حرب «فضائيات» بين فتح وحماس

> رام الله «الأيام» حسام عز الدين:

>
مقر التلفزيون الفلسطيني في رام الله
مقر التلفزيون الفلسطيني في رام الله
هدأت الاشتباكات المسلحة في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس التي سيطرت على كامل القطاع، لكن اشتباكات من نوع آخر لا تزال قائمة بينهما مسرحها القناتان الفضائيتان «فلسطين» التابعة للسلطة الفلسطينية و»الاقصى» التي تديرها حماس.

وفي سياق اخباره عن الهجمات التي نفذتها الاجهزة الامنية الفلسطينية وكتائب الاقصى ضد مراكز لحركة حماس في الضفة الغربية، بات الوصف الرئيسي المستخدم في تلفزيون «الاقصى» لهذه الاجهزة وكتائب الاقصى في الضفة الغربية بـ»التيار الخياني» .

ونشرت قناة الاقصى على شريطها الاخباري «التيار الخياني في الاجهزة الامنية مع حركة فتح يعبث في منازل المحسوبين على حماس في الضفة الغربية» .

اما التلفزيون الفلسطيني الرسمي فيستخدم مصطلح «الميليشيات الانقلابية» لوصف حركة حماس وقوتها التنفيذية في قطاع غزة .

ونشر على الشريط الاخباري في تلفزيون فلسطين «ميليشيات حماس والقوة الانقلابية اقدمت على اعدام سلامة بربخ» من قوات الامن الفلسطيني .

وارتفعت وتيرة الخلاف بين القناتين منذ ان سيطرت حماس على قطاع غزة حيث بات الجزء الكبير من عمل كل من القناتين الرد على ما تبثه القناة الاخرى .

واعتمد التلفزيون الفلسطيني التابع للسلطة على اتصالات هاتفية من الفلسطينيين من قطاع غزة او الضفة الغربية الذين حمل القسم الاكبر منهم على حماس وقادتها متأثرين بعمليات القتل التي وقعت في غزة، وخاصة عملية قتل سميح المدهون قائد شهداء الاقصى في غزة الذي اتهمته حماس بتنفيذ عمليات قتل بحق اعضائها، وعرضت قناة الاقصى عملية قتله عبر شاشتها .

وبصوت خافت، اعلن متصل قال ان اسمه «رضوان ابو شميس، من مخيم النصيرات في غزة واحد جرحى انتفاضة العام 1987»، «اذا كانت حماس متعطشة الى هذا الكم من الدماء فأنا فتحاوي ومنزلي معروف، وانا على استعداد لان اقدم دمي لهم اذا كان سيشفي غليلهم» .

وقال متصل آخر عرف عن نفسه على انه ابو صامد من غزة «قناتهم (الاقصى) تستمر في بث السموم، فيها كمية من الحقد، مجرمون قتلة، اذاعتهم المسمومة تزور الحقيقة وتبث الكذب (...)» .

وبدا على المتصل وكأنه يبكي واضاف «يدخلون بيوتنا واستباحوا نساءنا ... الله اكبر» .

وقال متصل آخر عرف عن نفسه بـ»محمد من رام الله» ان «هؤلاء ايرانيون وعملاء لاسرائيل» .

وقال آخر عرف عن نفسه بـ»أبو ميلاد من اريحا وعضو في نقابة العاملين في الوظيفة العامة» ان «حماس قامت بمحاولة دنيئة حيكت في الخارج وجاء السفلة لينفذوها» .

واضاف وهو يصرخ «هذه الفئة العلوية والصفوية لها ارتباطات مشبوهة خارجية، شيعة مرتزقة متآمرون على الامة» .

ولم يتمكن مقدم البرنامج من منع المتصل من مواصلة هجومه الذي جاء فيه «هؤلاء خونة مندسون، اذهبوا الى ايران والى الانظمة العميلة التي تدسكم لتدمير القضية الفلسطينية» .

ورد تلفزيون الاقصى بخبر عاجل على شاشته «تلفزيون فلسطين يواصل دوره التحريضي على تلفزيون الاقصى» .

وعرضت قناة الاقصى في الوقت ذاته، صورا لعروض عسكرية للقوة التنفيذية التي نفذت السيطرة العسكرية على المقار الامنية في قطاع غزة، مع اغان تصف القوة بانها «شرف الامة العربية» .

ورافق العرض خبر في الشريط الاخباري جاء فيه «حماس تحذر رؤوس التيار الخياني الذين هربوا الى الضفة الغربية بانهم لن يفلتوا من القصاص» .

وورد في خبر عاجل آخر على شاشة الاقصى «الكيان الصهيوني يعطي التيار الخياني الموافقة لاعتقال اعضاء حماس في الضفة الغربية» .

وكان المقر الرئيسي للتلفزيون الفلسطيني يبث منذ قيام السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، الا ان ادارته قامت بعد سيطرة حماس على القطاع، بتغيير تردد البث، ونقلت عمل التلفزيون بأكمله الى رام الله .

عناصر من امنية من حماس توقف سيارة وتتأكد من هوية ركابها في شمال غزة امس
عناصر من امنية من حماس توقف سيارة وتتأكد من هوية ركابها في شمال غزة امس
وقال رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون باسم ابو سمية لوكالة فرانس برس «سيطرت حماس على مقر الاذاعة والتلفزيون في غزة، بل واحرقت قوتها التنفيذية الاذاعة، ولم يكن امامنا الا ان ننقل العمل والبث الى رام الله» .

وفي المقابل، تدار قناة الاقصى الفضائية منذ انشائها قبل اشهر من قطاع غزة، مع مكتب فرعي لها في رام الله، الا ان الاجهزة الامنية الفلسطينية العاملة في رام الله اقتحمت هذا المكتب الفرعي قبل ايام وصادرت معداته ومنعت طاقمه من العمل .

وفي هذه المعركة الاعلامية بين القناتين، بات تكذيب الاخبار بينهما الجزء الاساسي من بثهما .وفي احدى الحلقات المباشرة على شاشة تلفزيون فلسطين تلقى مقدم البرنامج اتصالا من الناطق باسم حركة فتح في طولكرم، حول مسيرة ضد حماس تنظم في طولكرم .

وقال المتصل «كنا نتمنى ان تكون المسيرة ضد الاحتلال ولكنها ضد فرق الموت الحمساوية والانقلابية في قطاع غزة. نوجه نداءنا الى ابناء حركة حماس في الضفة لاعلان التوبة» .وعلى شاشة الاقصى، وتحت عنوان (عاجل) ورد «التيار الخياني يفشل في جمع المواطنين في مسيرة لم يخرج فيها الا العشرات في طولكرم» .

وبعد وقت قصير يأتي خبر عاجل آخر على القناة عينها يقول «مصدر وشهود عيان يؤكدون نقل محمد دحلان من فندق غراند بارك الى مستشفيات صهيونية» .

دقائق قليلة ويرد خبر عاجل على شاشة تلفزيون فلسطين يقول «مصدر مسؤول ينفي نقل دحلان الى المستشفى ويؤكد ان دحلان مجتمع مع الرئيس الآن» .

واذاع تلفزيون فلسطين خبرا عن قرار لمدير عام الشرطة الفلسطينية المقيم في الضفة يعلن فيه «تسريح كافة افراد الشرطة في غزة وضمان رواتبهم» .

وفي المقابل ردت قناة الاقصى بالآتي «العشرات من افراد الشرطة ينخرطون في مواقعهم رغم قرار مدير عام الشرطة بتسريحهم» .

ودخلت الفتاوى الدينية ايضا عنصرا آخر في المعركة الاعلامية حيث تستضيف القناتان بين الفينة والاخرى رجال دين يفتي كل منهم وفق توجهات كل طرف. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى