قراءة في قصيدة (ياباهي الجبين) لسبيت

> «الأيام» د. حفيظة صالح ناصر الشيخ:

> توحد الجمال الأنثوي مع جمال الطبيعة في قصيدة «ياباهي الجبين» يلاحظ قارئ هذه القصيدة أنه يتجسد مزج الشاعر عناصر الطبيعة مع جمال المرأة المحبوبة منذ البيت الأول، فنرى المرأة «باهية الجبين» مشرقة الطلعة تتسبب في إحساس الشاعر بطول الليل -هذا الليل الذي يبدأ من «بحين» إنه التوقيت غير المتعارف عليه، توقيت خاص بالشاعر وحده، ويبدأ قبل الليل الذي يعرف حلوله كل الناس .

ويستدعي الشاعر إلى ذاكرته الليالي الفاتنة التي يتعهد بعدم نسيانها ... لماذا؟! لأنها ليالي الجمال الخالص الكامل المتكامل: الخد الأسيل، الشعر المنعثر، الطرف الكحيل، الفتنة التي تتسربل بها المرأة المحبوبة، الدلال الذي تتخطر وتتمخطر بين ثناياه، ليس هذا فحسب، فالطبيعة تكمل هي الأخرى هذه الصورة الجمالية حيث يغيب البدر بين السحب المتراكمة تارة، وتارة أخرى يسمر الكون بضياه، ويبدو أن لحظات العتاب واللقاء التي أذابت القلوب المحبة تتماهى هي الأخرى في جلال وروعة هذا الجمال الطاغي، حيث ترك الشاعر نفسه حائراً تائهاً لا هادي له في بحر الجمال والحب ولا دليل سوى المحبوب الذي يلون أحاسيسه كيفما شاء فهو يضنيه، ويشقيه، يعدمه، ويحييه. ولعل هذا الألق الشعوري وهذا الانقياد للمشاعر الجميلة المتوهجة ولسلطان الحب هو الذي جعل الشاعر ومحبوبته يشعران بأن لا حساب للدهر ولا حساب للآتي «اللي بايصير» وأن القرار وتحديد المصير هو تحدي المستحيل وإغلاق كل الحسابات، «ليه نحسب ونحنا قررنا المصير قفلنا الكتاب».

أستاذ مساعد/كلية التربية/صبر/قسم اللغة العربية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى