قام السيد توماس كراجيسكي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية باليمن بزيارة استطلاعية لمحافظة عمران أمس يرافقه السيد جون إليه، مدير البرنامج اليمني الأمريكي لتحسين التعليم بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والأخ عبدالملك الجنداري، وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع.

وخلال هذه الزيارة التقى السيد السفير ومرافقوه الأخ نعمان دويد، محافظ عمران وممثلي قطاع التعليم بالمحافظة.

وفي هذا اللقاء تحدث السفير بقوله «كنت موجودا وأسمع الحديث الذي دار بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس الأمريكي جورج بوش، أثناء لقائهما الأخير في واشنطن، وقد تحدثا في موضوع خاص جدا وهو موضوع التعليم باعتباره أهم مواضيع المستقبل في العلاقات اليمنية الأمريكية».

وأعرب السفير كراجيسكي عن تقديره للمجتمع اليمني لتقبله فكرة التعليم وخاصة تعليم الفتاة.

وفي حديثه في اللقاء أكد الأخ وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع، أن وجود مجالس فاعلة للآباء والأمهات في المدارس يراعي المدرسة والطالب يعتبر مقدمة لتسهيلات مستمرة ستقدم من الوزارة ومن المنظمات المانحة، مؤكدا على ضرورة تشجيع الفتاة للتعلم من خلال الوسائل التشجيعية المقدمة سواء من الوزارة أو المنظمات والوكالات المانحة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بفضل جهود المدرسة والمجتمع.

ثم توجه السفير ومرافقوه إلى مديرية (ثلا) حيث افتتح مشروع توسعة مدرسة الفاروق بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية، والذي يتكون من بناء فصلين دراسيين وثلاثة حمامات وخزان مياه، كما افتتح هناك مشروع إدرار الدخل وجمعية رعاية الأسرة الخيرية التي أقيمت بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية لتقديم الرعاية الصحية للأمهات ومحو الأمية بين صفوف النساء كبار السن ورعاية الأسر الفقيرة وتنمية قدرات المرأة وذلك بكلفة قدرها 12 ألف دولار.

وفي تصريح لـ«الأيام» قال السيد جون راليه، مدير المشروع اليمني الأمريكي لتحسين التعليم الأساسي، إن الوكالة قامت بتدريب المدرسين ومدراء المدارس في (77) مدرسة توجد في محافظات صعدة، الجوف، مأرب، شبوة، إب، بالإضافة إلى ترميم تلك المدارس وتنظيم ورش عمل متحركة تقوم بزيارة تلك المدارس لإشراك المجتمع من خلال التدريب والتأهيل وتكوين 100 مجلس آباء وأمهات يتم انتخابها من خلال المجتمعات التي طلبت المساعدة من الوكالة.

وأضاف قائلا: «الآن هناك خلق لشراكة بين مجلس الآباء ومجلس الأمهات والعاملين في المجالات الاجتماعية لتطوير التعليم، والذي نتج عنه إقامة (25) مركزا صيفيا حضره ما يقارب (3300) طالب وطالبة و(300) أم، لتعلم أمور مفيدة كالإسعافات الأولية وعمل رحلات لمعرفة تاريخ اليمن، ونأمل عقد مراكز صيفية أكثر تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، علما أن الوكالة تقدم (8) ورش عمل لتدريب وتأهيل المجتمعات المحلية وإنشاء فصول محو الأمية للمرأة خاصة».

من جهته صرح لـ«الأيام» الأخ ناجي الدالي، مدير التربية والتعليم بمديرية (ثلا) بقوله: «الوكالة الأمريكية للتنمية قدمت مساعدات توعوية وربطت المجتمع بالمدرسة من خلال مشاريعها وأنشطتها بالمديرية، صحيح أنها مشاريع بسيطة، لكنها فعالة وتسهم في ربط المجتمع المحلي بالمدرسة، كما أنها فعلت دور لوائح المجلس المحلي».

وأعرب عن الأمل في أن يشمل نشاط الوكالة بقية مناطق المحافظة، في جانب بناء الفصول الدراسية وترميم المدارس وغيره من الأنشطة وخاصة في مجال تعليم الفتاة «خصوصا وأننا نعاني من التعليم المختلط ونقصان المكتبات المدرسية والوسائل التعليمية والمختبرات والمعامل».

أما الأخت عزيزة الشيباني، منسق البرنامج اليمني الأمريكي في محافظة عمران فقد صرحت لـ«الأيام» بقولها: «البرنامج في المحافظة استهدف (21) مدرسة، على صعيد الترميم وتدريب الاختصاصيين الاجتماعيين والتربويين وتشكيل مجالس الآباء والأمهات وتفعيل دور ونشاط المراكز الصيفية عن طريق التنسيق مع وزارة التربـية والتعليم».

وأضافت :«من خلال ما لمسناه فإن البرنامج يستهدف تحقيق الاستقرار للعملية التربوية ومشاركة المجتمع وتفعيل زيارة الآباء للمدرسة وتعود التبرع لتحسين أداء المدارس ومتابعة التحصيل العلمي للأبناء وتوفير المدرسين»، معربة عن الأمل في استمرار الدعم وتوسيعه لأكثر من مديرية وخاصة على صعيد الاهتمام بتعليم الفتاة وأنشطة المرأة.

وفي الختام تحدث لـ«الأيام» الأخ نعمان دويد، محافظ عمران فقال: «زيارة السفير الأمريكي لبعض المدارس بالمحافظة الهدف منها هو المعنى وليس المبنى، وكأن لسان الحال يقول: هذا ما يقدمه الشعب الأمريكي الصديق للشعب اليمني من معونات في الجانب المهم وهو الجانب التعليمي والصحي».

واضاف المحافظ دويد قائلا: «كان من الممكن أن تكون المساعدات الأمريكية أكبر من هذا ـ وهذا ما أكده لي السفير الأمريكي ـ وما سيقوم به السفير مستقبلا، والذي أكد أيضا أن الولايات المتحدة ستزيد من مساعداتها لليمن في الجانب التعليمي والتربوي والاقتصادي».