بلبل حضرموت الذي أحبه المحضار وترجم حبه إلى فن..الفنان محفوظ بن بريك .. نجم في سماء الاغنية اليمنية

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل:

> تألق غنائياً بأنغامه الجميلة وصوته العذب وأبدع موسيقياً بمصاحبة فرقته النابهة الحية فاستأثر بالحفلات الغنائية لموسم صيف هذا العام 2007م ,متنقلاً بين مدن وقرى وأرياف وبوادي حضرموت وعدن.. فاليوم يغرد في الشحر وغداً في المكلا وبعد غد في الديس الشرقية وبعدها في وادي حضرموت ثم في عدن. هذه هي الحركة الفنية النشطة التي يرصدها المتابع لفن كروان الشحر وبلبل حضرموت الغنائي الفنان القدير محفوظ محمد بن بريك والتي تعبر عن النجاحات الكبيرة التي حققها فناننا في مستهل موسم صيف هذا العام بأصالة وتميز تسنده في ذلك موهبة كبيرة وخبرة عريقة وذائقة فنية أصيلة.

والفنان محفوظ بن بريك من مواليد الشحر بحضرموت, و مدينة الشحر هي قصيدة حية وحلم المبدعين وحديقة الفن اليمني الغناء عرفت بجمهورها الفني ذي الحساسية المرهفة والذوق الفني الرفيع.. نشأ وترعرع فناننا فيها بدأ حياته الفنية محباً للطرب وهاوياً للغناء, وكان يردد في السر أغنيات عاطفية للفنان محمد جمعة خان وللفنان محمد سعد عبد الله.. تأثرت أذنه بروح وأداء الفنان محمد سعد, وحظيت أغنياته بمكانة متميزة في وجدانه ربما لأنه وجد فيها التعبير الصادق عن عواطفه وتجاربه وأحاسيسه في الحياة.

تفتقت موهبته الغنائية في المدرسة وأضحى فناننا يشارك في حفلاتها الفنية , صقلت موهبته بالمران فقدم الأغنيات ذات الأوزان الطويلة التي تحتاج إلى مجهود عند الغناء بالإضافة إلى تلك الأغنيات ذات الأوزان والألحان الخفيفة, ذاع صيته وطارت سمعته من خشبة المسرح المدرسي في المدرسة المتوسطة بالشحر وقتئذ فاحتضن جمهور المدينة صوته وتقبل أداءه بالاستجادة والاستحسان والتشجيع , وأمسى يشارك في سهرات الزواجات والجلسات الخاصة والأمسيات العامة في مختلف المناسبات.قدم الفنان محفوظ بن بريك خلال مشواره الفني باقات غنائية عطرة تنفس بها شعراء محليون ملهمون منهم أبوبكر بن شهاب, حداد بن حسن الكاف, حسين المحضار, صالح المفلحي وغيرهم.. كما قدم أغنيات من روائع الشعر والفن العربي .

لم تقتصر طموحات محفوظ بن بريك الفنية على الغناء الفردي وإصدار الألبومات الغنائية التي سجلها محلياً وفي دولة الكويت فحسب, ولكنه كان يتطلع إلى مزيد من التألق فطرق باب المسرح الغنائي وساهم بأدوار رئيسية في العديد من الأوبريتات الغنائية للمحضار ومنها أوبريت «بنت القبائل» كما شارك في تقديم الأعمال الغنائية التراثية ضمن فرقة باحسن للتراث بالشحر.تنسم فناننا بن بريك عبير المحضار وعبق فنه الغنائي من أجواء مدينة الشحر, فآثر صحبته الفنية, وكان المحضار يعد صوت الفنان بن بريك من أجمل الأصوات في ساحتنا الفنية ومن أروعها المحببة إلى نفسه و قلبه وكان يشيد بموهبته وقدراته الفنية في مجالسه وأحاديثه الخاصة والعامة وهذه شهادة حقيقية لفناننا تؤكد تميزه وأصالته الفنية. وقد ترجم الشاعر الكبير المحضار ذلك العشق لفناننا ممارسة فنية فأضحى فناننا أول من يستقي بكارة أعمال المحضار الغنائية فيطلقها في سماء الفن ليشدو بها من بعده من يشاء من المطربين.. فأغنية المحضار «ذاني يا قرة أعياني» التي صدح بها الفنان أصيل بلفقيه كان قد غناها محفوظ بن بريك قبله بسبع سنوات. كذلك أغنيات «يقول إنني فضلت - أقول له إيه - سر حبي..» التي شدا بهن أبو بكر سالم كان قد أنشدها بن بريك قبله بأعوام . وقدم أيضاً أغنية «طاب سمعون» قبل الفنان عبد المجيد عبد الله, وأغنية «إلى متى تكذب علي» في أحد أشرطته التي سجلها بالكويت وكذلك أغنية «من حسانك تفضل» قبل الفنان عبد الله الرويشد, وأغنية «ألا ياقمري الوادي» قبل الفنان خالد الملا وغيرها كثير. إنه تاريخ فني عريق صقلته الأغنيات الأصيلة والتجارب الغنية مع الرموز والأعلام وفي طليعتهم الشاعر الكبير حسين المحضار- يرحمه الله- حتى أضحت الأغنيات المحضارية جزءاً أصيلاً من نسيج محفوظ بن بريك الفني في أشرطته وحفلاته الغنائية.. إن الاختيارات الغنائية للمطرب الفنان هي تعبير عن ذائقته الفنية وطبيعته ووسيلته الخاصة في إظهار مكنون مشاعره ففي حفلته بالشحر يوم 4 يوليو الجاري استمعنا من محضارياته إلى: أسعد زمان الحب, الصبر لاجاوز حدوده قتل, رمانا باهي الغرة وغيرها. إضافة إلى اختياراته من الأغنيات القديمة غير المتداولة بين المطربين الشباب والتي لا يعرف جيل اليوم عنها شيئاً ويتذوقها جيل الأمس وهو بهذا الغوص والجهد المبذول في التنقيب عن الروائع الغنائية وتقديمها على أصالتها يضفي على تلك الأغنيات حضوراً مميزاً وشموخاً معاصراً ويكسبها بأدائه أناقة وجمالاً يجعلها حاضرة في أذهان جيل اليوم وأكثر رسوخاً في ذاكرة جيل الأمس, واستطاع بذلك أن يرسم بصمته الخاصة في حفلاته ويحتل مكانته الفنية المتقدمة ويحقق النجاحات التي جعلت الجماهير تهب إلى مسارح حفلاته الغنائية في مختلف المناسبات مهما بعدت مسافاتها بل وتنتقل معه من منطقة إلى أخرى منتشية بجمال أنغامه وروعة أدائه تميزا وامتيازاً لتضيء ظلام أمسياتها بنور فنه الأصيل وإشراقات المتعة الفنية والجمالية والنفسية الرفيعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى