عندما تسود الديمقراطية الحقة بلاد العرب سيزول النفي..!!

> علي الذرحاني:

> الالتفاتة التي لا تخطر على بال أحد.. والتي جعلها الكاتب المعروف علي سالم اليزيدي عنواناً لمقالته المنشورة في عدد «الأيام» (5141) «كل زعماء الجنوب في المنفى» هذه المقالة القليلة الكلمات البعيدة في مغزاها جديرة بالتأمل والوقوف عند تساؤلاتها بل ومحاولة التعرف على السبب الذي جعل الكاتب يتساءل: لماذا نحن في المنفى كل النهار أو آخر الليل؟! وما الذي يخبئه القدر في لعبة الأيام؟ من أين تمتد الأيدي وتلعب بحبال المسرح؟... وإذا عرف السبب بطل العجب!! إن نظرة الكاتب لم تتجاوز منطقة الجنوب وياليتها امتدت لتشمل ظاهرة نفي الزعماء في الشمال خاصة إذا علمنا أن الوطن اليمني الكبير بجناحيه قد تحقق كأمر واقع ونحن الآن في بداية الألفية الثالثة وفي زمن التكتلات العالمية وزمن ثورة الانفجار المعلوماتي التي حولت العالم الكبير إلى قرية صغيرة وعبر شريحة صغيرة داخل اليد (العالم بين يديك) يمكننا تقليب النظر عبر هذه الشريحة الصغيرة فنرى هل ظاهرة النفي التي ذكرها الكاتب وخص بها زعماء الجنوب، هل لها مثيل في أي قطر عربي أو أجنبي من أقطار العالم الكبير وهل هي سنة كونية أم ظاهرة من ظواهر الحكم أو السياسة التي تظهر من خلال العلاقة المتوترة دائماً بين الحكومات ومعارضيها.

ياحبذا لو تساءلت التفاتة الكاتب الذكية هذه عن الأسباب وراء النفي القدري لزعماء الجنوب وهل يعود سبب النفي هذا للسياسات الخاطئة لهؤلاء الزعماء أم لظروف خارجة عن إرادتهم أم لظروف سياسية خارجية وأطماع في البلاد أم لظروف ثقافية أو اجتماعية أو جغرافية أم أنها (براقش) التي جنت على نفسها أم أنها (الحبة) التي غزتها السوس ونخرتها من داخلها أم أنها النار التي أكلت بعضها إن لم تجد ما تأكله.

أعتقد بأن الكاتب اليزيدي يعلم أن القدر ليس بظلام للعبيد، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وليعلم العزيز اليزيدي أنه متى ما سادت الديمقراطية الحقة في بلاد العرب والإرادة السياسية التي تحترم الإنسان وحقوق الإنسان وتسود العدالة الاجتماعية والمساواة سيزول النفي بل ونفي النفي..!! وهذا جواب لسؤاله واستفساراته..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى