شكراً

> فضل النقيب:

> شكراً لـ«الأيام» والناشرين وللأصدقاء والقراء الكرام الذين أمطروني بعواطفهم النبيلة وتمنياتهم القلبية ودعواتهم الصادقة بالشفاء خلال الأزمة الصحية التي مررت بها، وقد فوجئت باتصالات من كل مكان تقريباً، فأدركت المدى العريض الذي يتواصل فيه القراء مع جريدتهم مباشرة وعبر (الإنترنت) والمواقع المساعدة التي تتغذى على بعضها البعض، ولا أخفيكم أنني سعدت بذلك كل السعادة، فنصف العلاج هو احتفاء الحياة بمن تود والأحياء بمن يحبون، أو كما يقول الشاعر الشعبي فإن العلاج «ما هو من البنسلين»، ولو أنصف لأعطى كل ذي حق حقه، ولما غمط البنسلين أشهر أدوية العصر مكانته ومعجزاته، وعلى كل حال فهو لم يكن يقصد ذلك، وإنما أراد إعلاء مكانة الحب ووصل الحبيب، لأنه كما يبدو لم يكن عليلاً، وإنما ظامئاً، ومن الظمأ العاطفي ما قتل، وقد عاتبت زميلي عبده يسلم بن مساوى الذي أبلغ «الأيام» قائلاً له إن الأمر ما كان يستحق، فكان جوابه غريباً عجيباً إذ قال لي: أيش ما تعرف أننا أذية وبعدين أنا لم أنقل إلا خبراً صحيحاً. قلت له: على عيني ورأسي ياسيدي، ثم ذكرته بتعريف مصطفى أمين للخبر بأنه إذا عض إنسان كلباً، أما حين يعض الكلب الإنسان فذلك من بديهيات الأمور، وأضفت، وأنا قد عضني المرض ولست أنا الذي عضضته، ثم رزمت على قلبه القول إن مصطفى أمين قد قيل فيه بسبب هذا التعريف مالم يقله مالك في الخمر، فقد تم تفسير التعريف على أنه الترويج الأمثل لصحافة الإثارة في اللغة العربية تقليداً لصحف «التابلويد» الفضائحية في الغرب، وكان الأمر يحتمل وجهين: الأول أن «الأهرام» ومحمد حسنين هيكل اختطفوا من «الأخبار» و«أخبار اليوم» السبق السياسي الصحفي بسبب مكانة هيكل لدى عبدالناصر، ونفور الأخير من مصطفى أمين، فوجه الصحفي المخضرم صحفه إلى الرياضة والفن ليصل إلى الجمهور الأوسع بدلاً من النخبة، وعلى كل حال، هذا موضوع آخر، لأن الكلام يأخذ بعضه برقاب بعض كما يقول «الجاحظ» الأستاذ الأول لصحافة «الناس» الشعبية في تاريخ لغتنا الجميلة.

ما أريد أن أقوله هنا للقراء أن عليهم دائماً الانتباه إلى الرسائل التي توجهها أجسادهم، فالجسد لا يمكن أن يخون صاحبه فجأة، فمن طبعه الوفاء والإخلاص للعشرة، وهو قبل أن «ينيخ» كالجمل يكون قد أرسل بالبريد العادي والمستعجل وبالفاكس و«الإيميل» عشرات النداءات، وأشهد أني كنت أمياً في هذا المجال، فالرسائل كانت تُترى منذ شهور، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود، تنميل في اليدين والرجلين، يتحول إلى الآلام، التهابات خاطفة في الصدر، ضيق في التنفس، وكان يفترض أن أتوقف عند بعض هذه النداءات وأذهب إلى متخصص في فك الشفرات وهذا مالم أفعله، مع أنني قرأت مؤخراً أن القلب لديه ذاكرة وعقل خاص، وهو لا ينتظر عضواً آخر ليعبر عنه، وإذا ما فشل في التواصل مع صاحبه، يتحول إلى شمشون الجبار الذي هدم المعبد عليه وعلى أعدائه.

ما علينا.. الآن وقد تصالحت مع الإشارات، وعدت قلبي أن لا أهمل رسائله وأرجوكم جميعاً أن تفعلوا مثلي، وربما أتى على بعضكم من النبهاء حين من الدهر يقرأون فيه جميع أنواع الرسائل التي تطرق أبوابهم، من أماكن لا يمكن تخيلها.

أما الأمر الثاني، فهو التقدم المذهل الذي تحقق في عالم الطب والشفاء على يد الأطباء وفي عالم الأجهزة المساعدة التي تتولى زمام العمل كاملاً في الكثير من المناحي، ومن يطلع على ما اطلعت عليه، فلن يتردد لحظة واحدة في اللجوء كلما طرق طارق إلى المختصين، ذلك أن لكل ميدان فرسانه، ودعك من الذين يخوضون في الأمور دون علم ولا كتاب منير.

عافاكم الله وشفاكم جميعاً و.. سامحونا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى