الغرب يشكو للبرادعي بشأن تصريحاته عن إيران

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

>
محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة
محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة
قال دبلوماسيون إن مبعوثين من الولايات المتحدة وحلفائها اجتمعوا مع محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة للشكوى بشأن تصريحات أدلى بها واعتبروها تضر بمساعي وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

وحققت إيران تقدما في صناعة الطاقة النووية في الآونة الأخيرة رغم ضغوط القوى الكبرى على طهران لتعليق جميع الأنشطة المرتبطة بالتخصيب. ورفضت إيران مطالب تعليق التخصيب باعتبار انها تنتهك حقوقها.

وأثار البرادعي انزعاج الغرب عندما دعا إلى حل وسط لحفظ ماء الوجه يتم من خلاله وقف أنشطة التخصيب في إيران عند مستواها الحالي المتواضع قبل ان تصل للنطاق الصناعي الذي يتم فيه إنتاج كميات كبيرة من الوقود النووي الذي يمكن تحويله إلى مواد تستخدم في صنع قنابل نووية.

وذكر دبلوماسيون أن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان زاروا مكتب البرادعي للتشديد على أن سياسة مجلس الأمن الدولي هي بمثابة قانون تمت الموافقة عليه بالاجماع وأنهم يريدون تأييده.

وقال دبلوماسي بريطاني لرويترز "أوضحنا بواعث قلقنا بشأن ضرورة تعليق (التخصيب) بشكل كامل. شعرنا أن تصريحاته التي نشرت لم تكن مفيدة في ذلك الوقت."

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن السفراء "عبروا عن قلقهم" بشأن تصريحات البرادعي.

وأضاف توم كيسي نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية "اتفق الجميع على ضرورة أن تعلق إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وأشاروا إلى بيان المدير العام للوكالة الأربعاء الماضي الذي يدعو إيران إلى ذلك."

وتابع "أكدوا مجددا على دعمهم المتواصل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعنية ببرنامج إيران النووي."

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن البرادعي من حقه الاعراب عن رأيه.

وأضاف "بخصوص عدد محدد من العناصر .. لدينا موقف غير متقارب بالكامل مع المدير. لذلك عبرنا عن موقفنا مثلما فعلت الوفود الأخرى في فيينا."

وعندما سئل عما إذا كانت فرنسا لا تزال تضع ثقتها في البرادعي قال المتحدث في بيانه الصحفي "إننا لا نشكك في التفويض الممنوح له."
ولم يعقب مسؤولون من الوكالة على الفور على ذلك,ويزداد قلق البرادعي من أن تؤدي المواجهة المتصاعدة بين إيران والغرب إلى صراع يشمل منطقة الشرق الأوسط.

وجاء الاجتماع بعد يومين من صدور تقرير للوكالة جاء فيه أن إيران بدأت تخصب اليورانيوم بكميات كبيرة بعد أن ركبت 1300 جهاز للطرد المركزي. ومن المرجح أن تركب إيران ثلاثة آلاف جهاز بحلول منتصف الصيف لتضع بذلك حجر الأساس لتخصيب اليورانيوم على نطاق "صناعي".

وتخشى القوى الغربية أن طهران تسعى لإنتاج قنابل نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة النووية واستشهدت بالسرية التي أحاطت بها إيران أنشطتها من قبل والأسلوب المراوغ الذي تتعامل به مع تحقيقات مفتشي الأمم المتحدة.

وتقول إيران إنها لا تريد سوى مصدر آخر لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير المزيد من احتياطياتها النفطية. وتواجه طهران احتمال صدور قرار ثالث بفرض عقوبات أشد صرامة ضدها لتجاهلها مهلة أخرى حددها لها مجلس الأمن الدولي لتعليق تخصيب اليورانيوم هذا الاسبوع.

وقال مسؤولون غربيون إن اقتراح البرادعي بأن تخصب إيران اليورانيوم على مستوى محدود سيمنح إيران الوقت والممارسة لاتقان التكنولوجيا كما أنه يتعارض فيما يبدو مع توافق الآراء الدولي.

وذكر دبلوماسيون مقربون من الوكالة الدولية أن البرادعي لا يحاول تقويض مجلس الأمن الدولي أو القوى الغربية لكنه يشعر أن النهج الحالي لم يعد واقعيا ويرغب في تجنب سوء التقدير الأمني الخاطيء الذي أدى إلى حرب العراق.

وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة "إنه يشعر فقط أن الاستراتيجية الغربية غير فاعلة. إيران لن تقوم بتعليق (التخصيب)..البرادعي يشعر أن الأمور في حالة سكون وأنه لابد من التفكير بشكل خلاق للحيلولة دون تحول ذلك إلى مواجهة."

وقال دبلوماسيون إن ألمانيا وهي الدولة الثالثة من دول الاتحاد الأوروبي بين القوى الست التي تضع السياسة بشان إيران لم تشارك في الاجتماع مع البرادعي لان بعض المسؤولين الألمان تفهموا وجهات نظره.

(شارك في التغطية لويس شاربونو في برلين وكارول جياكومو وسو بليمنج في واشنطن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى