تبعاتُ الهوى
> فضل النقيب:
لم أعد أجرؤ على قطف زهرة تميس جمالاً في فضاء الله الرحب، إنها تتحدث من على منبرها العطري بلغة الزهور المخلصة النديّة، وما عليها إذا لم تفهم البقر، أنصت إلى سمفونية الأمواج الأزلية في ساحل أبين فَرَحاً بوصولها سالمة إلى الشاطئ بعد أن قطعت المحيطات الهائلة والبحار العريضة، أحتضنها وأنا أدرك أنها لن تعود مرة أخرى فـ «أنت لا تسبح في البحر نفسه مرتين». إنه يتجدد: بحر يتدفق، و آخر يرحل، من الأزل إلى الأزل، والإنسان هو الشاهد المؤتمن المطلوب منه أن يتعلم من كتاب «الكون» المليء بالإشارات والرموز التي تشابه ما أودع في خلاياه فإذا ما غفل انحط إلى مرتبة العجماوات أو دون ذلك، وإذا سما طار إلى أعلى عليين أو فوق ذلك:
وتحسبُ أنك جرمٌ صغيرٌ ** وفيك انطوى العالم الأكبرُ
وأعجب لمن يفسدون في الأرض كيف يهنأ منامهم وكيف يسيغون شرابهم وطعامهم، وكيف يمكنهم رحمة أولادهم وهم لا يرحمون الآخرين، ذلك أنه لا يمكن لمن شذ عن الإيقاع الكوني أن يفلت من العقاب، وهو لا يدري أين يترصده ومتى سيصعقه. ولكم يبهجني صناع الجمال الذين يؤنسنون الحياة بابتسامة صادقة أو كلمة طيبة أو عمل مخلص، فهم ملح الأرض يعمرونها ويزيّنونها ويسعدون إنسانها، وأعجب لنفسي ومن على شاكلتي من الكتاب كيف يمكن أن نهتم بالزبد الذي يذهب جفاء وننسى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
في الأسبوع الماضي هاتفني الأخ الخلوق صالح عبدالله بن جعيم وقد أمطرني بكلام طيب حميم من ذلك النوع الذي يقول عنه المثل الشعبي بأنه «يكسر الحيد الصليب» .. شكراً يا بن جعيم.. وقد ذكّرني، وما أنسانيه إلا الشيطان، بأنني زرت موقعه الاستثماري في «صيرة» قبل أكثر من عام حيث يكد ويكدح ويستنزف حرّ ماله منذ سبع سنوات لا هي بالسمان ولا هي بالعجاف حسب نظرتي إلى المستقبل، وذلك لإنجاز مشروعه السياحي (فَنْ لاند- صيرة)، أي أرض المرح، وفعلاً تذكرت، ولكن الاسم كان غائباً عني، وإذا لم يكن هناك موصوف فإن الوصف لا يعرف العنوان، وقد عاتبني مازحاً: كتبت عن قلعة صيرة وقلنا «تاريخ قديم»، وعن قصر السلطان وقلنا «تاريخ حديث» وعن «عدن مول» فقلنا «قاربتنا»، ولكننا وجدناك قد شردت إلى التواهي وبحرها وناسها بعد أن عرجت على خورمكسر واشتريت (رطلين دم) من ساحة العروض، فتأكد لنا أنك نسيتنا.. هكذا العتاب وإلا فلا، ولكن.. ماذا يمكنني أن أقوله أكثر مما يقوله المشروع الذي وصفه صاحبه بأنه قطعة من «اللواء الأخضر» في قلب «فوهة البركان - كريتر».. وهو كذلك فعلاً إضافة إلى جمال البنية التحتية ومتانتها، والمشروع الذي لا يشبه صاحبه ليس بمشروع، ولن أقول أكثر من ذلك، رغم إداركي أن هناك معاناة وكساداً سياحياً، وتشجيعاً سخياً ينبغي أن يعطى للجادين ليعرف المتقاعسون أي منقلب ينقلبون، والمثل الشعبي الذي يقول «اضرب المربوطة تفهم السايبة» ينبغي أن يقلب ليكون «أكرم المربوط يفهم السايب».
لقد أتعبتني «عدن» وأنا أتعالج بالكتابة عنها ولا أريد أن أقول «ومن الحب ما قتل» ولكن أقول ما قاله الأخطل الصغير:
أأنا العاشقُ الوحيدُ لتُلقى ** تَبِعاتُ الهوى على كتفيّا
وتحسبُ أنك جرمٌ صغيرٌ ** وفيك انطوى العالم الأكبرُ
وأعجب لمن يفسدون في الأرض كيف يهنأ منامهم وكيف يسيغون شرابهم وطعامهم، وكيف يمكنهم رحمة أولادهم وهم لا يرحمون الآخرين، ذلك أنه لا يمكن لمن شذ عن الإيقاع الكوني أن يفلت من العقاب، وهو لا يدري أين يترصده ومتى سيصعقه. ولكم يبهجني صناع الجمال الذين يؤنسنون الحياة بابتسامة صادقة أو كلمة طيبة أو عمل مخلص، فهم ملح الأرض يعمرونها ويزيّنونها ويسعدون إنسانها، وأعجب لنفسي ومن على شاكلتي من الكتاب كيف يمكن أن نهتم بالزبد الذي يذهب جفاء وننسى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
في الأسبوع الماضي هاتفني الأخ الخلوق صالح عبدالله بن جعيم وقد أمطرني بكلام طيب حميم من ذلك النوع الذي يقول عنه المثل الشعبي بأنه «يكسر الحيد الصليب» .. شكراً يا بن جعيم.. وقد ذكّرني، وما أنسانيه إلا الشيطان، بأنني زرت موقعه الاستثماري في «صيرة» قبل أكثر من عام حيث يكد ويكدح ويستنزف حرّ ماله منذ سبع سنوات لا هي بالسمان ولا هي بالعجاف حسب نظرتي إلى المستقبل، وذلك لإنجاز مشروعه السياحي (فَنْ لاند- صيرة)، أي أرض المرح، وفعلاً تذكرت، ولكن الاسم كان غائباً عني، وإذا لم يكن هناك موصوف فإن الوصف لا يعرف العنوان، وقد عاتبني مازحاً: كتبت عن قلعة صيرة وقلنا «تاريخ قديم»، وعن قصر السلطان وقلنا «تاريخ حديث» وعن «عدن مول» فقلنا «قاربتنا»، ولكننا وجدناك قد شردت إلى التواهي وبحرها وناسها بعد أن عرجت على خورمكسر واشتريت (رطلين دم) من ساحة العروض، فتأكد لنا أنك نسيتنا.. هكذا العتاب وإلا فلا، ولكن.. ماذا يمكنني أن أقوله أكثر مما يقوله المشروع الذي وصفه صاحبه بأنه قطعة من «اللواء الأخضر» في قلب «فوهة البركان - كريتر».. وهو كذلك فعلاً إضافة إلى جمال البنية التحتية ومتانتها، والمشروع الذي لا يشبه صاحبه ليس بمشروع، ولن أقول أكثر من ذلك، رغم إداركي أن هناك معاناة وكساداً سياحياً، وتشجيعاً سخياً ينبغي أن يعطى للجادين ليعرف المتقاعسون أي منقلب ينقلبون، والمثل الشعبي الذي يقول «اضرب المربوطة تفهم السايبة» ينبغي أن يقلب ليكون «أكرم المربوط يفهم السايب».
لقد أتعبتني «عدن» وأنا أتعالج بالكتابة عنها ولا أريد أن أقول «ومن الحب ما قتل» ولكن أقول ما قاله الأخطل الصغير:
أأنا العاشقُ الوحيدُ لتُلقى ** تَبِعاتُ الهوى على كتفيّا