تقرير للوكالة الدولية قد يشير إلى تقدم في البرنامج النووي الإيراني

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

> من المتوقع أن يشير تقرير لخبراء ذريين أمس الثلاثاء إلى أن إيران لم تتجاهل فقط مهلة وشيكة للأمم المتحدة لوقف تخصيب اليورانيوم وإنما وسعت أيضا البرنامج على نحو ملحوظ مما يعرض طهران لعقوبات أوسع.

لكن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يقول إن الزمن تجاوز الاستراتيجية الغربية التي تجعل وقف تخصيب اليورانيوم شرطا مسبقا لإجراء محادثات. ويقول إنه يتعين التركيز على تقييد البرنامج إلى مستوى يقلل من احتمالات أن يؤدي إلى انتاج قنابل ذرية.

ويشتبه الغرب في أن إيران تستخدم برنامجا سلميا معلنا للطاقة الذرية كواجهة لإمتلاك وسائل إنتاج قنابل ذرية. وتقول إيران المنتجة للنفط إنها تسعى فقط للحصول على مصدر بديل للطاقة.

وقال محمد البرادعي في تصريحات نشرت في الأسبوع الماضي إن إيران تغلبت فيما يبدو في الشهور القليلة الماضية على عدد من العقبات الفنية للانتقال بإنتاج الوقود النووي من مستوى البحوث إلى مستوى صناعي.

ونقلت صحيفة (إيه.بي.سي) الأسبانية اليومية عن البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله في مقابلة نشرت على موقع الصحيفة على الانترنت "اعتقد أن الأحداث تجاوزت المطلب (الخاص بوقف التخصيب)."

وتابع البرادعي قائلا إنه "في حالة عدم وجود ضمانات بأن هذا برنامج سلمي فإن الأمر المهم الآن هو التركيز على ألا تنتقل إيران (إلى التخصيب) على مستوى صناعي وعلى أن يكون للوكالة سلطات تفتيش كاملة."

وأضاف "إذا كان بالإمكان الجلوس مع كوريا الشمالية رغم أنها (انتجت) أسلحة نووية يجب على (القوى العالمية) أن تكون قادرة على أن تفعل الشيء نفسه مع إيران.. ومع هذا فإنني اكتشف تصعيدا تدريجيا يقلل من فرص التوصل إلى حل سلمي."

ومع اقتراب مهلة مدتها 60 يوما قدمها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإيران للتراجع من نهايتها تعهدت طهران بعدم تجميد سعيها للحصول على الطاقة الذرية قبل أو اثناء المفاوضات أو حتى كنتيجة للمفاوضات.

وقال مسؤولون أمريكيون إن القوى الست الكبرى ستبدأ في إعداد مسودة قرار بفرض مجموعة ثالثة أشد صرامة من العقوبات إذا تجاهلت إيران المهلة التي تنتهي يوم 24 مايو أيار الجاري. ولم تترك تسريبات الدبلوماسيين عن فحوىتقرير مفتشي الوكالة الدولية سوى قدر ضئيل من المفاجأة بشأن الرأي الذي انتهى إليه.

وقال دبلوماسي في فيينا مطلع على أعمال التفتيش إن "أجهزة الطرد المركزي (التي تقوم بالتخصيب) تدور ويجري تصنيع المزيد. الناس سيستيقظون ويدركون أن إيران تمتلك المعرفة وأنه لا يمكن أخذها منها. هناك حاجة للتوصل إلى حل وسط يحفظ ماء الوجه."

وقال دبلوماسيون إن إيران قامت بتوصيل أكثر من 1600 جهاز طرد مركزي في النصف الأول من مايو مما يزيد قدرتها الكامنة على تخصيب اليورانيوم إلى خمسة أمثال قدرتها منذ آخر تقرير للوكالة الدولية في فبراير شباط,وأضافوا أن إيران قلصت التأخير في تركيب مجموعة أجهزة الطرد المركزي إلى أسبوع واحد فقط.

وقال البرادعي للصحيفة الأسبانية إن 1300 من أجهزة الطرد المركزي تعمل "بشكل مستمر." لتنقية عنصر اليورانيوم القابل للانشطار إلى مستوى خمسة في المئة المناسب لاستخدامه كوقود في محطات الطاقة.

وقال دبلوماسي آخر يراقب التفتيش "بدأ الإيرانيون مؤخرا في تسريع أجهزة الطرد المركزي. كانت تعمل في السابق بسرعة منخفضة (تجريبية) والآن تعمل بكامل سرعتها."

وتصر إيران على أن تخصيب اليورانيوم لتوليد الكهرباء فقط وليس لتصنيع الجزء المنفجر في الرأس الحربي الذي يتطلب نقاء العنصر الإنشطاري بنسبة تتراوح بين 80 و90 في المئة.

وبمعدل التركيب الحالي قد يكون لدى إيران ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي تعمل بحلول نهاية يونيو حزيران القادم وهو حد أدنى قررته لوضع الأساس للانتاج الصناعي للوقود النووي وهو 50 ألف جهاز طرد مركزي.

ويمكن لثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي إنتاج وقود عالي التخصيب يكفي لصنع قنبلة واحدة في العام على افتراض أن إيران قررت السير في هذا الطريق.

لكن إيران لم تظهر بعد أنها قادرة على إدارة عدد كبير من المجموعات في وحدة متصلة بسرعة تفوق سرعة الصوت لفترات طويلة وهي مسألة رئيسية للحصولى تلك القدرة النووية "المتحررة من أي قيود".

وقال البرادعي "إيران لا تشكل اليوم أي تهديد وشيك." لكن القادة الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والألمان يقولون إن حقيقة انه لا يزال في مقدور إيران تحسين العملية ببضعة آلاف من أجهزة الطرد المركزي يجب ألا تضيع في الحسابات الدبلوماسية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى