الحكومة اللبنانية تعطي مهلة للاتصالات من اجل حل سلمي في مخيم نهر البارد

> نهر البارد «الأيام» ميشال موتو :

>
جانب من الجثث
جانب من الجثث
امهلت السلطات اللبنانية الفصائل الفلسطينية في لبنان فرصة للتفاوض حول مخرج سلمي للمعركة الدائرة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بين الجيش اللبناني ومسلحي "فتح الاسلام".

ميدانيا، سمع اطلاق نار متقطع مساء أمس الأحد بعد هدوء ساد طوال النهار في محيط مخيم نهر البارد في شمال لبنان كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

ورد الجيش الذي يطوق المخيم، بصواريخ مضادة للدبابات على نيران بالاسلحة الخفيفة اطلقت من مواقع فتح الاسلام من الجهة الشمالية للمخيم.

وسجلت اشتباكات ليلية بين الجيش والاسلاميين كل مساء منذ دخول الهدنة التي اعلنت الثلاثاء الماضي حيز التنفيذ بعد ثلاثة ايام من المعارك.

وقدرت وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الاحد بثلاثة الى ثمانية الاف عدد المدنيين الذين لا يزالون في مخيم نهر البارد,وقدرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أمس الأول ب10 الاف عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون في المخيم حيث يقيم حوالى 30 الف شخص.

ونجح الاف اللاجئين في الفرار من المخيم حيث تدور مواجهات بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام، اثر اعلان هدنة الثلاثاء بعد معارك دامت ثلاثة ايام.

الا ان عدد النازحين تراجع مع نهاية الاسبوع ولم يغادر المخيم أمس الأحد سوى ثلاثين لاجئا حسب ما اعلن مسؤول في الهلال الاحمر الفلسطيني في حين نقلت مساعدات جديدة اليه.

وخلال النهار نقلت اربع شاحنات صغيرة تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني الخبز والمياه والادوية الى المخيم من مدخله الجنوبي الذي يفرض عليه الجيش اللبناني رقابة مشددة,وتولت خمس سيارات اسعاف نقل المرضى من داخل المخيم.

وحصلت 11 شاحنة اخرى من اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر الفلسطيني على اذن لنقل المواد الغذائية والادوية الى المخيم.

وقتل 78 شخصا خلال ثلاثة ايام من المعارك بدأت الاحد، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. واعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر ان 27 جنديا من الجيش اللبناني الذين سقطوا الاحد الماضي قتلوا على يد المجموعة قبل بدء المعارك,وقتل حوالى 25 عنصرا من فتح الاسلام منذ الأحد، وتم توقيف عشرات آخرين.

ومنذ ذلك الحين عزز الجيش مواقعه في محيط المخيم ويقوم بالرد، بحسب متحدث،بشكل دقيق لتجنب المدنيين.

وفي موازاة ذلك قامت مجموعة من الوجهاء والمشائخ الفلسطينيين الاحد بوساطة مع فتح الاسلام كما اعلن احدهم، محمد الحاج للصحافيين عند خروجه من المخيم حيث التقى زعيم فتح الاسلام شاكر العبسي.

من جانب اخر، قال مصدر حكومي بارز مطلع على الاتصالات الجارية بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الفلسطينية ان "الحكومة اعطت المنظمات الفلسطينية فرصة لمعالجة الامر مع تنظيم فتح الاسلام دون ان تحددها باطار زمني".

واضاف "اذا لم تنجح المنظمات الفلسطينية، فان الامر منوط بالجيش اللبناني ليجد الطريقة والظروف المناسبة لمعالجة الامر"..وقال "ليس هناك انذار لفتح الاسلام مرتبط بوقت".

وكان مصدر حكومي رفض الكشف عن هويته قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان "السلطات اللبنانية امهلت الفصائل الفلسطينية حتى منتصف الاسبوع" المقبل لمعالجة الازمة,وذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الاحد ان المهلة هي 72 ساعة.

وقال المصدر الحكومي ان الاتفاق يفترض ان يشمل استسلام مقاتلي "فتح الاسلام" الضالعين في اعتداءات على الجيش اللبناني لتتم محاكمتهم.

وقال المصدر الحكومي ان الاتفاق يمكن ان يضع حدا لمحنة اللاجئين الفلسطينيين النازحين عن مخيمهم والذين لا يزالون داخل المخيم، مؤكدا ان الحكومة اللبنانية "مصممة على استسلام الجناة".

وتابع ان الاجانب الذين ينتمون الى مجموعة "فتح الاسلام" من غير المطلوبين،يمكن ترحيلهم الى بلادهم.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأحد ردا على سؤال عن الاتهامات الموجهة لبلاده بالوقوف وراء فتح الاسلام "سبق واعلنا ان سوريا لا علاقة لها بما يسمى بفتح الاسلام"، مؤكدا ان "هذا التنظيم جزء من تنظيم القاعدة وهو تنظيم ارهابي مطلوب في سوريا".

مشاهدة يوضح مدى الدمار الذي لحق بالمخيم
مشاهدة يوضح مدى الدمار الذي لحق بالمخيم
وتضم مجموعة فتح الاسلام التي يرئسها شاكر العبسي وهو اردني من اصل فلسطيني،فلسطينيين وسوريين ولبنانيين ويمنيين وسعوديين وعناصر من جنسيات عربية اخرى.

واكد سفير السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة في تصريحات نشرتها صحيفة "الحياة" الاحد ان اربعة سعوديين من عناصر تنظيم فتح الاسلام قتلوا في المواجهات مع الجيش اللبناني في شمال لبنان.

وتشارك الفصائل الفلسطينية في الاتصالات الجارية من اجل انهاء مشكلة فتح الاسلام في لبنان، لا سيما منها حركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، النائب واحد ابرز شخصيات الغالبية المناهضة لسوريا في مؤتمر صحافي أمس الأحد "ما من احد طرح الحسم العسكري، لكن نريد تسليم القتلة الى العدالة اللبنانية، الذين غدروا بالجندي اللبناني الذي حافظ على الامن".

وكان السنيورة اعلن أمس الأول ان حكومته "تترك للفصائل الفلسطينية الوقت لمعالجة مشكلة فتح الاسلام في المخيم ونعالج هذا الامر بالتفاهم مع الاخوة الفلسطينيين في لبنان كما طلبوا".

واضاف "نترك لهم الوقت للمعالجة دون ان يعني ذلك اي تراجع. بعد ذلك لكل حادث حديث".

واعلن مكتب رئيس الحكومة ان السنيورة بحث في المسألة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اكد له دعمه.

وقال زعيم مجموعة "فتح الاسلام" في شريط مصور بثت مقطعا منه قناة الجزيرة الفضائية أمس الأول ان من اعتدى على الجيش اللبناني وعلى تنظيمه "واحد".

واضاف شاكر العبسي في الشريط الذي ظهر فيه مكشوف الوجه للمرة الاولى "لم نهدد امن لبنان"، وشن هجوما على من اسماهم "اصحاب المشروع الاميركي في لبنان".

وقال في الشريط "اما انتم يا اصحاب المشروع الاميركي فانا اقول لكم، لن يكون اهل السنة الا راس حربة في قتال اليهود والاميركان ومن وراءهم، وانكم لن تكونوا الا اقزاما اذلاء يستخدمكم اسيادكم ثم يلفظونكم".

وبدأت تصل منذ يومين اسلحة وذخائر مصدرها الولايات المتحدة الى الجيش اللبناني.

وتأتي هذه الاحداث في حين يواجه لبنان منذ اكثر من ستة اشهر ازمة سياسية خطيرة على خلفية مشروع انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري,ووجهت اصابع الاتهام الى سوريا في عملية التفجير التي اودت بحياة الحريري في شباط/فبراير 2005. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى