مشاهد محزنة في الصيف الحار

> «الأيام» عبدالواحد عبدالله:

> ارتفعت درجة الحرارة في المدن الساحلية بصورة قياسية مما دفع كبار السن والعجزة الى مواجهة الصيف الحار بالموت اختناقاً والشعور بالضيق والغضب خاصة مع ارتباك مؤسسات الكهرباء بقطع الكهرباء عن مدن السواحل منها عدن هذا الاسبوع رغم الوعد بعدم القطع.

وكما حدث في باكستان ادت الحرارة العالية والعواصف الرملية الى وفاة 7 اشخاص في عدن نقلوا الى مستشفيات عدن امس.

هذه الوفيات جاءت بين كبار السن والذين يعانون من امراض القلب والجهاز التنفسي.

ولاتزال شدة الحر والعواصف الرملية تهدد حياة آخرين، والمثير للحزن أن امكانيات المواطنين بعدن وبقية المحافظات الساحلية لا تساعدهم على مواجهة الحر الشديد بشراء مكيفات ودفع كلفتها في الفاتورة، كما ان ضعف الطاقة بالمديريات لا يساعد مستخدمي التكييف، ناهيك ان انقطاع الكهرباء يزيد من تعقيد الامور بانقطاع المياه.

وبسبب المركزية لاتوجد احتياطات معينة لتوعية الناس باتخاذ الحيطة واتخاذ الاجراءات المخففة والمؤانسة في تحمل الصعاب.

كما لم تطيب الحكومة خاطر الطبقة الفقيرة كما فعلت قطر بإنزال ساعات الدوام الرسمي الى خمس. ربما ذلك ان اجواء صنعاء لا تلسع حرارة الشمس العمودية فيها كما في المدن الساحلية. وربما يكون المسئولون فيها على وقع المثل:«اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار».

اول المتضررين هم طلاب المراحل الاساسية والثانوية. لم يستطيعوا المذاكرة فافترشوا اركان الشوارع للتنفيس خلال ساعات المساء وبعد منتصف الليل. وازدادت معدلات الغش نتيجة عدم المذاكرة، وقد اخرجت مدرسة 30 نوفمبر بالشيخ عثمان (جونيتان) مليئتان ببراشم الغش. وقال احد الطلبة محتجا:« يطفوا علينا الكهرباء ويشتونا في الحر الشديد نذاكر بالاعتماد على انفسنا».

والى ذلك تظلم العادات النساء في هذا الصيف الحار، فهن بحكمها يلبسن العبايات (من القماش النايلون) التي تزيد من وطأة الاحساس المقيت بالحر، ناهيك انهن لايقوين على الخروج أسوة بالرجال لشم الهواء. ويبقى قيظ الحر مسيطرا عليهن دون رحمة خلال اليوم كله في ظل عادات فرضها بشر.

ازاء مشاكل جماهير النساء لم تظهر اي فتوى تهديهن لحل رحمة بهن.

وتشهد محلات بيع المكيفات اقبالا لم يسبق له نظير رغم ان المكيفات لا تستطيع مواجهة درجة الحرارة غير المسبوقة وانقطاع الكهرباء لساعات خلال الايام الماضية وكذا ضعفها.

وأدى تشغيل المكيفات في العديد من المديريات الى ضعف الكهرباء بسبب حالة التوسع العمراني خلال السنوات العشر الاخيرة والتي تحتاج الى طاقة كبيرة تصمد امام موجة الحر هذا الصيف.

الاكيد ان مؤسسات الكهرباء في المدن الساحلية وقعت في حالة ارباك نتيجة ارتفاع درجات الحراراة بصورة غير مسبوقة، فالمعروف ان الناس سمعوا تصريحا مطمئنا قبل اسبوع من وزير الكهرباء د. مصطفى بهران ان «كهرباء المدن الساحلية لن تنطفئ»، غير انها انطفأت وواجه الناس تحديا كبيرا في التكيف مع حرارة تلسع الوجه وتقيد الحركة.

وانشغلت مؤسسة الكهرباء في عدن بمعالجة «خلل فني» أدى الى قطع الكهرباء عن أهم مديريات محافظات عدن ليومين متتالين، الامر الذي هدد حياتهم وأجهزتهم الكهربائية بالتلف.

ونسأل الله اللطف في عباده، فقد أدى ارتفاع درجات الحرارة الى مقتل اشخاص في عدن. ويبقى الناس متضرعين الى الله في ان يخفف عنهم من وطأة الحر هذه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى