مسرح وكليبات وعماس طماس

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
لعل ليالي عدن المسرحية (الموسم الثالث) الذي قدم هذا العام بدار سينما هريكن برعاية الأخ محافظ محافظة عدن.. واستكمال عروضه الاستقبالية وهو الآن يواصل العروض تجارياً بنفس الدار وبتذاكر دخول ليست رمزية.. في مساء الاثنين الماضي دخلت بصحبة صديق مسرحية «همسة وعياله الخمسة» التي امتدت قرابة ساعتين وهي من تأليف عادل بيضاني وحازم الشاعر ومن إخراج محمد علي يافعي وتعرض بتنوع - أكثر منه ترابطاً - وبقالب مرح أقل قليلاً من الكوميديا.. تعرض حياة.. بل قل كفاح امرأة من أجل تربية عيالها الخمسة - ثلاثة أبناء وبنت في هذا الزمن «المطياب» والمطياب كلمة هي بنت عم الطيب ولأن كل ما هو طيب في هذا الزمن هو الحرية اللي تشقح شقيح في كل شيء وفي ظلها يعيش الناس على كيفهم أو يموتون على كيفهم يأكلون أو يجوعون وما حد يتفاضل على الثاني.. كل واشكر.. واذا ما تشتيش تأكل إنشاء الله عنك ما كلت.

الفكرة وصلت بالزائد وهي أن الأم همسة كدحت كثيراً لكي تربي عيالها وربتهم على قدر الحال يعنى ما فيش حد منهم مثلاً عالم ذرة ولا الثاني رائد فضاء ولا يوجد ذلك البروز الفاقع الذي نراه في كثير من أعمالنا الاخرى المحلية في المسرح- وحتى في بعض الأعمال العربية الدرامية المختلفة- لا.. لا.. أبه هذا الشيء ما يستويش عندنا في هذه المسرحية وهو أحسن شيء فيها.. ابتعدت عن المبالغات ولكنها ايضاً لم تترك للأمل فرصة ليدخل البهجة إلى قلوب أصحاب العائلة الذين يعيشون في انتظار الفرج من أخيهم المغترب بعودته ليفك زنقتهم ويبعد الفقر عنهم قليلاً بعد أن ضحى الجميع وأولهم الأم وثانيهم البنت التي ترفض زيجة الفلوس مقابل العمر والله العالم كيف بايكون هذا العمر.

في تقديري أن حكاية من هذا النوع تحتاج إلى وقاية من الملل وذلك من خلال إعادة الترتيب الدرامي من حيث التأليف يسايره الإخراج لكي نتجنب فاجعة النهاية التي تأتينا بخبر موت المغترب ونهاية حوالاته.. يمكن غربلة هذا الموضوع ببصيص من الأمل أو إيماءة أمل من خلال هز المسرح بأغنية فيديو كليب رجراجة بعد تمهيد لها في مشاهد حوارية سابقة وعلى الأقل أغنيتين جميلتين من أغاني كليبات موضة هذا الزمن السهل (تقنياً على الأقل) ولا أحد يقول لي انه مافيش نفس للأغاني بالحشو فسأقول له انه الحشو بعينه زمن الكليبات هذا.

وبالتالي باتكون معانا نفس الحكاية نحكيها في القصة والحوار ونفس النكد اللي بانبكي عليه في وقته لما تجي مواقف البكاء.. وبالتنويع ايضاً با تكون معنا الكليبات بنت الكليبات..وبا نخرج بعرض مسرحي أحسن.. توازن بين الضحك والبكاء وتنوع بين الكلمة والنغم.. أصله أيش.. جمهور هذا المسرح اذا افترضنا انه له جمهور مش ناس مرتاحين.. يعني أغلبهم منكدين مغلبين مضروبين مهزومين ضباحى كلاحا بلاحا.. ومافيش منهم واحد سبق له أن أكل حبة تفاح قبل شهرين أو شهر على الاقل فالواحد مش كثير عله انه يمد لأخيه المسلم تفاحة ما دام خير الله باسط.. وإذا الواحد يشتي يكثر من المسرحيات فعليه أن يقلل من الدموع وإذا يشتى يقول للأعور أنت أعور إلى عينه ما با يقدرش.. وإذا قدر بانلاقي نفوسنا نعيش في عالم من العميان!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى