موظفو السكك الحديد في العراق يأملون ان تسترد ماضيها الذهبي

> العراق «الأيام» خليل جليل وصباح عرار :

>
يأمل العاملون في خطوط السكك الحديد في العراق ان تستعيد هذه الخطوط حياتها وتعود لماضيها الذهبي بعد ان توقفت عن العمل بسسب الاهمال والظروف الامنية.

ويقول علي شعلان (60 عاما) اقدم سائق قاطرات في العراق "بعد ان كانت السكك الحديد في العراق واحدة من اعرق الخطوط في الشرق الاوسط واقدمها بدت الان باسوأ حالاتها نتيجة الظروف الامنية والاهمال من قبل المسؤولين".

ويضيف شعلان ان"هذا الواقع المؤلم انعكس على حياتنا المعيشية لان جميع الخطوط معطلة ولم نعد نتقاضى حوافز مالية كما في السابق".

وانشىء اول خط لسكك الحديد في العراق في 1914 وكان يربط جانب الكرخ في بغداد بمنطقة الاسحاقي (70 كلم شمال العاصمة).

وفي 1916 قامت القوات البريطانة بانشاء عدة خطوط للسكك الحديد في منطقة البصرة (جنوب) لنقل معداتها العسكرية عندما احتلت العراق.

وقال شعلان "نأمل ان تقوم الجهات الحكومية باعادة تأهيل الخطوط الحالية وتوفير الحماية لها لتسترد عافيتها وتعود الى ما كانت عليه من حيوية".

وكانت عدة خطوط من السكك الحديد التي تربط بغداد بمدن الجنوب والشمال تعرضت خلال العامين الماضيين لاعمال تدمير قامت بها مجموعات مسلحة قامت بتدمير السكك والجسور الصغيرة التي تمر عليها القطارات.

وادت هذه الاعمال الى توقف حركة القطارات العاملة على خطوط يبلغ طولها 2339 كلم تنطلق من المحطة العالمية الواقعة في جانب الكرخ المتوجهة الى الجنوب بعد ان كانت تستخدم لنقل المسافرين والبضائع.

من جهته،اكد الناطق الاعلامي لوزارة النقل العراقية جواد الخرسان ان "محاولات جادة تبذلها الوزارة لاعاة الحياة الى السكك الحديدية في الوقت الحاضر عبر انشاء شبكتين جديدتين من الخطوط توصل البصرة بايران".

وتابع ان "هذا المشروع سيسهم في تشغيل مئات من العمال والفنيين".

واضاف الخرسان ان "العمل بدأ فعلا بتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يبدا من محافظة البصرة ويمر بالشلامجة العراقية والشلامجة الايرانية ويستخدم احد الجسور الممتدة فوق نهر شط العرب".

وتابع ان "حيوية هذا الخط تكمن في انه يؤدي الى خطوط ايرانية تصل الى جنوب شرق اسيا والهند".

وبدأت اعمال ايضا لربط العاصمة بغداد بخط يؤدي الى مدينة جلولاء والمنذرية ثم ايران ويفترض ان يستخدم هذا الخط لاغراض السياحة الدينية.

وتمكن الفنيون بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين عام 2003 من تسيير قطارات الى سوريا وتركيا عبر خط الموصل-ربيعة-اليعربية السورية وكذلك خط زاخو-غازي عين تاب التركية خصصت لنقل البضائع والمواد القادمة من تركيا الى العراق.

وكان يمر القطار المتوجه الى الجنوب بمدن المحمودية واللطيفية والاسكندرية قبل ان يصل الى مدينة الحلة ثم يواصل سيره الى محافظات العمارة والناصرية والسماوة والديوانية وينتهي بمدينة البصرة.

وتعد المنطقة الواقعة بين المحمودية واللطيفية التي تمتد مسافة شرة كيلومترات والتي تعد من اخطر المناطق حيث تعرضت القاطرات فيها الى هجمات مسلحة عدة مرات ارغمت المسافرين على عدم استخدام القطار في سفرهم من بغداد الى المدن الجنوبية بعد ان كانوا يفضلونها لقلة اجور التذاكر.

ولم تنفع الاجراءات الاحترازية التي اعتمدتها دائرة السكك الحديد بتشغيل قطار يعمل ذهابا وايابا لمسافات قصيرة للتاكد من خلو المناطق من العبوات ومواد التفجير في تامين سير القطارات بعد ان تفاقمت اعمال التدمير.

ويرى السائق فاضل عباس (55 عاما) ان "توفير الحماية من قبل الدولة لهذه الخطوط وفرض اجراءات امنية في تلك المنطقة الساخنة من شانه ان يعيد الحياة الى القاطرات".

وتوجد الان خمسة قطارات واقفة في المحطة العالمية في بغداد من دون عمل اصبحت غير مؤهلة مع مرور الوقت وبعض منها يعود الى مناشئ المانية وبريطانية ويوغسلافية.

والخطوط العاملة لايصال بغداد بالمدن الشمالية كركوك والموصل وصلاح الدين، لا تختلف عن مثيلتها المخصصة لمدن الجنوب. فقد نالت منها ايضا اعمال التفجير بواسطة العبوات وتخريب السكك وتحطيم الجسور التي تمر عليها السكك الحديد.

فقد تعرض اربع من سائقيها قبل عدة اشهر الى قتل في منطقة حمام العليل التابعة الى محافظة الموصل بعد ان هجم مسلحون على القطار القادم من العاصمة الى الموصل الذي يقطع مسافة 500 كلم.

وتسببت تلك الاعمال الى توقف النقل التجاري للبضائع بواسطة القطارات القادمة من البصرة التي تفرع شحنتها عادة في مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) وكذلك المواد التي تنقل من الموصل الى بغداد.

وكانت المحطة العالمية الرئيسة وعدة محطات صغيرة منتشرة في باقي مدن الجنوب شهدت قبل عدة ايام اضراب لمنتسبيها يطالبون اهتمام الدولة ووزارة النقل لتحسين اوضاعهم المعيشية ورفع رواتبهم التي واجهت تدنيا بفعل توقف الحياة في القطارات. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى