طيورنا المهاجرة تتألق خارجيا .. منتخبنا الأولمبي اليمني استغنى عنه وميلان ماتشالا ضمه من أول نظرة لمنتخب البحرين ولقبه بـ «الساحر»

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> كثيرة هي الطيور اليمنية المهاجرة التي أبدعت وتفتحت مواهبها خارج السرب، فتم الاستفادة منها أيما استفادة وتألقت فذاع صيتها في بلدان الاغتراب الشقيقة كانت أو الصديقة، يجري ذلك في مجالات الثقافة والسياسة والفن والتجارة وغيرها من المجالات.

حديثنا اليوم في هذا الحيز من صحيفتنا الغراء «الأيام الرياضي» عن لاعب كرة قدم شاب غادر قواعدنا من هنا من اليمن وتحديدا من المكلا عاصمة حضرموت ليرحل إلى مملكة البحرين ومنها يطلق العنان لموهبته الرائعة التي كانت قد بدأت في المكلا ليملأ الصحافة البحرينية ضجيجا ويصل اسمه إلى المنتخب الوطني الأول لمملكة البحرين المشارك في نهائيات آسيا الحالية 2007م ولظروف خاصة في تأخير عملية منحه وثيقة التجنيس لم تتمكن إدارة المنتخب البحريني من ضمه للمنتخب الأول المغادر إلى إندونيسيا حيث لعب منتخب البحرين هناك في إطار المجموعة الرابعة.

حديثنا هنا ينصب على لاعب شعب حضرموت السابق سالم موسى عمر عبدالمانع الشهير بـ (سالم موسى) الذي أعجب به كثيرا مدرب المنتخب البحريني التشيكي ميلان ماتشالا عند رؤيته له وهو يلعب في صفوف فريق النجمة البحريني وسرعان ما أشركه ضمن تشكيلة المنتخب البحريني المشارك في كأس آسيا،وأطلق عليه لقب «الساحر» لما رآه من مستوى رائع لهذا اللاعب اليمني القادم من مدينة المكلا محافظة حضرموت.

البداية في المكلا

كغيرها من الكثير من الأسر اليمنية وبالتحديد الحضرمية كانت أسرة اللاعب الموهوب سالم موسى عبدالمانع مغتربة في دولة الكويت الشقيقة وفي أعقاب حرب الكويت عام 1990م عادت الأسرة إلى منزلها بمنطقة (حصن صنقور) أو (المنورة) (وحدة سامي) بحي أكتوبر بديس المكلا وعاد معها الطفل اليافع سالم موسى الذي ظهرت موهبته واضحة للعيان خلال لعبه مع أقرانه من أطفال المنطقة ثم تميز عن غيره عند لعبه لفريق (أهلي الحصن) وهو فريق شعبي ينتمي لنادي شعب حضرموت وتألق في أحد الدوريات التنشيطية التي أقامها النادي بحلول عام 1998م وعمره حينها لم يتعد الـ 17 عاما، هذا التألق أرغم نادي الشعب على ضمه للفئات العمرية بالنادي ولعب دوري ساحل حضرموت تحت 20 عاما وكان ذلك الدوري بمثابة بداية الطريق لهذا اللاعب الموهوب الذي يتمتع بموهبة خارقة في المراوغة والتسديد واستخدام الرأس إضافة إلى القوة والسيطرة على الكرة وهي مزايا منحه الله سبحانه وتعالى إياها.

وللأمانة فقد كان للكابتن القدير عمر سالم باشامي المدرب المعروف دور بارز في بزوغ نجم هذا اللاعب حيث ضمه لفريق شعب حضرموت حين كان مدربا له موسم 99/98م وسرعان ما أشركه أساسيا بعد 3 تمارين فقط مع النادي ليلعب أساسيا مع الشعب أمام اتحاد إب في إب ويتألق ويقدم أفضل مبارياته ويعكس طاقاته الابداعية الكامنة في داخله ومنها ينطلق ليواصل التألق للموسم الثاني على التوالي

2000/99م مع شعب حضرموت ويجبر الجماهير على الحضور لملعب بارادم لمشاهدة إبداعاته وطاقاته الهائلة.

لعب سالم موسى بجانب عتاولة الشعب في تلك الفترة صالح بن ربيعة وعوض بن بكر وخالد بن بريك وعلي العمقي لكنه لم يكن رقما سهلا بين أولئك رغم صغر سنه بل أوجد لنفسه مكانا من خلال مميزاته الفنية الخاصة به.

تألقه وإيمان الكابتن عمر باشامي بموهبته جعله يختاره ضمن منتخبنا اليمني المدرسي المشارك في بطولة المنتخبات العربية للمدارس بالقاهرة عام 1999م ولكن اللاعب لم يدرك حينها أن مثل هذه البطولات هي فاتحة خير وسوق للانتدابات والاحتراف الخارجي فعاد إلى المكلا من معسكر المنتخب بصنعاء وبعدها بفترة تم ضمه للمنتخب الاولمبي اليمني المشارك في تصفيات أولمبياد سدني ومن معسكر المنتخب تم استرجاعه ولاندري لماذا؟ ولكن إذا عرفنا أن بعض اختيارات لاعبي منتخبنا تتم وفق الأهواء والريموت كنترول ومراكز القوى في الاندية الكبيرة سيبطل العجب وسنعرف السبب .. فكيف يتم استرجاع لاعب بحجم سالم موسى ومن أول نظرة رآه فيها ماتشالا أسماه الساحر واختاره إلى جانب طلال يوسف وسيد محمود جلال وعلاء حبيل في المنتخب البحريني؟.. ولكنها هكذا تدار الامور في بلادنا وهكذا يتم الاستغناء عن مواهبنا ونجومنا وقد نشرت حينها «الأيام الرياضي» لقاء مع اللاعب سالم موسى تحدث فيه عن بداياته وابتعاده عن معسكر المنتخب.

عودة إلى الكويت

لم يرض الشقيق الاكبر المغترب في دولة الكويت بوضع شقيقه الاصغر سالم موسى عاطلا عن العمل في المكلا، فآثر أخذه للكويت مرة أخرى عام 2000م وهناك لعب لنادي السالمية الكويتي وتألق إلا أن جنسيته اليمنية حالت دون لعبه لذلك النادي، ومن الكويت اتجه نحو مملكة البحرين وفيها بدأ المشوار من جديد مع نادي النجمة لكن لعنة الاصابات ظلت تلاحقه حتى أنه أجرى عملية في ركبته وجاء للمكلا للراحة وشفي من الإصابة ولعنتها في الموسم 2007/2006م وفي هذا الموسم أفرغ ما في جعبته من ابداعات في الدوري البحريني وأطلق العنان لموهبته فنال الاعجاب مع ناديه النجمه وأرغم التشيكي ميلان ماتشالا على الاعجاب به عند مشاهدته لإحدى المباريات فلقبه بالساحر وسرعان ما اختاره ضمن تشكيلة المنتخب البحريني المشارك في نهائيات آسيا 2007م الجارية منافساتها حاليا في أربع دول آسيوية.

إجراءات الجنسية حالت بينه وبين المنتخب

سعى الاتحاد البحريني جاهدا لتعميد إسم سالم موسى عبدالمانع في كشوفات الاتحاد الآسيوي مع أربعة لاعبين آخرين جرى تجنيسهم إلا أن تأخير اجراءات عملية منحه وثيقة التجنيس تأخرت فغاب اللاعب عن المنتخب البحريني المشارك في نهائيات آسيا وسط استياء مدربه ميلان ماتشالا الذي يثق كثيرا في قدرات لاعبه والذي كان قد رفع اسمه إلى الاتحاد الآسيوي ضمن الكشف الخاص بلاعبي البحرين، هذا وقد أثار موضوع اللاعبين الخمسة المجنسين في المنتخب البحريني وهم: سالم موسى عبدالمانع، جيسي جون، عبدالله فتاي، فوزي عايش وعبدالله عمر، جدلا واسعا بين الاتحاد الآسيوي والاتحاد البحريني حيث لم يسمح الاتحاد الآسيوي بمشاركتهم في البطولة نظرا لأن المدة التي مضت على تجنيسهم لم تصل بعد للفترة التي يسمح لهم فيها بتمثيل المنتخب في بطولة رسمية، بينما رأى الاشقاء البحرينيون أن اللاعبين يمكنهم المشاركة واحتجوا على عدم إشراكهم في البطولة كونهم قد سبق لهم تمثيل المنتخب البحريني في التصفيات المؤهلة لهذه البطولة باستثناء سالم موسى الذي تنقصه بعض الاجراءات الرسمية والوثائق الخاصة به، وبهذ احتج البحرينيون كثيرا على الاتحاد الآسيوي وطالبوه بالمساواة بالمنتخب القطري الذي لم يتم إلغاء أي لاعب في صفوفه بل تم اعتماد تسجيل اللاعب سباستيان سوريا رسميا في البطولة وشارك مع المنتخب القطري كما شاهدناه جميعا وبهذا وضع قرار الاتحاد الآسيوي المدرب ماتشالا في موقف محرج خاصة أنه اعتمد على اللاعبين المجنسين الخمسة في غالبية المباريات الودية للمنتخب البحريني التي سبقت البطولة.

قالت عنه الصحافة البحرينية

كتبت عنه صحيفة «ملاعب الوقت» البحرينية عقب انضمامه للمنتخب البحريني في إطار حوار أجرته معه تقول:«لم نكن مبالغين أبدا عندما قلنا إن سالم موسى لاعب فريق النجمة هو أحد نجوم الموسم الكروي الجاري 2007-2006م ..وإن رحلته الكروية شابتها سلسلة من الاصابات منعته من البروز في بداية مشواره الكروي، فلابد من الاشارة إلى أن نجومية هذا اللاعب أجبرت مدرب المنتخب البحريني ميلان ماتشالا على عدم تجاهل هذا اللاعب الذي أطلق عليه لقب (الساحر)، فمنذ وصوله إلى المملكة من أجل قيادة المنتخب الوطني كان يشيد بأداء اللاعب سالم موسى ويبدي إعجابه بأدائه ولم يتردد في اختياره لاعبا ضمن فرسان المنتخب الوطني».

وجاء في الصحافة البحرينية أيضا

«تابع مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم التشيكي ماتشالا مجريات الشوط الاول لمباراة فريقي النجمة والمالكية التي اقيمت في ختام مباريات دور الثمانية لكأس الملك وشوهد ماتشالا يتابع مجريات اللعب بجوار مدرب المنتخب الاولمبي كريسو وعلم أن ماتشالا أبدى اهتماما بلاعب وسط النجمة سالم موسى الذي يبدو أنه لفت نظره».

في الختام

سعداء جدا بأن تتألق الخامات اليمنية خارجيا وتبدع في ملاعب أشقائنا في دول الخليج خاصة .

ونحن قد أصبحنا منهم خصوصا في القطاع الرياضي، وكم هي كثيرة مثل هذه الحالات التي تتكرر في شتى المجالات ولعله من باب الواجب والوفاء أن نتقدم بالشكر لمملكة البحرين التي عكفت على علاج هذا اللاعب من عدة إصابات لحقت به ربما كانت ستنهي مسيرته الرياضية لو كان يلعب في ملاعبنا السيئة وأذكر منها على وجه الخصوص ملعب الفقيد بارادم في المكلا الذي شهد بزوغ نجومية هذا اللاعب وبداياته على مستوى الاندية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا تتألق طيورنا المهاجرة في الخارج؟

وهل يا ترى توجد في مملكة البحرين ملاعب مثل ملعب بارادم وملعب عتق وملعب الضالع وملعب البيضاء وملعب الشاحت؟.. ربما تكون الاجابة لدى سالم موسى عبدالمانع الذي أدرج في كشوفات منتخب البحرين تحت إسم سالم موسى عمر وهو ابن أخ العقيد محمد عمر عبدالمانع رئيس منظمة مناضلي الثورة اليمنية بحضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى