الشيخ طارق المحامي: الفضل لمواطني الجنوب الذين جعلوا الحكومة تدرك لأول مرة أن صوت الناس له أهمية .. والمحامية راقية حميدان: لا أعتقد بأني شعرت بأني أقل من المرتبة الثانية أسوة بالبيض

> عدن «الأيام» خاص:

> عقدت اللجنة الوزارية المكلفة بالنظر في شكاوى وتظلمات مواطني محافظة عدن في الحادية عشرة والنصف من صباح الاثنين 30 يوليو 2007م اجتماعا في معهد أمين ناشر للعلوم الصحية.

وكان غالبية من حضروا الاجتماع هم من رجال الدين، الفقهاء والوعاظ وأئمة المساجد بالإضافة الى نخبة من المثقفين.

وجاء الاجتماع استمرارا للاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية مع مواطني محافظ عدن بهدف إيضاح موقف الحكومة التي هي على علم بمعاناة الناس ومن أن شكاواهم وتظلماتهم لها ما يبررها، وعليه وبموجب التعليمات الرئاسية شكلت الحكومة اللجنة الوزارية المذكورة للنظر في تلك التظلمات وايجاد الحلول لها وبوجه خاص مشكلة المتقاعدين من الخدمة المدنية والقوات المسلحة.

ويبدو ان الحكومة هذه المرة تنظر في هذا الأمر بجدية وقد اتضح ذلك من خلال خطابي الأخوين عبدالقادر علي هلال، وزير الإدارة المحلية وأحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن، ومع هذا فقد صرخ الحاضرون من مختلف أرجاء القاعة معبرين عن تظلماتهم باهتياج شديد.

قالت المحامية راقية حميدان، بشكل صريح بأن هناك تمييزا بين الجنوبيين والشماليين وأنها شخصيا تشعر بذلك رغم المكانة التى تحظى بها، وفي هذه اللحظة تذكرت المحامية راقية حميدان عندما قابل الأخ علي سالم البيض قبل عام 1994م، مجموعة من الأشخاص في منزله وأثناء الحديث ذكر بأن معاملته في صنعاء كانت كمواطن درجة ثانية.

وقالت:«وأبديت ملاحظاتي بابتسام، فإذا كانت المعاملة تجاه البيض كمواطن من الدرجة الثانية حينئذ، فإن عدنياً مثلي سوف يكون موضعه في المعاملة من الدرجة السابعة، وإذا قمت بتقييم نفسي فلحسن الحظ لا أعتقد بأني شعرت بأني أقل من المرتبة الثانية أسوة بالبيض».. وأضافت المحامية راقية حميدان، ان مسئولي الأمن في محافظة عدن عند تنفيذ أوامر المحكمة لصالح حق الشماليين فإن الإجراءات تنفذ وتتم بسرعة والعكس تماما عند تنفيذها لصالح حق الجنوبيين.. مؤكدة ان هذه المشكلة لا تكمن فقط في تصرفات مسئولي الأمن فحسب، بل أيضا في التصرفات السيئة لمعظم قضاتنا الجنوبيين في عدن الذين هم أكبر علة لأنهم هم القضاة والذين يغيرون أحكامهم مرارا وتكرارا وفي أكثر الأوقات في قضايا الجنوبيين.

أما الكاتب محمد محسن، فقد تحدث مستحسنا ما سمعه، وقال: «ان ما ألقي من خطابات وكلمات في اللقاء قد سمعت مثله طوال الفترة السابقة، في حين ان المطلوب الآن هو العمل».

إلى ذلك ترددت خلال الاجتماع كلمات (الشمال) و( الجنوب) و(مواطني عدن) كثيرا من قبل بقية المتحدثين الذين طرحوا تظلمات شخصية وعامة أمام وزير الإدارة المحلية والمحافظ.

من جهة أخرى علق الشيخ طارق محمد عبدالله المحامي، في تصريح لـ«الأيام» حول واقع الإجتماع بقوله: «أفسر رد فعل الحكومة السريع الذي لم يتمثل في شكل اعتذار للناس وحسب بل أيضا في التجاوب والخضوع لمطالباتهم، ويحدث ذلك لأول مرة».

وأضاف :«هناك وجهان لرد فعل الحكومة، أحدهما ان الحكومة ولأول مرة تتحقق وتدرك بأن صوت الناس له أهميته، وأن مثل هذا الصوت أقوى بكثير من أي قوة أخرى، وهذا في حد ذاته يعد انتصارا للديمقراطية ويعود الفضل في ذلك إلى مواطني الجنوب.. أما الوجه الثاني فيكمن في ان الحكومة ايضا لأول مرة أظهرت النضج والتفهم في التجاوب السريع لمعالجة الأزمة من خلال الإدراك بأن الإخفاق في التجاوب سيكون له رد فعل من قبل المواطنين والذي يكمن في مواصلة المسيرات السلمية التي لن تنتهي إلى حين حصولهم على حقوقهم، فبالنسبة لهم وفي ظل هذه الظروف يكون الموت أهون من التعاسة المستمرة التي يعانون منها».

وقال:«وفي هذه الحالة ما أود أن أقوله لمواطني الجنوب ومواطني عدن هو أن عليهم التحلي بالصبر حتى تتمكن السلطات من وضع الأمور في نصابها لصالحهم ومصلحتهم، وهذا أمر متوقع من قبل المواطن المسئول، فقد كان تصرفهم جيدا إزاء مطالباتهم بحقوقهم من خلال المسيرات السلمية والسلوك الجيد حتى تتمكن الإدارة الحكومية من ترتيب الأمور وحلها بشكل أسرع».

وذكر الشيخ طارق محمد عبدالله المحامي، في ختام تعليقه بقوله: «هنا جانب مهم من اللقاء يستحق الإشارة إليه وهو يتعلق بوضعية رجال الدين، الفقهاء، الوعاظ، أئمة المساجد، وموقفهم الذي يعد أكثر حزنا وإثارة للشفقة من أي فئة متظلمة أخرى، حيث إن وضعية رجال الدين في المجتمعات الإسلامية يجب أن تكون أعلى بكثير من بقية المواطنين لدورهم المهم في بناء المجتمع الذي لا يمكن إنكاره، والمطلوب هنا وضعهم في المقام الأول بحيث يعيشون الحياة المعززة والمشرفة التي يستحقونها، والجدير بالثناء والإطراء من جانبي أن أبدي لهم إعجابي بمواقفهم النبيلة باعتبارهم عاشوا تحت ظل ظروف صعبة جدا، ونسأل المولى عز وجل أن يحفظهم وأن تضعهم الحكومة في المكان المناسب الذي يليق بهم بإذن الله تعالى».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى