إتهام إيران بتدريب الافغان أعداء الماضي لمحاربة أمريكا

> هيرات «الأيام» فرهاد بيكار :

> من الواضح أن إيران وحركة طالبان العدوين اللذين كانا على شفا حرب بينهما في الماضي تربطهما الان الصراعات ضد الولايات المتحدة حيث يتهم المسئولون والمحللون السياسيون طهران بتدريب وتسليح المتمردين الافغان.

وزعم الكولونيل رحمة الله صافي قائد شرطة الحدود في الاقاليم الغربية الثلاثة فرح وبادغيس وهيرات أن قواته ضبطت واعترضت طريق أسلحة من بينها ألغام مضادة للدبابات على الحدود الافغانية الايرانية التي كانت في طريقها لطالبان.

وقال صافي في مقر قيادته الذي يقع على مسافة 15 كيلومترا خارج مدينة هيرات "نظرا لان الامريكيين في موقف صعب في العراق ترغب إيران في تحويل أفغانستان إلى عراق ثانية بالنسبة لهم وحلفائهم الدوليين".

وقال "إن المسئولين الايرانيين يحاولون جعل القوات الاجنبية في البلاد مشغولة بمحاربة طالبان ومن ثم لا تكون أمامهم فرصة لممارسة مزيد من الضغط أو مهاجمة إيران بسبب برنامجها النووي".

وقال صافي أيضاإن لديه معلومات إستخباراتية بأن متشددين وبينهم مجاهدون سابقون قاتلوا ضد القوات السوفيتية في أفغانستان وأغرقوا البلاد بعدها في حرب أهلية دموية وأعضاء مخلوعون من طالبان ومقاتلون أجانب يتلقون تدريبات في قواعد عسكرية إيرانية.

وقال صافي "لدي معلومات بأن 45 مقاتلا يقودهم يحيى خورتاراك الذي كان قائدا للمجاهدين في إقليم هيرات في الماضي هو الان يخضع للتدريب في البلدة الحدودية توربات جام في إيران وهم يرغبون في دخول هيرات من منطقة كامانا على الحدود لتنفيذ بعض الاعمال الارهابية مثل زرع الالغام أو حتى القيام بهجمات انتحارية".

ويضم لواء الجند الذى يتولى صافي قيادته 1652 فردا ولكنه يقول إن الرقم الحقيقي للافراد الذين يقومون بدوريات على الحدود البالغ طولها 1186 كيلومترا هم 900 فقط.

وأعترف " ليس لدينا حتى حارس واحد لكل كيلومتر واحد ولكن الايرانيين لديهم الالاف ولذا من المستحيل ألا يكونوا على غير علم بتلك التحركات".

وقد زعم مسئولو حلف شمال الاطلسي والحكومة الامريكية في الماضي أنه تم العثور على أسلحة إيرانية الصنع في أفغانستان ولكن هذا أول اتهام مباشر من جانب مسئول إقليمي أفغاني بأن إيران متورطة في مساعدة طالبان المتمردة.

وأكد المتحدث باسم قوة المساعدة الامنية الدولية (إيساف) بقيادة الناتو الليفتنانت كولونيل ماريا كارل أيضا أنه تم العثور على أسلحة إيرانية الصنع في أفغانستان ولكنه قال إن التحالف غير متأكد مما إذا كانت طهران هي التي تزودهم بهاام لا .

وقال كارل "هناك بالتحديد عدد من الاسلحة التي عثرنا عليها تحمل علامات تتفق مع الاصل الايراني ومن ثم هذا الجزء لا خلاف عليه بالمرة". وأضاف "لكنه مازال غير واضح ومازلنا لا نملك دليلا على أي دعم سياسي إيراني رسمي أو أن حكومة إيران وراء ذلك".

وزعم المسئولون الافغان ومسئولو إيساف مؤخرا أيضا إنهم ضبطوا خمس قنابل خارقة شديدة الانفجار والتي يمكن أن تخترق العربات المصفحة العسكرية كما عثر عليها في أيدي حزب الله في لبنان.

وقال الكولونيل توماس كيللي نائب رئيس وحدة مكافحة المتفجرات بدائية الصنع يوم الاربعاء "إن بعض مكونات القنابل الخارقة يحتمل صنعها في إيران ولكنها لا تعني بالضرورة أن الحكومة الايرانية ورائها".

ويتوخى الرئيس الافغاني حامد كرازاي الحذر بألا يتهم الحكومة الايرانية.

كما نفت طهران أيضا إنها سترسل أسلحة للاسلاميين في جماعة طالبان في أفغانستان.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إيرنا) عن نائب وزير الخارجية الايراني مهدي سافاري قوله"تلك المزاعم لا أساس لها حيث أن الدور الايراني في إعادة تعمير أفغانستان مؤكد بالاجماع من قبل أصدقاء وأعداء إيران".

وأضاف مهدى "إن اتهامات القوات الاجنبية ليست أكثر من محاولة لتغطية ضعفهم في المواجهة الفعالة للارهاب وإقرار الامن في أفغانستان".

كما نفى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أيضا إنهم يتلقون أسلحة أو تدريبات في إيران.

ورغم النفي يعتقد قائد شرطة الحدود صافي أن الحكومة الايرانية تلعب على الوجهين وهما تسليح طالبان بينما تقوم بجهود ودية لحكومة كرازاي.

وأكد "أنا لا أتحدث عن أحد لا عن كرازاي ولا عن الامريكان ولكن ما رأيته تكلمت عنه. لقد شاهدت ألغاما إيرانية الصنع وأشخاصا مسلحين دخلوا أفغانستان وأعلم أن المسلحين تلقوا تدريبات هناك".

وقال داد نوراني الكاتب والمحلل السياسي الافغاني "إن إيران تعلم أن أفغانستان أصبحت موضعا هاما للولايات المتحدة ودول الناتو ومن ثم فوضع الضغوط على أفغانستان يمكن أن يجعل الدول الغربية تخفف الضغط على طهران".

وبفضل موقعها الاستراتيجي أصبحت أفغانستان من جديد مسرحا يتم عليه عرض المصالح السياسية المتصارعة.

وقال وحيد مزهدا المحلل السياسي الافغاني الذي وضع كتابا عن العلاقات الافغانية الايرانية في التسعينيات إن "اللعبة الكبرى" لم تنته بالنسبة للافغان. سواء كانت بين بريطانيا العظمى وروسيا أو بين أمريكا وروسيا أو الان بين إيران وامريكا.

وقال وحيد "إن أفغانستان كانت دائما ضحية بسبب الصراعات الاجنبية". وأضاف "إن إيران تريد أن تستغل التراب والشعب الافغانيين لقتال القوات الامريكية كما تفعل في العراق". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى