الهجوم على «السادة وأهل التصوف» بحضرموت .. لماذا؟

> معاذ عبدالله هادون العطاس:

> تفاجأت كثير من الأوساط الداخلية والخارجية بالخبر الذي نشرته صحيفة «الأيام» بعنوان «هجوم على السادة وأهل التصوف بحضرموت وانقسام المشاركين في دورة الأوقاف»، وقد أبدى كثير من الناس استغرابهم من الهجوم الحاد الذي ألقاه الشيخ محمد محمد المهدي، على السادة آل البيت وأهل التصوف بحضرموت فقط، وبهذا أشعل فتيل الأزمة في القاعة التي عقدت فيها دورة الأوقاف والتي شارك فيها 600 خطيب ومرشد من جميع الطوائف الإسلامية المعاصرة في الساحة، حينما قال: «لا تشغلونا باصوفية بحقكم الموالد، فنحن أمام خطر باطني وخطر رافضي، وأتحدى مشايخ الصوفية أن يوضحوا وجهة نظرهم عن الفتنة الحوثية والمد الاثني عشري».

فالخطاب كان فيه تجريح شنيع لأهل التصوف في حضرموت الذين كان لهم الفضل العظيم في دخول أكثر من ثلث المسلمين في الإسلام بالعلم والأخلاق المثلى، ونشر الإسلام على كتاب الله وسنة رسوله.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة، فانظر بماذا تخلفوني فيهما»، مسند الإمام أحمد.

ومعلوم أن الصوفية منتشرون بكثرة في كثير من محافظات الجمهورية، مثل الحديدة والبيضاء وعدن وأبين وأعمالهم ومساجدهم وأربطتهم دالة على ذلك، فلماذا على صوفية حضرموت فقط؟!.

أما الموالد فليست خاصة بصوفية حضرموت، فقد أثنى على الموالد كبار الأئمة، كابن حجر والسيوطي والإمام الذهبي وغيرهم الكثير، ثم أسأل سؤالا.. منذ نور الدين زنكي إلى صلاح الدين إلى محمد الفاتح الصوفي، الذي مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه: «لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش» ـ رواه أحمد ـ وصولا إلى عبدالقادر الجزائري وعمر المختار، ألم يكن هؤلاء صوفيين أم من الذين شغلوا الناس بالموالد؟

أما علاقة الصوفية بالشيعة، فلم تكن هناك علاقة أصلا، فموقف علماء الصوفية واضح من الفتنة الحوثية التي تحصل اليوم، فقد استنكروا وأدانوا ما يفعله الحوثيون من خروج عن طاعة ولي الأمر وقتل للأبرياء وتهديم قرى بأكملها.

ونرى ما يقوم به الصوفية في يوم عاشوراء من صيام ذلك اليوم الذي صامه النبي وأمر بصيامه، ومن محاضرات ودروس تقام ذلك اليوم، ولقد استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه ذلك اليوم أيضا، وذاك يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام، فلست أدري ما الذي أثار حفيظة الشيخ؟، وأكثر المسلمين يصومون هذه الليلة وليس كما وصفه الشيخ المهدي بأنها طقوس لها صلة بالاثني عشرية.

وقد وزع في الدورة كتاب صور الصوفية في بلادنا بأنهم ربيبة الرافضة ورضيعة لبانها، وما يحمله هذا الكتاب من أكاذيب وأشياء لم تكن لها أصل، وناتجة عن أحقاد دفينة، والغرض من ذلك تسليط الأضواء على الصوفية وربطهم بالشيعة كما في الكتاب وفي خضم الأحداث التي يمر بها العالم سواء في إيران وصعدة ولبنان، وقد رد العلماء على هذا الكتاب في خطب الجمعة من قبل.

وأخيرا وليس بالأخير، إن هذه الدورة أقيمت من أجل خطاب «إرشادي يجسد الوسطية وقيم التسامح الديني» وحق للمشاركين أن يبدوا استغرابهم واستنكارهم مما يحدث من سب وتجريح طائفة لأخرى، وجميعهم ينتسبون لمنهج أهل السنة والجماعة.. والله أعلم.

عضو في المجلس الدعوي بديس المكلا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى