هواجس التفجيرات الامنية تلازم سكان بيروت

> بيروت «الأيام» ميكاييلا كانسيلا كيفر :

>
يعيش سكان بيروت مع هاجس احتمال انفجار سيارات مفخخة،فباتت الحواجز الامنية المتنقلة وعمليات التفتيش عند مداخل الاماكن العامة امورا عادية، بينما يقصد الناس ملاهي ومطاعم على سطوح الابنية يجدون انها اكثر امنا.

وان كان اللبنانيون مصرين على المضي في حياتهم اليومية، فان كلامهم مشوب دائما بالخوف "مما سيحصل" من دون ان يعرف احد تماما ما الذي يتوقعه في انتظار الانتخابات الرئاسية التي تبدأ مهلتها الدستورية في 25 ايلول/سبتمبر.

وتبدو شوارع بيروت خفيفة الحركة بعد ساعات العمل، بينما تشاهد اشرطة ممدودة على جانبي معظم هذه الشوارع لا سيما امام الابنية الحكومية والاماكن العامة، منعا لتوقف السيارات.

ولم يعد شارعا الجميزة ومونو اللذان يكتظان عادة بالساهرين يستقطبان اللبنانيين والسياح كما في السابق، بعد سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي وقعت منذ العشرين من ايار/مايو في مناطق مختلفة، وكان آخرها انفجار اودى بحياة النائب وليد عيدو مع تسعة اشخاص آخرين في 13 حزيران/يونيو.

وقرر عدد من نواب الاكثرية بعد هذا الانفجار مغادرة لبنان خوفا من التعرض لاغتيالات.

ويقول النائب اكرم شهيب "بعد الاغتيالات التي حصلت، قررنا اخذ احتياطات اكثر دقة وصرامة".

وقال الاستاذ في العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان عزة ان الخوف من حصول توتر داخلي، او ربما حرب اهلية، ليس "غير مبرر".

ويشهد لبنان ازمة سياسية مستمرة منذ تشرين الثاني/نوفمبر بعد استقالة خمسة وزراء شيعة من الحكومة ووزير مسيحي مقرب من رئيس الجمهورية اميل لحود القريب من سوريا,ولم يوافق رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على الاستقالة. ومنذ ذلك الحين،تطالب المعارضة باستقالة الحكومة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وفي شارع الحمرا التجاري، بدأت المحلات التجارية الحسومات باكرا، وعدد كبير منها الصق عبارة "50%" على الواجهات.

ويقول فؤاد حليم (36 عاما) "الغيت نصف الطلب على البضاعة" من الملابس,ويذكر انه قد تعرض لخسارة فادحة السنة الماضية بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في تموز/يوليو الماضي,واضاف "اللبنانيون يقتصدون ويحدون من مصاريفهم، بسبب عدم مجيء السياح".

واجواء الحذر والخوف هذه دفعت ايضا القيمين على المهرجانات والاحتفالات التي يشهدها عادة فصل الصيف الى الغائها.

وقالت مسؤولة العلاقات العامة في لجنة مهرجانات بيت الدين وفا صعب لوكالة فرانس برس ان سبب الغاء المهرجانات هو "تخوف بعض الفنانين الاجانب من المجيء الى لبنان وتردد الناس في المشاركة في تجمعات كبرى".

واشارت الى ان السبب الثاني هو "تجنب الدخول في خسائر كبيرة". وتعرض منظمو المهرجانات السنة الماضية لخسائر فادحة بسبب اندلاع الحرب.

ويعبر مروان ورالف ابو ناصر، صاحبا مجمع "سبورتينغ كلوب" السياحي على شاطىء البحر الذي قتل عند مدخله النائب عيدو، عن احباطهما الشديد,ويقول رالف "تدنى عدد الزبائن بنسبة خمس الى ست مرات".

وقالت المحامية شيرين حداد (28 عاما) "نعيش كل يوم بيومه، ونحن نخشى ان يتغير مجرى الاحداث بطريقة دراماتيكية بشكل مفاجىء".

وتقول ان مكتب المحاماة الذي تعمل فيه والذي تملكه عائلتها تعرض لخسارة بنسبة 40% في حجم اعماله، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، وذلك بسبب خسارته زبائن من منطقة الخليج.

واشارت شيرين الى انهاء العام الدراسي قبل الموعد المحدد في الاسبوعين الاولين من حزيران/يونيو، بعد موجة الاعتداءات.

وتقول ربيكا حبيب (34 عاما) انها ارجأت زواجها الذي كان مقررا هذا الصيف.. "اشعر انني مسؤولة عن المدعوين، ماذا اذا حصل لهم شيء ما؟". بينما قرر شركس بيان (28 عاما) الابقاء على موعد زواجه، بعد ان الغى الدعوات والعشاء في المناسبة واكتفى بالمراسم الدينية.

وصار اللبنانيون يبتعدون عن الاماكن العامة، بينما وجد البعض الحل في ارتياد المقاهي والمطاعم التي اتخذت من سطوح ابنية بيروت مقرا، معتبرين انها اكثر امنا في حال وقوع انفجارات.

هكذا، باتت امكنة مثل "وايت" و"سكاي بار" و"بابلز" مكتظة بالزبائن ويتطلب دخولها حجزا قبل ايام عديدة.

ويقول مساعد مدير ملهى "سكاي بار" ربيع مقبل ان الطاولات لديه محجوزة حتى شهر من الآن. وقال "اللبنانيون هنا يشعرون بالامان اكثر: هناك آلات تصوير وحراس والبحر الذي يساعدهم على النسيان". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى