أبناء غزة يندفعون لتخزين المواد الغذائية والوقود خشية نفادها وإسرائيل تخفض إمدادات الوقود لغزة

> القدس «الأيام» عادل الزعنون و آري رابينوفيتش:

>
مواطنون من غزة يتهافتون على شراء الوقود من المحطات قبل أن ينفد
مواطنون من غزة يتهافتون على شراء الوقود من المحطات قبل أن ينفد
انشغل الكثيرون من سكان قطاع غزة في تخزين المواد التموينية والوقود اثر نفاد بعض المواد الاساسية في بعض المحال والوقود في بعض المحطات في ظل استمرار الاغلاق الذي تضربه اسرائيل على المعابر بينها وبين القطاع.

وتدافع الغزيون بشكل ملحوظ على محلات التموين والاغذية لشرائها وتخزينها.

وقال سمير ابو النصر صاحب سوبرماركت في مدينة غزة، ان الناس «انكبت فجأة منذ امس (السبت) على شراء اي نوع من المواد التموينية والغذائية كالدقيق والزيت والحليب والبقوليات والمعلبات والاجبان والالبان».

وكان ابو النصر يحاول تلبية عشرات المواطنين في محله للمواد التموينية والغذائية.

وعزا هذا الاندفاع الى «تخوف الناس من المجهول .. لا نريد ان يكون المستقبل قاتما».

وعبر ابو النصر عن خشيته من نفاد هذه المواد. وقال «هناك بعض الاشياء تنتهي بسبب اندفاع الناس على شرائها .. لا يوجد عندنا احتياطي كاف ونأمل ان تحل الاوضاع قريبا لان الناس تموت من الجوع اذا لم تنفرج».

ويعتمد قطاع غزة بشكل اساسي على اسرائيل في الحصول على المواد الاساسية والغذائية التي تصل عبر معبر المنطار (كارني) الذي اغلقته اسرائيل كليا.

ويصطف عشرات المواطنين في طوابير امام المخابز لشراء الخبز.

وكشف اسامة الدليمي احد اصحاب مخابز «الشنطي» في حي الرمال، ارقى احياء مدينة غزة، ان «الدقيق الموجود لدينا يكفي لمدة اسبوع فقط».

ويستهلك هذا المخبز، وهو من اكبر المخابز في قطاع غزة، اكثر من طنين اثنين من الدقيق يوميا. واضوح الدليمي ان «الناس متخوفون من استمرار اغلاق المعابر ما زاد الاقبال على الشراء والتخزين وتكديس الدقيق بشكل كبير وهذا يؤدي الى نفاد الكميات بسرعة».

ورغم حالة الفقر وقلة موارد سكان قطاع غزة، ازدحمت سوق «الزاوية» الرئيسية في وسط مدينة غزة بالمشترين مع بدء شح بعض المواد الاساسية.

ويقول عدنان «نضطر لتخزين المواد التموينية لاننا لا نعرف كيف سيكون يوم غد .. نريد ان نجد ما نطعمه لاطفالنا»، مضيفا انه استلف اموالا من احد اقاربه لـ»شراء مواد تموينية وغذائية».

لكن ام علاء تقول «لم نشتر شيئا من المواد التموينية لاننا لا نملك المال وزوجي موظف في السلطة ولا يوجد معنا مال بسبب الرواتب».

ويقوم عناصر من القوة التنفيذية بعمليات تفتيش على المحلات والتدقيق في صلاحية البضائع التموينية.

ونفت حركة حماس وجود اي «ازمة» في المواد الغذائية والوقود». وقال سامي ابو زهري المتحدث باسمها لفرانس برس ان «اسرائيل لا تستطيع منع وصول المواد التموينية وان حدث هذا المنع فهذا خطير جدا لان اقدام الاحتلال على تجويع الشعب هو بالتأكيد شيء خطير ولا يمكن ان يسكت عليه احد».

وتوقفت بعض محطات الوقود عن العمل بسبب نفاد ما لديها.

وقال سفيان صاحب محطة وقود في خان يونس «لا يوجد لدينا بنزين منذ مساء امس». وتابع ان السائقين والمواطنين «اندفعوا على المحطة لشراء البنزين (..) بكميات كبيرة ما ادى الى نفاد الكمية التي كانت بحوزتنا ولم نكن نتوقع الامور بهذا الشكل الصعب».

لكنه توقع ان تتدخل الدول العربية لتوفير الوقود والغذاء «لان الشعب يموت من الجوع والحياة تتوقف بالكامل».

واوضح محمود وهو يعمل في محطة بهلول للوقود، وهي من اكبر المحطات في قطاع غزة، «حتى الآن يوجد وقود في محطاتنا المنتشرة في قطاع غزة لكن الخوف دفع الناس لتعبئة الوقود وتخزين كميات كبيرة خوفا من انقطاعه فورا لان اسرائيل قالت انها اوقفت ضخ البترول الى غزة».

واكد مجاهد سلامة رئيس هيئة البترول الفلسطينية وجود «مشكلة امنية على المعابر وصعوبة التعامل (مع الجانب الاسرائيلي) ونحاول حل الموضوع بالتعاون مع الاوروبيين لاستمرار وصول الوقود».

وما زال المئات من ابناء غزة يتدفقون الى معبر بيت حانون (ايريز) في شمال القطاع بهدف الانتقال الى الضفة الغربية.

ويتجمع حوالي خمسمائة فلسطيني، بينهم اطفال ونساء، على بعد مائة متر تقريبا من معبر ايريز لكن الجيش الاسرائيلي يمنع دخولهم وفقا لشهود.

وتحاول كتائب القسام منع هذه الظاهرة حيث يقيم عناصرها حاجزا عند مدخل بيت حانون للتدقيق في هويات المواطنين وفي السيارات المتجهة نحو ايريز.

وقالت إسرائيل أمس الأحد إنها خفضت إمدادات الوقود لقطاع غزة لتكثيف الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب سيطرتها على القطاع.

وقالت وزارة البنية الأساسية إن شركة دور الون وهي شركة وقود إسرائيلية خاصة تقوم بتوريد الوقود لقطاع غزة لن توفر الوقود إلا لمحطات الكهرباء في غزة.

اسطوانات غاز فارغة في أحد محلات البيع بعد نفاد مخزونه
اسطوانات غاز فارغة في أحد محلات البيع بعد نفاد مخزونه
وأضافت الوزارة «لن يسمح بالوقود إلا لمحطات الطاقة من أجل توفير الكهرباء العادية.» وقالت متحدثة باسم دور ألون إن الوقود لن يقدم بعد الآن لمحطات البنزين الصغيرة. ولم تفصح الشركة عن أي أرقام بشأن كمية الوقود التي ستوفرها.

وسيجعل قرار دور ألون من الصعب على سكان غزة الحصول على الوقود الذي يحتاجون إليه لمنازلهم وسياراتهم. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن إمدادات الوقود للسيارات قد تنفد خلال أسبوعين.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إمدادات الكهرباء والماء لم تتأثر. وتوفر شركات الطاقة الإسرائيلية حوالي نصف احتياجات غزة من الكهرباء خلال ساعات الذروة.

وتأمل إسرائيل في عزل غزة بعد سيطرة حماس عليها خلال أقل من أسبوع من القتال العنيف مع قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وأدت حكومة طوارئ بتكليف من عباس الذي يدعمه الغرب اليمين الرسمي أمامه أمس بعد أن حل حكومة وحدة شكلها قبل ثلاثة أشهر ونصف مع حركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية في يناير عام 2006.

ودعا وزير البنية الأساسية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر الذي يسيطر مكتبه على إمدادات الوقود الاسرائيلية إلى فصل كامل بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة حيث ما زالت فتح تسيطر على الأوضاع.

وقال بن اليعازر لراديو الجيش الاسرائيلي «علينا ببساطة زيادة عزل غزة... أريد وقف كل شيء حتى نفهم ما الذي يحدث هناك.»

وذكرت وزارة البنية الأساسية أن مسؤولين فلسطينيين طلبوا من دور ألون ألا تقدم على مزيد من التخفيضات في إمدادات الوقود حتى إشعار آخر.

وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إفرايم سينيه إن غزة لن تحرم تماما.

وأبلغ سنيه راديو إسرائيل «سيكون هناك أزمة في غزة لأنها تخضع لسيطرة عصابات لا تظهر أي قدر من المسؤولية تجاه المواطنين. إسرائيل ليست مكتب الترفيه التابع لإسماعيل هنية (رئيس الوزراء في الحكومة التي أقالها عباس).» وقال صائب عريقات وهو من كبار مساعدي عباس إنه طلب من اسرائيل السماح بمواصلة تقديم إمدادات الوقود والمواد الخام لقطاع غزة الذي يسكنه 1.5 مليون فلسطيني كثير منهم لاجئون يعتمدون على المساعدات.

وقال عريقات لرويترز «تحدثت إلى الاسرائيليين بشأن طلب الرئيس عباس بالإبقاء على توصيل الغذاء والإمدادات الطبية والوقود والكهرباء والماء لغزة.» ا.ف.ب/رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى