الكذب.. وأنصاف الحقائق!!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
المعروف أن عوامل الكذب في مجتمعاتنا العربية أشد سطوة من العوامل التي تشجع على قول الحقيقة، فحتى الساعة لا تعرف الحقائق كما تمت حول أنظمة الحكم التي تقلبت على مقاليد الحكم، ولا أسباب الهزائم التي مر بها عالمنا العربي منذ حرب أو هزيمة 1967م حتى الآن.

< ما أسرع ما نتنصل من مسؤولياتنا ونلقي العبء على غيرنا.. وسنعطي الكثير من الأمثلة منها حرب لبنان التي دامت ست عشرة سنة، أو حرب الخليج.. فكثير مما قيل أقل من نصف الحقائق ومعظمها ليس لها كثير من الصحة وغير موثقة توثيقاً زمنياً.

< عند البريطانيين توجد فترة زمنية حددت بـ 25 عاماً يسمح بعدها بإظهار الوثائق، وهذا مهم لتستفيد منها مراكز الدراسات والبحوث التي تهتم بالتحقق من صدق الوقائع والأحداث.

< وفي عالمنا العربي تحرص معظم الدول على الحفاظ على الوثائق التاريخية بمزيد من الكتمان والسرية وتفضل كما يقول رئيس تحرير مجلة «العربي» الكويتية «أن تأكلها الفئران قبل أن يتم الكشف عنها- هذا في حالة تفاؤلنا بأن هناك فعلاً وثائق محفوظة».

< تتسم الكثير من المذكرات التي دونها بعض الزعماء العرب بالكذب والزعم بصحة منهجهم، وتحمل مبررات للكوارث والسلبيات وكأنها من صنع الغير حتى في حالة وجود معلومات عن مساهماتهم الكبرى في هذه الكوارث التي أصيبت بها بلدانهم، وفي مذكراتهم يتكلمون عن إصلاحاتهم وبراءة الأطفال في أعينهم!

< يتحدثون عن إنجازات كبرى أثناء حكمهم وهي كلها مجرد أكاذيب ووقائع مزيفة، اعتقاداً منهم بضعف الذاكرة عند الشعوب، ويميلون في أحاديثهم إلى الانتقائية، فما هو إيجابي من صنعهم وما هو سلبي من صنع الآخرين.

< وحريّ بنا هنا العودة إلى ما كان يردده زعيم الإعلام العسكري (جوبكز) «اكذب ألف كذبة فلا بد من أن يصدقك أحد» وما أكثر ما يمارس الكذب في عالمنا العربي وخاصة من الذين حكموا أو ما زالوا يحكمون.

< والخوف من المثقفين، فحكامنا أشد عداوة لهذه الشريحة الاجتماعية كونها تملك القدرة على كشف الكذب والأكاذيب، وتقوم بتعرية الحكام، لهذا فالكثير منهم يرددون مقولة «جوبكز» ويمارسونها سراً فقد قال «عندما أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي».

< وفي أمثلتنا الشعبية الكثير من الأوصاف عن الكذب، ومنها القول «إن الكذب ملح الطعام»..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى