شبوة.. نفط و غاز وذهب.. ودماء مازالت تسيل

> علي محمد السليماني:

> ما يجري هذه الأيام في محافظة شبوة من قرصنة واستفزاز وقتل من دون حق إنما يؤسس لعنف مستقبلي لا يمكن السيطرة عليه أو التحكم في مساره.

لقد ظلت محافظة شبوة منذ اسمها الأول (المحافظة الرابعة) عشية الاستقلال، الذي كان لها رأي فيه يقول بالوحدة الوطنية عوضاً عن حكم الجبهة الواحدة.. أقول لقد ظلت المحافظة الرابعة شبوة عصية على الذل والإهانة، شامخة شموخ جبالها، صامدة صمود صحاريها الحارقة، التي تزكم الأنوف بما تختزنه تلك الصحاري في باطنها من خيرات ستكون خيراً للجميع إن أحسن الناس التعامل مع تلك النعائم، ولكن يبدو أن حظ هذه المحافظة المقهورة حتى النخاع ما زال مستمراً مع رائحة البارود والدم، وهي الروائح التي يستحليها ويفضلها القادمون من المركز للانفراد بعائدات النفط والغاز والذهب، وربما يعتقدون خطأ أن سياسة الإذلال والتهديدات والترويع ستكون أكثر جدوى إن تم تطبيقها (الخلاق) في محافظة شبوة لتكون الأنموذج لما يجب أن يسير عليه الجميع في وطن (الفراغ)، لكي يتم تصحيح الجغرافيا وجعلها أكثر انسجاماً مع الديموغرافيا وفق قواعد اللعبة التي يضع شروطها المركز المزهو بالانتصارات.

لقد كبرت مساحة الألم وغطت كل تضاريس أرض البترول والغاز والذهب، وسالت الدماء غزيرة دون أن يعرف أصحابها لماذا سالت دماؤهم «لقد قتلوا أصحاب شبوة» وهم في طرقهم مسافرين وفي المطاعم وفي نقاط التفتيش، وما أكثرها في المحافظات الجنوبية!

الناس لم يعتادوا على التفتيش بحثاً عن السلاح أو عن الأموال، أو الاستفزاز، أهل شبوة طيبون مسالمون مبدعون ومتفوقون حيثما ذهبوا وحلوا، البساطة عنوانهم والصدق في ثناياهم، لا يحبون الظلم ويكرهون الاستهتار بهم أو العبث، وإن غضبوا لكرامة أهدرت أو حقوق اغتصبت أو أحدهم هدد بالنيل من الأرض أو العرض فإن الدماء على الفور تراق.

والغريب أن حال هذه المحافظة الواعدة اضطرب أشد ما يكون الاضطراب خلال الفترة الماضية لأسباب واضحة للجميع، ولكن لا أحد لديه تفسير منطقي ومعقول لسؤال: لماذا تؤجج السلطات المحلية القادمة من المركز تلك المشاكل وتحيلها إلى حروب دامية؟ ولماذا رأس المركز لم يتدخل بوضع حد للقوات القادمة إلى المحافظة ووضع حد وحدود للمسؤولين المثيرين لتلك الحروب وتلك الاضطرابات؟.

إن تصرفات البعض مع الأسف توحي للناس وكأنهم جاؤوا للاحتلال وليسوا إخوة جمعتهم شراكة الوحدة اليمنية بإخوانهم في المحافظات التي يعملون فيها.

ولكن ما هو المخرج مما يدور ويعتمل في محافظة شبوة وبقية المحافظات؟.. لا أجد أفضل من برنامج الأخ الرئيس كما دعا إلى ذلك الأخ (زبارة) وهو انتخاب المحافظين ومديري عموم المديريات والصلاحيات الواسعة للحكم المحلي، ربما ذلك يشكل مدخلاً معقولاً، وتفعيله وممارسته كواقع على الأرض ليكون مقبولاً ومفضياً إلى العدالة والمواطنة المتساوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى