وكأن الحكومة لا تعرف!

> علي هيثم الغريب:

> مؤسف أن تجد نفسك يومياً أمام جريمة من جرائم نهب الأرض أو ضياع حق من الحقوق.. ومؤسف أن تجد نفسك كمعارض سياسي للظلم والقهر مطالباً بالكتابة يومياً.. والأسف هو أن تكتب وأنت تشعر بعدم فائدة الكتابة، أو جدواها.. ليس فقط لأن الكلمات أصبحت أقل من أن تصف حالة اللا مبالاة والتبجح التي وصل إليها (ناهبو الأرض) و(أدوات المتنفذين وأطقمهم)، وإنما أيضاً لأن بعض المسئولين أنفسهم تبلد حسهم وتغلظ رأيهم، وأصبح شعارهم «قل ما تشاء.. وسوف نفعل ما نشاء»!! وبدلاً من أن تصاب الحكومة بروح المسئولية الوطنية التي تدفع بعض الوزراء - في الدول الديمقراطية - إلى الانتحار أو الاستقالة.. بدلاً من أن تحترم الحكومة حق النشر وحرية التعبير في معرفة ما يجري وحقيقة ما تنشره الصحف ضدها وضد سياسة بعض المسئولين يوميا، تفترس أصحاب الحق وكل من يجرؤ على حماية حقوقه، ثم تستنفر القوى الأمنية وتأخذ من تريد إلى السجون.. ومن لا يصدق فليتأمل - مثلاً - (ملايين) الأوامر والتوجيهات التي بحوزة المظلومين وآلاف الأحكام القضائية والوعود الكاذبة.

وعندما يعبر الرعية عن استنكارهم لهذه الجرائم المدانة شرعاً وقانوناً ويخرج المقهورون لكشفها أمام الرأي العام المحلي والدولي لا يطرف للحكومة جفن أو تهتز فيها شعرة، وبطريقة سهلة تضغط الحكومة على (الريموت كنترول) فتتسابق الأطقم العسكرية و(صبيان) الحماية و(غلمان) المسئولين إلى مواقع الرفض والاعتصامات لتفعل ما يحلو لها.

وبدلاً من أن تحترم الحكومة التجمعات السلمية التي عمت كل محافظات الجنوب من دون استثناء، وتلزم بعض وزرائها بأن يحترموا حقوق الناس، وتحقق في الاتهامات الخطيرة التي نسبتها إليهم الاعتصامات والتجمعات .. وبدلاً من أن تكلفهم بالرد فوراً على مطالب الرعية، عملت بالنصيحة التي تقول «من غلب سلب». وكأن اليمن كلها لا تعرف أن محافظات الجنوب تحولت إلى (غنيمة)، وأن المتنفذين هم أشهر رموز (الانفصال) و(التجويع) فيها.. وكأن اليمن كلها لا تعرف أيضاً أن لا أحد ينافس (ناهبي الأرض والثروة) في رفع علم الوحدة حالياً.. وكأن أبناء محافظات الجنوب هم وحدهم الذين يتهمون (لصوص الأراضي) في محافظات الجنوب، ولم يشاركهم في هذا الاتهام أبناء محافظات الشمال، وأحزاب ونواب وصحف ومجلات عديدة.

مع كل ذلك ما تزال الحقوق مغيبة، وما يزال الأهالي يستمعون إلى مبايعات بعض المسئولين للأراضي التي غنموها لا بهدف السكن وإنما بهدف المتاجرة بها.. وكثير من الأسر الفقيرة في قرى لحج التي تمتلك أراضي واسعة ولا تستطيع حمايتها كالعقارب والعزيبة والمصاعبة وغيرهم تُشن ضدهم حرب من قبل المتنفذين الذين سيطروا على معظم الأراضي والمزارع، وأصبحت تلك المناطق مناطق نفوذ خاصة بهم، ثم ترفع كل مجموعة من المتنفذين اسماً استثمارياً خاصاً بها وتعلن السيادة وضرب كل من يجرؤ على المطالبة بتلك الأراضي الشاسعة من قبل أصحاب الحق، ولا يبقى لأصحاب الأرض الأصليين سوى أماكن قليلة كحماية فقط لقراهم الفقيرة .. وهنا تتكامل كل صنوف نهب الأراضي في أكبر وأخطر جريمة يعرفها التاريخ في ضياع حقوق الأجيال القادمة .. كل هذا يجري وسلطات الدولة صامتة، والصمت جريمة أخرى.. ورحت يا قراء أقلب المزيد من الصفحات وأنا أتمتم:

لقد أسمعت لو ناديت حياً *** ولكن لا (حياء) لمن تنادي!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى