سكان نهر البارد يفرون منه مرعوبين

> نهر البارد «الأيام» ميشال موتو :

>
رغم القصف المتقطع ورصاص القناصة المتربصين جازف المئات من سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين أمس السبت بالفرار مشيا على الاقدام من هذا المخيم الواقع في شمال لبنان والذي يحاصره الجيش منذ ستة ايام.

ويروي الفارون انهم تركوا وراءهم الالاف: افراد عائلاتهم من المسنين العجز والشبان العالقين في فخ ازقة هذا المخيم الفوضوي مع تضاؤل مخزونهم من الاغذية ومياه الشرب.

وافادت المنظمات الانسانية ان نحو عشرة الاف مدني ما زالوا في نهر البارد الذي كان ياوي نحو 31 الف لاجئ.

وكانت عناصر مسلحة من مجموعة فتح الاسلام المتطرفة التي يشتبه في ارتباطها بالقاعدة وباجهزة الاستخبارات السورية، قتلت 27 عسكريا في هجمات مفاجئة الاحد على مراكز للجيش على مشارف مخيم نهر البارد.

واخذ المدنيون يفرون منذ بداية الهدنة الهشة التي بدات عصر الثلاثاء بعد ان تمكن الجيش من استعادة مواقعه اثر معارك ضارية مع الاسلاميين المتطرفين وقصف مكثف على نهر البارد.

وقبل الساعة 11:00 (08:00 تغ) بقليل وصلت مجموعة صغيرة من اربعين شخصا معظمهم من النساء والاطفال وهم يبكون الى حاجز الجيش المقام في المعبر الوحيد المرخص له امام نهر البارد على طول الطريق الساحيلة.

وقال قاسم ربيع (50 عاما) "وضعنا النساء والاطفال في المقدمة حتى لا يطلق (الاسلاميون) النار علينا" مضيفا "كنا نرغب في البقاء لكن يبدو ان الامور ستطول".

ولم يتمكن اي مدني من مغادرة المخيم أمس الأول في حين اتهم بعض سكانه أمس السبت قناصة باستهداف مجموعات الفارين سيرا على الاقدام.

واكد ابو عماد الواني زعيم الجناح العسكري لحركة فتح-عرفات في شمال لبنان في اتصال هاتفي من داخل نهر البارد ان "عناصر فتح الاسلام هم الذين يصعدون الى السطوح ويطلقون النار على المدنيين او قربهم لمنعهم من الخروج. يعلمون انه طالما ان المدنيين هنا فان الجيش لن يتدخل بقوة".

وقالت نادية جعفر (45 سنة) والرعب باد على وجهها وبيدها اخر اقراص علاجها من مرض القلب "عندما خرجنا من المنزل سمعنا ازيز الرصاص" واضافت وهي تجهش بالبكاء "لم يبق لدينا لا غذاء ولا شراب شان الكثيرين. كان اخرون يريدون ان يحذو حذونا لكنهم في انتظار التحقق من خروجنا سالمين ليتبعونا".

وفور اجتياز الحاجز العسكري وقبل تناول زجاجات الماء التي يقدمها لهم متطوعون في مخيم البداوي المجاور جاؤوا ينتظرونهم في حافلات صغيرة، يفتح الرجال هواتفهم النقالة ليقولوا لمن يريد الرحيل ان كل شيء تم على ما يرام.

وروى خالد بشير (36 سنة) "قصف الجيش ليلة امس حينا واصاب منزلنا رغم عدم تواجد اي من عناصر فتح الاسلام في هذا الحي. ما اضطرنا الى المجازفة بالخروج".

وجلس وصيف عبد العال (42 سنة) في ظل مسجد قيد الانشاء وهو يشرب ثاني قنينة مياه ويضع دواء احمر على جرح في راسه وقال "جرحت في الهجوم على شاحنات المياه التابعة للامم المتحدة قبل ثلاثة ايام. وامس اطلق قناصة الرصاص على الجيران عندما هموابالرحيل. فاصاب الرعب كافة سكان الحي. لكن صباح اليوم ساد الهدوء فاغتنمنا الفرصة".

واعربوا جميعا عن اسفهم لانهم تركوا وراءهم مسنين غير قادرين على السير لمدة ساعة تحت اشعة الشمس او الركض اذا اقتضى الامر، وشبانا تطوعوا لحماية ممتلكات العائلة,ومع سماع دوي سلاح رشاش يدير الجميع رؤوسهم الى الوراء. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى