«الأيام» تزور شركة الغاز المسيل ببلحاف ..وترصد أبرز ما يعتمل ويتوقع الخبراء ان يحتل المرتبة الثالثة عربيا والعشرين في الشرق الاوسط ..مشروع الغاز المسال ببلحاف له اضرار بيئية واجتماعية ولكنها سوف يعزز الاقتصاد اليمني

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

>
تقع مديرية رضوم الساحلية على البحر العربي بطول 212 كيلومترا، وتتميز بعدد من المميزات على صعيد المعالم الأثرية التاريخية والسياحية والثروة السمكية، وفي اطارها تقع منطقة بلحاف حيث يجري العمل هناك في تنفيذ مشروع الغاز المسال، وهو مشروع استراتيجي عملاق. “الأيام” قامت بزيارة استطلاعية لموقع المشروع، والتقت عدد من المسئولين وذوي الإختصاص بغرض الحصول على معلومات متكاملة عن المشروع.. وكانت حصيلة ذلك ما يلي:
كان أول من التقيناه هو الأخ فيصل هيثم، نائب مدير عام الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، وسألناه:

>ماهو الغاز الطبيعي المسال؟. - يعتبر الغاز الطبيعي المسال احد مصادر الطاقة النظيفة اذ أنه لايتسبب الا في معدلات منخفضة جدا من الانبعاث الحراري والتلوث البيئي ويمكن نقلة لمسافات بعيدة بتكاليف اقل وبفاعلية اكبر. وبالنظر الى مصادر الطاقة الاخرى كالفحم والبترول والديزل يعتبر الغاز الخيار الافضل لتوليد الطاقة وبكلفة اقل، حيث يشكل الغاز المسال مصدرا آمنا ومستقرا لامدادات الطاقة بما يلبي احتياجات السوق الاستهلاكية العالمية.

>ماهي الجهات المساهمة في المشروع؟. - تتكون مجموعة ملاك الشركة اليمنية للغاز المسال من الحكومة اليمنية ممثلة بالشركة اليمنية للغاز بحصة 16.73%، الهئية العامة للتامينات الاجتماعية والمعاشات بـ 5%، شركة توتال الفرنسية بحصة 39.62%، شركة هنت للنفط بحصة 17.72%، مؤسسة اس كي 9.55%، شركة كوجاز 6%، وشركة هيونداي الكورية بحصة بـ 5.88%.

> ماذا عن الفوائد الاخرى للمشروع؟. - سيخلق المشروع الآلاف من فرص العمل اثناء مرحلة الانشاء كما سيخلق حوالي 600 فرصة عمل ثابتة لذوي المهارات العالية والمتخصصة، وبذلك سيستوعب المشروع خلال مرحلة الانشاء الكثير من القوى العاملة وسيساهم في رفع كفاءات الكوادر الوطنية لتولي مناصب قيادية في الشركة كما سيضع المشروع اليمن في الخارطة الاستثمارية في العالم، الامر الذي يساهم في جذب المستثمرين من الخارج للاشتراك في تنمية الاقتصاد الكلي لليمن. وكذلك في مايتعلق في لآاثار المكتشفة في مختلف مناطق انشاء المشروع وكذلك الحفاظ عليها وكذلك ينفذ المشروع مشاريع اجتماعية وبيئية متعددة ترك أثر ايجابي للمشروع على المنطقة وأهاليها.

>ما هي مكونات هذا المشروع؟. ـ تتكون المنشئات التي يجري تشيدها حاليا في موقع المحطة من منشئات استقبال وتخزين الغاز، منشات اعادة الغاز الى حالته الهيدروجينية وازالة الغاز الحمضي، ومنشئات ازالة الزئبق، منشئات التبريد والتسييل، منشئات تخزين وتحميل الغاز الطبيعي المسال، مولدات للطاقة والبخار، محطة تبريد مياه، وحدة للمعالجة والاعمال الخدمية الداعمة.. وهذا المشروع يمثل الخطوة الأولى من نوعها للشراكة بين القطاع الخاص والعام في اليمن.

>ماهو السبب الرئيسي وراء اتخاد قرار انشاء الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال؟. - تم اطلاق مشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في اغسطس 2005م ليعكس بذلك الطلب الكبير والمتزايد عالميا على الغاز الطبيعي المسال، وتبلغ ميزانية المشروع 3.7 مليار دولار.

>ماذا عن انبوب الغاز وكمية الغاز التي سيجري تصديرها؟. - تقوم الشركة بتشييد ثلاثة خطوط انابيب الاول يربط الاول بين وحدتي معالجة الغاز في مأرب وآخر فرعي لايصال امدادات الغاز الى مدينة معبر لتلبية احتياجات السوق المحلي والأخير وهو الخط الرئيسي بطول 320 كم بقطر 38 بوصة من محطات انتاج الغاز في مأرب لتغذية محطة التشييد في بلحاف وقد تم تصميم خط الانبوب الرئيس لتغذية خطين انتاجيين في المحطة. وتعتبر كميات احتياطي الغاز المؤكدة كافية لانتاج وتصدير 6.7 مليون طن متري من الغاز سنويا ولمدة تتجاوز الـ 20 عاما ويتم تشييد خزانين سعة كل منهما 140.000 متر و3 منشئات اضافية لاحصر لها، وفي مواجهة آثار المشروع اتخذنا آلية للتعويض.

>ماهي الاجراءات التي تم اتخاذها لمنع تضرر السكان والبيئة من أي آثار قد تنجم عن المشروع؟. - انشاء مشروع بهذا الحجم في منطقة بلحاف وكذلك مد خط انابيب بطول 320 كم من مأرب من شانه ان يترك بعض الآثار على البيئة، ومن أجل معالجة هذه الآثار كان من صميم وجوهر اهداف الدراسة المكثفة التي قام باعدادها المشروع منذ عام 1997م، وتقوم الدراسة بتقييم الأثر البيئي والاجتماعي وتحديد المعالجات والحلول وتحديد آلية للتعويض في المجال البيئي منها تعويضات للصيادين.

> ماهي الية التعويض المتبعة؟. - تم الاتفاق على أن أي دعاوى أو تظلمات تصدر فيما يتعلق بفقدان الاراضي بسبب مرور المشروع عبر اراضي ذات ملكية خاصة سيتم معالجتها عبر لجنة التعويضات التي تحدد مستوى التعويض اللازم لمثل هذه الدعاوى وتتكفل الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بتغطية نفقات تلك التعويضات.

> ماذا عن اجراءات التعويض والتنمية في المجالين الاجتماعي والبيئي؟. - تتضمن هذه الإجراءات انشاء كاسر الامواج بطول 750 متر في منطقة جلعة ليكون بديلا عن منطقة الاحتماء التي كان يستخدمها الصيادين والتي يمكن ان تستوعب 250 قارب صيد والذي يزيد بكثير عن عدد القوارب التي كانت تستخدم بمنطقة الاحتماء في بلحاف من قبل. وتتضمن هذه الإجراءات ايضا تركيب تقنيات خاصة وحديثة حول كاسر الامواج على طول الساحل في منطقة بلحاف لاجتذاب الاسماك وتسهيل عملية الاصطياد البحري، وقد قامت الشركة بتكليف جامعة حضرموت للعلوم بمهمة اجراء اختبارات دورية لكثافة نقاوة المياه حول الميناء، الى ذلك تلتزم الشركة بخلق فرص عمل للمواطنين.

وحول المسؤولية الاجتماعية ومعايير انشاء المشروع تحدث الينا الاخ سالم بافياض، مدير عام المتابعة بالمشروع مشيرا الى ان الشركة قامت باعداد دراسة لتقييم الآثر البيئي والاجتماعي قدمتها للحكومة حيث تتولى هيئة حماية البيئة مسؤولية مراجعة هذه القضايا مع المؤسسات المقرضة للمشروع وتقدم وصفا كاملا للآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية لمشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال والاجراءات التي سيتم تنفيذها لتجنب هذه الآثار والتخفيف من حجمها في الحالات التي يتعذر تفاديها، والشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تلتزم عموما بالسعي الى خلق فرص عمل للمواطنين اليمنيين والاعتماد بقدر الامكان على البضائع المصنعة محليا في مشترياتها وتعمل على تأهيل عدد من الكوادر الوطنية وغيرها. للمشروع اهمية استثمارية خاصة وتحدث لـ”الأيام” م. عبدالملك علامة، وكيل وزارة النفط والمعادن عن الأهمية الإستثمارية للمشروع فقالا: ـ المشروع من المشاريع الحيوية والاستراتيجية الهامة في البلاد كونه سوف يكون مصدر دخل كبير لخزينة الدولة وسيفتح مجال كبير لفرص العمل أمام المواطن والمختصين وسوف يجذب الى البلاد استثمارات اخرى وسيزيد من انتاج الغاز وصناعة البتروكيمائيات والصناعات التحويلة الاخرى. وسيجري تصدير الغاز من ميناء بلحاف حيث سيتم شحن الغاز المسال في نهاية عام 2008م وبداية 2009م بتصدير 6.7 مليون طن سنويا الى السوق الاوروبية والامريكية وكوريا.

> وماذا بشأن مشاكل المتضريين وتعويضهم من قبل شركة الغاز؟. ـ لاتوجد مشاكل.. المشكلة تكمن في التعويضات وفحص الوثائق الخاصة بالاراضي وهذا سوف يتم حلها من قبل الجهات المختصة بالمحافظة. وهناك توقعات بان يرفد المشروع خزينة الدولة بالملايين. من جانبه تحدث لـ”الأيام” الاخ علي محمد المقدشي، محافظ شبوة عن ما يمثله المشروع من أهمية، فقال: ـ ان هذا المشروع يكتسب اهمية عالمية وعربية وانه حسب توقعات الخبراء ان ميناء الغاز المسال ببلحاف سيمثل المرتبة الثالثة عربيا والمرتبة العشرين في الشرق الاوسط، حيث سيرفد خزينة الدولة بملايين الدولارات وسوف يعزز الاقتصاد الوطني، وقد بلغت العمالة المحلية فيه 5800 عاملا، وتحتل محافظة شبوة بعدد كبير من العمال وقد تجاوزت العمالة من ابناء المحافظة في خط الانبوب نسبة 90%، واننا نسعى الى توظيف عدد كبير من ابناء المحافظة وتأهيل عدد آخر منهم في المعاهد للعمل في شركة الغاز المسال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى