الدفعة الأولى - فساد

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
هناك العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تئن تحت وطأتها الشعوب اليوم وإن كانت المعاناة تختلف من بلد لآخر باختلاف القضايا وحدتها وتنوعها، وأمام هذا التنوع تبرز إلى السطح السياسي من وقت لآخر قضية (الحكومة الرشيدة)،لاسيما في الدول المتقدمة لاعتبارات تتعلق إما في قضايا فساد أو لتقصير في مسئوليتها، أو حتى في قضايا تتعلق بالسلوك الشخصي، فكثيراً ما نسمع ونرى أن هناك حكومات تسقط ووزراء يستقيلون أو يقالون ويحاكمون بينما هذه القضية في الدول النامية ومن ضمنها بلادنا مازالت تراوح مكانها، باستثناءات قليلة تكاد تكون لا تذكر ولا يتم البوح بها وتنتهي بالتقادم .

وسنتان من الآن وحتى بداية الانتخابات البرلمانية القادمة هي فترة الحكومة الجديدة برئاسة الدكتورعلي محمد مجور وبحسب ما جاء في برنامجها من تحديات لمحاربة الفساد الذي يكاد يكون هو السبب الرئيس للفقر الجاثم فينا، و لطالما ظلت هذه القضية حجر عثرة وعائقاً أمام تحقيق التقدم لمجتمعنا اليمني وبعد انقضاء فترة 17 عاماً من عمر الوحدة، عجزت خلالها السلطة والحكومات المتعاقبة عن مكافحة الجريمة الاقتصادية ونهب المال العام ومحاربة الفساد، الأمر الذي نجح في ظله الكثيرون من الفاسدين ممن هم في السلطة في تحقيق ثراء فاحش وسريع عن طريق النصب والاحتيال واستغلال الوظيفة العامة، وظلت خلالها قضية الفساد والمفسدين بمثابة لغز غامض ومجرد أنين وصيحات يشكو منه الجميع في كل خطاباتهم وتصريحاتهم وفي ورش العمل وبرامج الأحزاب الانتخابية، ومع ذلك سنظل متفائلين، ونأمل أن تشهد تلك الفترة تخرج أول دفعة من الفاسدين (من العيار الثقيل) على يد الحكومة الجديدة، ليتم تقديمهم إلى القضاء ومحاكمتهم علنا بتهمة الفساد لينالوا جزاءهم وليكونوا عبرة لغيرهم .. حينها فقط نكون بالفعل قد وضعنا حجر الأساس لبداية حقيقية وجادة لمحاربته وبالتالي كسر حاجز التردد لتلك القضية الشائكة.. وهناك مثل روسي مشهور يقول: أن تصل متأخراً ..خير من أن لا تصل مطلقاً .

وهناك من العظماء ممن دخلوا التاريخ بحجم إنجازاتهم وأعمالهم الجليلة التي قدموها بغض النظر عن طول فترة قيادتهم أو قصرها.

وقد روى لنا التاريخ الإسلامي بأن الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز (61 - 101 هـ) رضي الله عنه، وخلال فترة ولايته القصيرة (سنتان ونصف تقريباً) هي عمر كل ولايته الحافلة بالانتصارات والإنجازات العظيمة .. سلك طريق الثورة وأمضى فيها يرد مظالم الأموال إلى الأمة بعد أن استولى عليها الظالمون وكاد يعيد الأمر شورى بين الناس بعد انقضاء ستين عاماً هي الفترة التي تفصل بين خلافة الخلفاء الراشدين وبين ولايته، لولا أن عاجله الأجل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى