الولايات المتحدة قد تسلم بالامر الواقع في غزة

> كروفورد «الأيام» لوران لوزانو:

> يورد الخبراء احتمال ان تنساق الولايات المتحدة الى ترك قطاع غزة في قبضة حركة حماس من اجل ان تحول انتكاسة جديدة لسياستها في الشرق الاوسط الى فرصة لاحياء عملية سلام متعثرة.

غير ان الخبراء يتفقون على ان واشنطن لن تقدم على هذه الخطوة الا باعتبارها الوحيدة الممكنة ازاء تضاؤل الخيارات المتاحة لها، مع الاخذ بعين الاعتبار انها تنطوي على رهان خطير. وتقضي هذه الخطوة بترك حماس تدير شؤون قطاع غزة بعد ان سيطرت عسكريا على الاجهزة الامنية الموالية لحركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.

وفي المقابل، يحظى عباس في الضفة الغربية حيث تسيطر فتح بدعم كامل من الولايات المتحدة واسرائيل والاتحاد الاوروبي مع احتمال استئناف المفاوضات بينه وبين الاسرائيليين.

وعبرت الولايات المتحدة على غرار الاتحاد الاوروبي عن هذا «الدعم الكامل» لعباس حين اقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية اسماعيل هنية القيادي في حماس وعهد بتشكيل حكومة طوارئ الى سلام فياض لاعتباره يحظى بثقة الاسرائيليين والغربيين.

وتنظر الحكومة الاميركية في استئناف المساعدة المباشرة للسلطة الفلسطينية بعد ان علقت عند وصول حماس الى السلطة في 2006.ويعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حض الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقائهما المقرر اليوم الثلاثاء في البيت الابيض على اعتبار قطاع غزة والضفة الغربية كيانين منفصلين.

وتؤكد الادارة الاميركية منذ الخميس انها لا تنوي التخلي عن قطاع غزة وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل الجمعة ان «احدا لا يريد ترك مئات الآلاف ان لم يكن الملايين من سكان قطاع غزة تحت رحمة منظمة ارهابية».

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان الحكومة الجديدة ستكون «لكل الفلسطينيين بمن فيهم الفلسطينيون في غزة».

لكنه اقر بانه من غير المرجح ان تتمكن هذه الحكومة من فرض سلطتها في قطاع غزة.

وشدد على ان حماس هي التي تتحمل مسؤولية تأمين المواد الغذائية لمليون ونصف المليون من سكان غزة.

وبما ان اسرائيل هي التي تمد القطاع بالمياه والكهرباء والحاجات الاولية، فقد يكون من مصلحة حماس الحد من الاعمال العدوانية حيال الدولة العبرية اذ ان تدهور الاوضاع المعيشية اكثر مما هي عليه سيحمل الفلسطينيين في ظل حكم حماس على تقويم منافع الاعتدال حيال الاسرائيليين بالنظر الى الاوضاع في الضفة الغربية.

وسبق ان سلمت الادارة الاميركية بالواقع السياسي الفلسطيني عام 2006 عند فوز حماس في الانتخابات التشريعية.

وكان انتصار حماس الكاسح فاجأ بوش الذي ايد دعوة عباس الى اجراء انتخابات وسدد ضربة جديدة الى رؤيته للمنطقة المبنية على قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب قبل انتهاء ولايته في يناير 2009.

وعدم جدوى السياسة الاميركية القاضية بدعم المعتدلين وعزل المتشددين ليس سوى واحدة من الحجج التي تنقض فكرة ترك غزة لحركة حماس.

فالمنطقة تواجه مخاطر قيام «حماستان» بين مصر واسرائيل يكون اشبه بجنوب لبنان اثناء سيطرة حزب الله عليه، وصولا الى مخاطر قيام ما يصفه بوش بـ»ملاذ للارهابيين».

وكتب مارتن انديك السفير الاميركي السابق في اسرائيل ان قيام «دولة ارهابية» في غزة لم يكن بالتأكيد ما تطمح وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى «تركه للاجيال الصاعدة»، موضحا ان «البعض سيقول ان الوقت حان لنتكلم الى حركة حماس، غير ان سلوكها المارق (..) وتصميمها على تدمير اسرائيل يجعلان منها شريكا غير مرجح (..) وهذا يجعل من سياسة +الضفة الغربية اولا+ افضل الخيارات امام رايس».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى