الحوار والكلمة الطيبة بدلاً عن المكايدات وحملات الدعاية والتحريض

> حسن بن حسينون:

> الصراعات والحروب وكل الخلافات في اليمن في تاريخها الماضي والحاضر دائماً ما تبدأ بالبسيط ثم المتوسط وتنتهي بالمعقد، تبدأ باختلافات يمكن معالجتها في حينها ثم تتبلور وتتطور إلى خلافات ومكايدات سياسية وحملات دعائية وتحريضية متبادلة بين الأطراف، وتنتهي إلى كوارث وحروب وصراعات مدمرة. وفي كثير من الأحيان تبدأ بقتل أحد أفراد القبيلة بصورة متعمدة أو عكس ذلك ويستمر الأخذ بالثأر عقوداً طويلة من الزمن.

إن هذه المصائب التي ابتلي بها اليمن وتاريخ المجتمع القبلي عبر تاريخه وفي جميع مراحله لم تنقطع وخاصة تلك الحروب والصراعات التي دائماً ما تكون أسبابها الاستيلاء على السلطة والنفوذ، وإن من يحمل راياتها وإشعال فتيلها بداية بعض السياسيين، وفي مقدمتهم أيضاً بعض المثقفين بالمكايدات السياسية وحملات الدعاية والتحريض عبر مختلف وسائل الإعلام المتاحة، وعندما تتفجر الأوضاع فإن من يدفع الثمن باهظاً والضحية الأولى والأخيرة هم البسطاء من الناس الذين يخوضون غمارها تحت شعارات مختلفة لا يدركون طبيعها وحقيقتها وأسبابها وأهدافها، غير أنهم وببراءة وسذاجة مفرطة يصدقونها لأن من صاغها وأعد لها هم المتنفذون ومثقفو السلطة أو حتى على مستوى مشايخ القبائل الذين يختفون بعيداً عن الأنظار انتظاراً لما سوف تسفر عنه هذه الصراعات الدامية وانتصار طرف على طرف آخر، والمنتصر دائماً ما يستولي على كل شيء، يعد الدساتير ويصوغ القوانين والتشريعات، وهو من يكتب التاريخ الذي يفصله تفصيلاً على مقاسه وعلى حجمه، أما المهزوم فيكون مصيره مزيداً من القتلى والجرحى ومن تبقى منهم يتوزعون في الشتات خارج الوطن أو البقاء والقبول بالأمر الواقع، وفي كثير من الأحيان يتعرضون للانتهاكات ويعيشون في حالة من الخوف والرعب.

وهذا هو التاريخ اليمني الطويل الذي لم يخرج عن ذلك قيد أنملة في جميع الحروب والصراعات ومسبباتها ودوافعها الأساسية المتمثلة في المكايدات السياسية وخلق الفتن وحملات الدعاية والتحريض ضد كل من نختلف معه، إذا لم نخرج من هذا الطريق المدمر الذي سلكناه طويلاً فسوف نبقى باستمرار غارقين في الحروب والصراعات والكوارث والأزمات، في الوقت الذي تتقدم وتتطور بقية بلدان وشعوب العالم، بينما اليمن والشعب اليمني يسير إلى الخلف وعلى طريق التخلف والفقر والجهل والمرض.

البديل: الحوار الديمقراطي الواعي والكلمة الطيبة

هذا البديل هو الذي لم يجرب بعد في اليمن، والذي أكدت عليه اتفاقات الوحدة اليمنية وخيارها الديمقراطي في التعددية السياسية والحزبية، الانتخابات، الحريات العامة، احترام حقوق الإنسان وانتهاء بالتداول السلمي للسلطة، إن ذلك لن يتم إلا من خلال الإيمان المطلق بهذه المبادئ وبعقل مفتوح، والقبول بحق الآخرين كمواطنين شركاء في هذ الوطن العزيز والغالي على الجميع وهو ليس ملكاً لأحد دون غيره، بعيداً عن العصبيات القبلية أو التفوق في المكانة الاجتماعية.

دعونا نجرب هذا الخيار أو البديل، فالشعب اليمني لم يعد يطيق الحروب والصراعات وانعدام الأمن والاستقرار، كما لم يعد يطيق كلام المزايدات من دعاة الفتن والمكايدات السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى