اللبنانيون يدلون بأصواتهم في انتخابات فرعية محتدمة

> بيروت «الأيام» نديم لادقي :

>
الرئيس الأسبق أمين الجميل والد بيار وزعيم حزب الكتائب أثناء الاقتراع أمس
الرئيس الأسبق أمين الجميل والد بيار وزعيم حزب الكتائب أثناء الاقتراع أمس
أدلى عشرات الآلاف من اللبنانيين أمس الأحد بأصواتهم لاختيار بديلين لنائبين مناهضين لسوريا اغتيلا وذلك في أحدث مواجهة بين الحكومة المدعومة من الغرب والمعارضة.

وتجرى المنافسة في المتن على المقعد المخصص للمسيحيين الموارنة والذي بات شاغرا بعد مقتل بيار الجميل في نوفمبر تشرين الثاني وأصبحت اختبارا للقوة بين المعسكرين قبل أسابيع من الموعد المقرر لاختيار البرلمان لماروني رئيسا للبلاد.

ومن المتوقع أن يفوز مرشح سني مؤيد للحكومة في انتخابات فرعية أخرى في إحدى مناطق بيروت.

وأشاد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بالانتخابات الفرعية السلمية ووصفها بأنها رد متحضر على الاغتيالات السياسية,وقال في بيان "الديمقراطية في لبنان ستنتصر على الارهاب."

وتسببت أزمة سياسية مستمرة منذ تسعة أشهر بالفعل في أسوأ صراع أهلي منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى عام 1990 وكان البعض يخشى من اندلاع العنف مجددا خلال التصويت.

ولكن مسؤولين قالوا إنه لم ترد أنباء عن وقوع أي حوادث في لجان الاقتراع في المناطق المسيحية حيث وردت تقارير عن أن نسبة الإقبال بلغت نحو 45 في المئة.

وتوقع مسؤولون انتخابيون من المعسكرين منافسة محتدمة. وبدأ فرز الأصوات مباشرة بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 15:00 بتوقيت جرينتش.

وشددت الإجراءات الأمنية مع الاستعانة بالآلاف الجنود في المنطقة حيث زينت أعلام وملصقات الأحزاب المتنافسة الشرفات وأعمدة الإنارة والسيارات.

ويتنافس الرئيس الأسبق أمين الجميل والد بيار وزعيم حزب الكتائب ومرشح للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه المعارض ميشيل عون على مقعد الموارنة في المتن شمال شرقي بيروت.

وانتقد كل من الزعيمين الآخر قبل الانتخابات وتبادل المعسكران اتهامات بالتزوير وشراء الأصوات يوم الانتخابات.

والجميل طرف رئيسي في التحالف المناهض لسوريا والمدعوم من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية في حين أن عون هو الزعيم المسيحي الرئيسي في المعارضة التي تضم حزب الله الحليف لسوريا وإيران.

وقالت الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات وهي هيئة مراقبة مستقلة إن الانتخابات كانت ديمقراطية وسلمية بوجه عام لكنها أبلغت عن وقوع بعض التجاوزات.

وفي تباين مع ذلك لم تحظ الانتخابات الفرعية الأخرى لاختيار خليفة للنائب السني وليد عيدو الذي اغتيل في هجوم بسيارة ملغومة في يونيو حزيران باهتمام يذكر.

ويبدو أن مرشحا من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري على وشك الحصول على المقعد لأن المعارضة لم تخض الانتخابات في الدائرة بحماس لما يتمتع به الحريري من تأييد واسع النطاق فيها. وجاءت نسبة المشاركة في حدود 20 في المئة.

وقال الجميل في إشارة إلى احتجاجات الشوارع الحاشدة التي أجبرت سوريا على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في 2005 "هذه المعركة هي من أجل إنجاز السيادة وتثبيت ثورة الأرز وتحقيق أهداف انتفاضة الاستقلال."

وقال كميل خوري منافس الجميل على المقعد "هدفنا الأساسي هو المشاركة.. نمد يدنا إلى يد كل اللبنانيين لنعمر لبنان ولننقذه من كل هذا المأزق الكبير."

ويتهم الجميل وحلفاؤه سوريا بتدبير اغتيال بيار الجميل وعيدو وغيرهما من الشخصيات المناهضة لسوريا في حين تنفي دمشق الضلوع في أي حادث اغتيال.

ويقول الجميل إنه يخوض هذه الانتخابات الفرعية لمنع عودة النفوذ السوري إلى لبنان.

وكان الموارنة يهيمنون يوما على الساحة السياسية في لبنان وفي حين أن الرئيس ما زال يتعين أن يكون مارونيا فقد تم تجريد هذا المنصب من بعض صلاحياته بموجب اتفاق أنهى الحرب الأهلية.

وأجريت الانتخابات الفرعية أيضا في ظل معركة مستمرة منذ 11 اسبوعا في شمال لبنان بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام التي تستلهم نهجها من تنظيم القاعدة والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط ما لا يقل عن 259 قتيلا بينهم 133 جنديا. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى