> اتهمت النيابة البريطانية أمس الثلاثاء عميل الاستخبارات السوفياتية السابق اندريه لوغوفوي بقتل العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو، الذي تحول الى معارض وطالبت موسكو بتسليمه، الامر الذي سارعت روسيا الى رفضه.

ففي الوقت الذي يخيم فيه التوتر على العلاقات بين لندن وموسكو طالبت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت روسيا ب"التعاون التام" كما طالبها المتحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير باحترام "القانون الدولي".

وقال مدير جهاز الادعاء الملكي (كراون بروسكيوشن سرفيس) سير كين ماكدونالد "توصلت اليوم الى ان الادلة التي قدمتها الشرطة كافية لاتهام اندريه لوغوفوي بقتل ليتفينينكو عمدا بالسم" متحدثا عن "جريمة استثنائية خطيرة".

من جانبه نفى لوغوفوي أمس الثلاثاء اي مسؤولية له في هذه القضية وقال "لم اقتل ليتفينينكو، وليس لي اي علاقة بموته"، مؤكدا انه هو وعائلته هم "الضحايا" لانهم تعرضوا "لهجوم شعاعي".

ووعد بالادلاء الاسبوع المقبل بتصريحات علنية "ستحدث تاثيرا كبيرا في الراي العام البريطاني". وقد يقصد بذلك انه سيتحدث عن الملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي المنفي في لندن بعد ان كان نافذا جدا في الكرملين في التسعينات والذي عمل لوغوفوي لحسابه في المجال الامني.

واكد "لم تكن لدي يوما دوافع ذاتية او موضوعية للقيام بما يتهمونني به في لندن"، معربا عن صدمته "لانحياز" العدالة البريطانية، ومتهما الاعلام الغربي بالاصرار على تصويره في صورة "السافل الذي يدس السم".

وطلب سير ماكدونالد من مكتبه بدء اجراءات طلب تسلمه من روسيا. وبموجب القانون البريطاني لا يمكن توجيه التهمة رسميا الى لوغوفي الا بعد وصوله الى اراضي المملكة المتحدة.

وسارعت وزارة الخارجية الروسية الى القول بان تسليم لوغوفوي لبريطانيا يتعارض مع الدستور الروسي.

وجاء في بيان صحافي للوزارة "في ما يتعلق بمسالة التسليم، فان تسليم مواطنين روسي الى دول اجنبية يتعارض كما هو معروف مع الدستور الروسي. وترد بنود مشابهة في دساتير دول اخرى".

واضافت الوزارة "قلنا مرات عدة اننا مستعدون للتعاون مع زملائنا البريطانيين في التحقيق الواسع حول هذه القضية، واننا مهتمون بالحصول على توضيحات موضوعية حول ما حدث"..واوضحت انها "تنتظر" من السلطات البريطانية "معلومات مفصلة اكثر" حول التهمة الموجهة الى مواطنها.

وكانت النيابية العامة الروسية استبعدت تسليم لوغوفوي باي شكل من الاشكال للاسباب ذاتها.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن مصدر في النيابة انه "بموجب دستور روسيا الاتحادية، لا يمكن تسليم مواطنين روس الى دول اجنبية لكي يحالوا الى القضاء، ولوغوفوي مواطن روسي".

من جانبها قالت مارغريت بيكيت في بيان "انها جريمة خطيرة,ونحن نريد وننتظر تعاونا كاملا من السلطات الروسية" لاحالة لوغوفوي الى القضاء البريطاني,واضافت "هذه المطالب قدمت رسميا الى السفير الروسي عندما استدعى الى وزارة الخارجية أمس الثلاثاء".

كما قال المتحدث باسم بلير "لا ينبغي لاحد التشكيك في الجدية التي نتعامل بها مع هذه المسالة"، رافضا التعليق على رفض روسيا، الموقعة اسوة ببريطانيا على الاتفاقية الاوروبية لتسليم المطلوبين، تسليم لوغوفوي.

وبعد ان اعترف باهمية العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ذكر المتحدث موسكو بضرورة احترام "القانون الدولي"، مؤكدا ان الحكومة البريطانية لن تتراجع "باي حال من الاحوال" عن هذا الطلب.

وتوفي الكسندر ليتفيننكو (43 عاما)، الذي حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية موته في رسالة نشرت بعد رحيله، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد ثلاثة اسابيع من اصابته بالاعراض الاولى للتسمم بمادة البوليونيم 210 وهي مادة عالية الاشعاع.

ورغم نفي لوغوفوي، العميل السري الروسي السابق الذي تحول الى رجل اعمال، اي علاقة له بموته الا انه ترك وراءه اثار بولونيوم في العديد من الاماكن في لندن وكذلك في طائرة استقلها.

وكان ليتفيننكو تناول الشاي مع لوغوفوي ورجلين اخرين هما ديمتري كوفتوم وفياتشيسلاف سوكولينكو، في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر في فندق ميلينيوم في وسط لندن.

وبدورها، رفعت ارملة ليتفينينكو شكوى ضد روسيا لدى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ تتعلق بانتهاكات لمواد في المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان تعتبر ان روسيا ارتكبتها في قضية زوجها، وخصوصا الحق في الحياة وفي محاكمة عادلة واحترام الحياة الشخصية والعائلية.

ولم يصدر عن الولايات المتحدة أمس الثلاثاء اي تعليق حول هذه القضية بين حليفها البريطاني وروسيا، واكد الناطق باسم البيت الابيض توني سنو "اننا لا ننحاز لاي طرف". (أ.ف.ب)