> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

الأخت توكل كرمان أثناء القائها كلمة مداخلتها في الندوة
الأخت توكل كرمان أثناء القائها كلمة مداخلتها في الندوة
عقدت أمس بصنعاء ندوة حول حق المرأة في الولاية والدية قامت بتنظيمها منظمة صحفيات بلا قيود بالاشتراك مع منتدى التنمية السياسية وبتمويل من منظمة فريدريش ايبرت الالمانية.

وقالت الاخت توكل عبدالسلام كرمان رئيس منظمة صحفيات بلا قيود:«لعله من نافلة القول أننا في العالم الاسلامي على اختلاف دولنا نعاني من تخلف مريع على كل صعيد وجانب، حيث الانسان رجلاً كان او امرأة مسلوب الحقوق مشلول الارادة محروم من العطاء ممنوع من الابداع».

وأضافت:«اجتهادات تستدرك ما فات كتب الفقه وما قصرت عنه عبر تاريخنا القديم على أهميتها وما قصرت عنه ايضا من اجتهادات سارت على هداها في كل ما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية والعامة وهي اجتهادات نخشى انها جاءت من املاءات التراث والعادات الاجتماعية أكثر مما هي انعكاسات لجوهر الاسلام العظيم وتعاليمه العظيمة».

وأكدت:«إن الحاجة ماسة الآن الى فتاوى واجتهادات جديدة تلبي احتياجات العصر وتؤصل لها، كما هي في منظومة اعلان حقوق الانسان والعهد الدولي، فتاوى لا ترى في صندوق الانتخابات بدعة وضلالة مثلما لا ترى في مشاركة المرأة فسوقا وفجورا. عليها ان تؤصل لذلك خدمة لرسالة الاسلام العالمية التي أضر بها وأعاقها من الانتشار تلكم الفتاوى الخاطئة التي أظهرت الاسلام على انه يتصادم مع مواثيق حقوق الانسان».

كما تحدث في الندوة الشيخ عارف الصبري عضو مجلس النواب عضو لجنة تقنين أحكام الشريعة الاسلامية في المجلس عن حق المرأة في الدية وعن دية المرأة في حكم الشريعة، كما تطرق الى أدلة تنصيف دية المرأة على دية الرجل واستعرض القائلين بمساواة دية المرأة بدية الرجل واستدلالاتهم مشيرا الى أهم الفتاوى منها فتوى الشيخ ابي زهرة ومحمد الغزالي والقرضاوي.

كما تحدثت ايضا الباحثة أسماء القرشي عضو مجلس شورى الاصلاح عن الامور التي ساوى فيها الاسلام بين الرجل والمرأة وقالت:«كثير من القضايا التي وردت في القرآن هي ظنية الدلالة وفي السنة النبوية كثير من المسائل التي يجد المجتهد فيها مندوحة من حيث أن باب الاجتهاد مفتوح الى قيام الساعة وأظن أن مسألة دية المرأة من هذا القبيل كما ان الفقه الاسلامي غير معصوم وهو عمل العقل الاسلامي في استنباط الاحكام من أدلتها».

وفي المحور الثاني للندوة تحدث الاستاذ عبدالملك التاج رئيس قسم التزكية في جامعة الايمان عن المرأة والولاية العامة في ضوء الشريعة الاسلامية وشهادة الواقع مع دراسة مقارنة بين الشريعة الاسلامية والتشريعات اليمنية. وتحدث كذلك عن المرأة والاسرة بين أكذوبة التنمية ومرارة الاهانة والانهيار وهجوم الامم المتحدة ودفاع الاسلام عنها. وتطرق الى خلفيات وحرص المرأة اليوم على الولاية والمنافسة السياسية وتساءل عن من يسيطر اليوم على لجان المرأة والاسرة في الامم المتحدة ودعاة الجندر وأكذوبة المساواة وقال:« إن هذه القضية تحتاج الى خطط مرحلية متتابعة ومؤسسات وبرامج ومشاريع متعددة لصياغة أي مشروع تجاه المرأة وتنفيذه ولذا يجب على أهل العلم الشرعي بالتضامن مع أهل الاختصاص الاجتماعي والاقتصادي والتربوي ونحوهم التداعي لصياغة الاسلم في قضايا المرأة كالتعليم والعمل والترفيه وغيرها ولتحديد البرامج العملية لتحقيق هذه التوجهات المهتدية بأحكام الشريعة ولرسم الآليات الواقعية لتنفيذها».

واختتمت الاخت نسيبة ياسين عبدالعزيز من تحالف القيادات النسوية بالحديث عن المرأة المسلمة ومكانتها في الحياة الخاصة والعامة في نظرة الاسلام الوسطية.

وتخلل الندوة نقاش حاد وتبادل الرؤى بين المشايخ وعلماء الدين ورجال الفكر والسياسة وقياديات وقياديين من أحزاب مختلفة ومنظمات المجتمع المدني والإعلام.