الفساد.. في ازدياد وفي المسألة وجهان

> د.منصور جميع عوض:

>
د.منصور جميع عوض
د.منصور جميع عوض
يقول المثل الشعبي.. ويضرب الله الأمثال: فلان يصيب البعرة، ويخطئ البعير.. هذا فلان (فرد) وإن قصد به العموم، وبالتهامية.. الكلام إلا رمز.. والوجه الأول للمثل الشعبي.. عند الرماة.. يعني دقة التصويب.. أما الوجه الثاني .. والظاهر.. سواء البعير أو الجبل أو نحوه من الكتل الكبيرة التي لو رماها الأعمى لما أخطأها فقد صغرت في العالم المقلوب!!

كيف يتصور المرء.. والمرء بأصغريه.. أن الديمقراطية في استقامة المقلوب لعودته إلى وضعه الطبيعي؟! مع التسليم بأن الثوابت ثابتة! وممارسة الشيء خارج المقصود لا تعبر عن جوهر المسألة والحقيقة.. ممارسة الديمقراطية عالميا بمكيالين سياسة القوة في حق المغلوب التابع لغالبه.. بالفصيح أو الأعجمي.. على قول صاحب الرواء (مع الاعتذار) لأهل صعيد فرعون.. لصدقهم وشجاعتهم.. والعير ذاك السوم!!

خذ مثلاً: رد الفعل عند الشعب الفرنسي هذه الأيام.. وغضب شعب الحرية في أمريكا ضد سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط وقارن بين النظرية والتطبيق.. ترى العجب العجاب!! حق ومرق!! السؤال المشروع.. مادامت الديمقراطية هي الديمقراطية ومع نظرة العولمة لعالمها.. القرية الصغيرة.. تحت تهديدات التأثير البشري السلبي على الإيكولوجيا.. ديمقراطية القوي.. والضعيف وعلى رغم أنفه يخضع.. بالسمع والطاعة.. عرف القوي.. فإن الشعوب المغلوبة على أمرها إذا أرادت الحياة سوف تكسر القيود.. وإن الخير مع الشر في صراع دائم وفي سجال حتى يورث الله الأرض عباده الصالحين.. وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. والله لا يحب الفساد وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.. ولعنة الله على المفسدين!!

يلاحظ من درس تطور المجتمعات وحركة الجدل.. بأن الحرية والديمقراطية توأمان.. وأن الحلول السلمية أفضل من العنف والإرهاب والبطش.. الجنوح للسلم، وأن (عفاجة) شمشون الجبار تودي بحياته وأعدائه.. كما جاءت في مقولته، ولما كان الصحابي معاوية عبقريا في سياسة الأمة فإن صلته بالناس (وقتها) كانت قوية رغم تصويرها بخيط رقيق (شعرة)، لكن هذا الشكل الديمقراطي للفرع السفياني لم يستقم بالكلام فقط.. مهرأ ودرعفة.. فالشعرة (العلاقة) في محك العمل.. بين الشدة والرخاء بين الأخذ والعطاء.. ومادام القوي يدربنا على ممارسة سياسة ديمقراطية المغلوب فهو يشهد لنا باجتياز المرحلة الأولى والأساسية كيف نفرغ شحنة عدم الرضا، ونخضع للواقع كالقدر المحتوم ونحول الفعل الإيجابي إلى أقوال شتى وهرج ومرج، قلك.. بلك.. توصيف لمظاهر الفساد يتغدى، بل ويخدر بها ضحاياه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى