العراق: ثروات نفطية هائلة غير مستغلة

> كركوك «الأيام» جوزيف كروس:

> تعجز منطقة كركوك ثالث مدن العراق عن تصدير ثرواتها النفطية بالرغم من ان قدرتها الانتاجية تبلغ 2،1 مليون برميل في اليوم، ما يعكس بنظر عسكريين اميركيين الوضع العام في هذا البلد الذي يتمتع بموارد نفطية هائلة تبقى الى حد بعيد غير مستغلة.

وان كان العراق يملك ثالث احتياطي نفطي في العالم، الا ان بناه التحتية المتقادمة واعمال التخريب المتعاقبة منذ الاجتياح الاميركي عام 2003 والفساد المتفشي، كلها تمنعه من استغلال هذه الثروة.

ويشهد على هذا الوضع الفقر المتفشي في القرى الممتدة على طول خطوط انابيب النفط قرب مصفاة بيجي شمال بغداد.

وقال اللفتنانت كولونيل الاميركي جاك بريتشارد ان هذه المنطقة “قادرة على تصدير 2،1 مليون برميل في اليوم، لكنها لا تصدر شيئا في الوقت الحاضر”.

وخط الانابيب المخصص لتصدير النفط الخام الى مرفأ جيهان في تركيا يبقى فارغا.

واوضح الضابط الاميركي ان اعرض خط انابيب في بيجي (قطره 102 سنتم) يمكن ان يحقق ارباحا اكبر بكثير جراء حركة التصدير لكن المفارقة انه يشكل بحسب الضابط الاميركي “اكبر مشكلة نواجهها”.

وقام مسلحون في تشرين اكتوبر 2006 بنسف الانابيب ما ادى الى تشكل بحيرة نفطية في المنطقة السهلية واستغرق تنظيف الموقع شهرين قبل التمكن من اصلاح الاضرار غير ان خط الانابيب ما زال خارج الخدمة.

وخط انابيب النفط الوحيد الذي يعمل حاليا (قطره 66 سنتم) يمكنه نقل 220 الف برميل في اليوم وهي كمية كافية لتشغيل مصفاة بيجي، في حين ان خطوط الانابيب الاخرى تستخدم لنقل المنتجات المكررة الى كركوك.

ويرأس بريتشارد لواء خاصا مكلفا حماية البنى التحتية النفطية تحت الارض في المنطقة من هجمات المسلحين وشبكات التهريب.

ويتولى حوالى خمسة آلاف جندي عراقي بقيادة اميركية مراقبة خطوط انابيب النفط التي تعبر القرى، غير ان بريتشارد اشار الى ان اربعة فقط من الكتائب السبع فاعلة في حين يشتبه بأن القوات المتبقية تشارك في عمليات التخريب.

وقال “سوف نخضعهم إعادة تدريب.

فإما ذلك او يدخلون السجن”.

واوضح جندي عراقي ان تعيين العسكريين في مواقع قريبة من منازلهم يجعل من المستحيل عليهم حراسة هذه المنشآت بسبب الروابط القائمة بين العائلات والعشائر المحلية والتي تجعل من المتعذر التصدي للمسلحين او المهربين.

وقال “الجميع يعرفنا.

واذا ما قبضنا على احد ما فسوف يطاردوننا وهم يعرفون اين نسكن مع عائلاتنا”.

من جهة اخرى يقول الكومندان الاميركي سوني لي ان الكتائب التي يعول عليها اكثر من سواها تعاني من مشكلات ايضا وفي مقدمها عدم حصولها على مساندة من الحكومة العراقية.

وقال “انهم لا يحصلون على اي مساعدة من الدولة، لا شيء اطلاقا.

ليس هناك من موازنة مخصصة لعملياتهم”.

وازاء هذا الوضع يضطر الجنود العراقيون في غالب الاحيان الى شراء ما يحتاجون اليه لأداء مهامهم من الاموال الخاصة القليلة التي يملكونها، فيقومون على سبيل المثال بشراء قسم من الوقود الضروري لآلياتهم على نفقتهم الخاصة اذ ان بطاقات الوقود التي توزعها الدولة غير كافية.

وذكر بريتشارد ايضا بين المشكلات التي تعيق تصدير النفط الفساد وقال “يبدو انه ليس هناك من حوافز قوية للتصدير سوى من الجانب الاميركي”.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى