك في ذلك .. لكن هناك نجوم آخرون مع أندية الوسط ، كشوستر مدرب خيتافي الذي حقق فوزا مهما بملعب ريال بيتيس 2-0 ليستمر خيتافي قدماً نحو تحقيق حلمه الذي يراوده منذ 2004 بالذهاب لكأس الإتحاد الأوروبي أو الإنتر توتو .

( السوبر دي بور ، الخفافيش )
من ناحية أخرى تألق كل من كاباروس وكيكي فلوريس مع أنديتهم ديبورتيفو لاكورنيا وفالنسيا بملعب الريازور وسط حشد جماهيري كبير من أبناء أقليم غاليسيا ، بدأ كيكي فلوريس بتشكيلته المعتادة ليسجل الهدف الأول عن طريق لاعب الوسط " هوجو فيانا " .. لكن كاباروس لم يستسلم .. فقد دفع ببديله (تابوردا ) الذي لم يخذله بل أسعده ورسم البسمة سريعاً على شفاهه بإحراز هدف التعادل بعد دقيقتين فقط من نزوله بالدقيقة ( 67 ) ، وقام كيكي فلوريس بعمل تغييرات تكتيكية هجومية داخل الملعب بنزول ديفيد فيا لمساندة منتصف الملعب وتناوب كل من سيلفا وأنجولو على طرفي الملعب وبالفعل ذهب سلفا من أقصى اليسار لليمين مستغلا ً اندفاع فيا وأنجولو وموريانتس .. وبعد تمريرة رائعة وبمراوغة ممتازة من ديفيد فيا ذهبت الكرة لأنجوللو في اليمين والذي مرر عرضية أرضية برازيلية لسيلفا القادم من الجهة اليسرى ليحرز هدف الفوز لفالنسيا بوقت قاتل يصعب فيه التعويض (الدقيقة 73 ) !

وبتغييرات كيكي فلوريس داخل الملعب .. خدع كاباروس بدهاء ..

( إسبانيول ، الأتلتي )
فالفيردي ليس جباناً .. وأتلتيكو مدريد هو من يستخدم أساليب الجُبناء !!

بمباراة أخرى تفوق فالفيردي مدرب إسبانيول علي اجيري مدرب أتلتيكو دي مدريد بالمونجويك ، بخداعه منذ بداية المباراة بإشراك محمد اليعقوبي " موها " باليسار وروفيتي باليمين ولويس جارسيا وباندياني في الهجوم ، فقد كان يتوقع اجيري أن يلعب إسبانيول بالجناح " كوريميناس " وقائد الفريق " راؤول تامودو " بالهجوم ، ولأن اجيري ليس له حلول أخرى بسبب غياب فيرناندو توريس غابت خطورة الأتلتي فالأنسجام يكاد يكون مُنعدما بين أجويرو وميستا لهذا تألق " زاباليتا ولاكروز " بدفاع إسبانيول وذاد كامينيه أكثر من مرة عن مرماه ببراعة ..

تقدم بأول 20 دقيقة إسبانيول عن طريق اليعقوبي ، وبدأ إسبانيول بغلق المساحات أمام اجويرو وميستا وجاليتي ، مما أخرج لاعبو الأتلتي عن تركيزهم الرياضي فهم خارجون من البداية عن التركيز الكروي ، فقد تعمد الشاب الأرجنتيني أجويرو عدم إخراج الكرة أكثر من مرة عند سقوط أي لاعب من إسبانيول مع تعمد جاليتي إيذاء المغربي محمد اليعقوبي ليخرج الأخير من أرض الملعب على " نقالة " !!

لم يتراجع - يكش - فالفيردي عندما تعرض اليعقوبي للإصابة بتغييره بلاعب مدافع .. بل فاجأ الحضور بنزول الجناح الطائر " كوروميناس " بالجهة اليسرى ليبدأ في التوغل علي الطرف الأيسر ببراعة مما أدى لتراجع جاليتي في منطقته كثيراً ليغيب عن المساندة الهجومية ، حتى جاء الهدف الثاني عن طريق تمريرة عرضية متقنة من كوروميناس نحو ويلتار باندياني ليرتفع رصيد الأخير لخمسة أهداف بالليغا هذا الموسم رغم أنه هداف كأس الإتحاد الأوروبي برصيد 11 هدف !

( بيركوليس .. البرشا )
لوتينا وقع بمصيدة ريكارد !

استضاف لوتينا نظيره ريكارد مدرب برشلونة بملعب الأنويتا الخاص بريال سوسيداد ، متحفزاً لإبعاد البرسا عن قمة الترتيب بتفجير مفاجأة بالأسبوع الثالث والثلاثين بالليغا، عن طريق إيقاع نجوم برشلونة بالخطأ أكثر من 5 مرات هذا الخطأ تمثل في تنفيذ مصيدة التسلل الباسكية لإجهاض الهجمات الكتالونية ، لكن ريكارد كشف خدعة لوتينا من البداية بتركيزه علي التمرير الأرضي بعمق دفاع سوسيداد ، وبالفعل نجح برشلونة بإحراز هدفين بنفس الطريقة ، عن طريق تمريرتين في العمق من قدم رونالدينيو نحو كل من أنيستا المنطلق من الخلف للأمام ليكسر مصيدة التسلل - نهاية الشوط الأول - ، ظل لوتينا يتمادى بخطئه بنصب مصيدة التسلل بالشوط الثاني ، لا شك أنها نجحت أكثر من مرة في الحد من خطورة إيتو وميسي لكنها لم تدم طويلا ً ، ولم يستغل مهاجمو سوسيداد نجاح المصيدة أكثر من مرة بإحراز هدف التعادل ، ليحرز إيتو الهدف الثاني بالدقيقة 89 بعد تسلمه كرة سحرية من رونالدينيو .. ليصبح عنوان هدفي برشلونة " كسر مصيدة التسلل الباسكية .. بإنفرادين رائعين لأنيستا وإيتو بفضل حنكة رونالدينيو في التمرير "

" الخلاصة " :
الدروس التي تعلمناها من هؤلاء المدربين .. لم ولن ننساها .. فطالما المدرب لا يجلس واضعاً يديه على خده .. بكل تأكيد سيستغل الظروف حتى وإن كان فريقه أقل مستوى من خصمه .. فريكارد كمثال لم يكن يتصور أن يلعب سوسيداد على مصيدة التسلل .. لكن وقت المباراة استغل الخطأ وضرب هذه المصيدة بفضل الخامات التي يمتلكها ، وبلجريني لم يعتقد أن يلعب سلتا فيغو مدافعاً من البداية على أساس أنهم يصارعون من أجل البقاء في الليغا .. لكن حدث ما حدث فبدأ يبدل ويغير ويلعب لعبة المدربين المحنكين .. أيضاً كابيللو لم يهمه كثيراً الأداء بقدر إخماد قوة وسط إشبيلية بالشوط الأول بفضل إيميرسون وديارا وراؤول ثم بالشوط الثاني بدأ يتفنن في قرص خواندي راموس من أذنيه .. بقوله اللعب مع الكبار مُتعب يا راموس !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى