لا يا صاحبي لا.. السفينة تمخر العباب

> عمر محمد بن حليس:

> هكذا خلق ربنا سبحانه وتعالى المحيطات والبحار والأنهار ليرينا إحدى آياته العظيمة التي من واجبنا أن نخر ساجدين أمامها,بحار الله ومحيطاته واسعة وكذا أرضه سخرها لعباده ليعمروا ويأكلوا ويلبسوا ويشكروه على ذلك، والحياة بحد ذاتها تعتبر صورة لسفينة دائمة الحركة والسير ووقوفها في محطات معينة لايعني البتة توقفها مهما تخيل البعض ذلك.

مناسبة هذه المقالة فرضتها اللحظة التي جمعتني بثلة من الزملاء الذين تزاملت معهم في سني الدراسة ووقتئذ انبري أحدهم فأظهر عتاباً شديداً على مقالة لي نشرتها هذه الصحيفة «الأيام» في عددها 5035 وعلى وجه الخصوص الفقرة التي قلت فيها ما يلي: «ندعو الله سبحانه وتعالى ونتضرع إليه بقلوب مؤمنة وخاشعة ونفوس ضعيفة بأن يكون عوناً لقائد هذه السفينة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله وما عون إلا عونه سبحانه كبر وعظم شأنه وجلت قدرته وذلك لمواصلة الإبحار من أجل الوصول إلى مراسي الأمن والأمان والاستقرار والنماء والعدل والمساواة والإخاء».

أظهر لي صاحبي امتعاضه الشديد من الفقرة أعلاه بل إن الأشد غرابة هو أن يقول لي صاحبي: عن أي سفينة تتحدث يا بن حليس؟ ومتى كانت تسير هذه السفينة.. لقد توقفت!! فنظرت إليه بتعجب وأخذت أربت على كتفه بلمسات حب صادقة وأكدت له أن السفينة تسير وإن كان ذلك فيه بعض البطء للأسباب التي نعرفها.. لكنه قاطعني بقوله: هذا عندكم أنتم يا معشر الصحفيين والكتاب في «الأيام» لأنكم ترون ما لا نراه، وهنا أدركت أن صاحبي لم يكن ممازحاً بل كان أكثر جدية في تعصبه فقلت له بكل ثقة: لا يا صاحبي السفينة تسير وتمخر عباب البحر ونحن وغيرنا كثيرون نرى ذلك ونشهد عليه، ويجب عليك الاعتراف بأنكم أنتم الواقفون وستظلون كذلك في جمودكم الاستاتيكي لأنكم تعتقدون أن السفينة وقفت عند نقطة معينة وأن عجلة التاريخ هي الأخرى قد توقفت عن الدوران فانظروا ببصيرتكم إلى الواقع انظروا أمامكم واتركوا الوهم، فحبال السفينة التي تعتقدون أنها مازالت مربوطة في (البروصي) لم تعد مربوطة إلا في أيديكم وعقولكم وهي بالية و رثة.. أما «الأيام» فهي منبر حر ويكفيها فخراً أنها كذلك. نعم هناك اختلالات.. هناك فساد وهناك من يريد أن يعيق مسيرة هذه السفينة لأنه يرى أن في استمرارية سيرها نحو الآفاق الرحبة الواسعة والجميلة مساساً بمصالحه الشخصية والمطلوب منا جميعا حكاماً ومحكومين سلطة ومعارضة وفئات المجتمع المدني بشكل عام أن نتحمل مسئوليتنا الوطنية بكل أمانة وصدق فندفع سفينتنا بقوة لتصل بنا إلى بر الأمان لنحصد ثمرة الأمل ونعزز روح التفاؤل والثقة بالمستقبل الذي هو ملك لنا وللأجيال من بعدنا لأن الوطن (اليمن) ملكنا جميعاً وهو أمانة في أعناقنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى