طيف نور وسط الظلام

> «الأيام» إيضاح قاسم عسكر/مدينة الشعب / عدن

> في ليلة مثقلة بالأنين، في عالم يرفض الظهور مختبئا خلف اسوار الظلام عندها يعتذر السؤال عن الجواب وتصرخ الآهات من الصدر الجريح، عندها يختبئ الحلم خلف الغيوم خوفاً من واقع يملؤه الصمت والجروح، ويصبح النور مجرد طيف يزورنا لزرع الامل والشجاعة.. صعد الحافلة وجلس، ثم سمع من بجانبه يتحدثون عن تكهنات بحدوث حرب. التفت إلى الرجل الذي بجانبه وسأله : اصحيح هذا؟ رد الرجل بحسرة: ربما ...آه لا أدري. أدار رأسه إلى النافذة وظل يحدق في الناس، وصل إلى محطته، نزل وهو يفكر، قطع افكاره وتساؤلاته رنين هاتفه، تناول هاتفه من جيب سترته ورد: آلو .. رد عليه صوت أجش متعب: علينا أن نتقابل. رد هو: أين ومتى؟ .. عند القلعة القديمة في منتصف الليل. أغلق الخط .. وأخذ يحاول إمساك دخان أفكاره، لكن سرعان ما افلت منه.مرت الساعات كمر السحاب .. جاء منتصف الليل وعقله يملؤه ألف سؤال وأفكار متخطبة تائهة، طرق باب القلعة القديمة. فتح الباب رجل عجوز وقال: أصدقاؤك في الداخل. دخل فوجد ثلاثة من أصدقائه ورجلاً بزي عسكري والعجوز خلفه فقال: اهناك شيء جديد، فرد ذو الزي العسكري: إنها الحرب الحرب يا صديقي!

نظر إلى اصدقائه بقلق، فرد أحدهم: نسيت أن أعرفك به، انه قائد في الجيش وقد أخبرنا بأن حربا على بلدنا ستنشب، لا بد أنك سمعت الاخبار .. رد الفتى: بالطبع. فأكمل الصديق حديثه: ونحن هنا لردع ذلك ومعنا بعض الأصدقاء سنلاقيهم غدا لإعداد التدابير وقلت بدوري لا بد أن تكون معنا .. وما ان انتهى الحديث حتى سمع دوي انفجار هز القلعة بقوة. قال العجوز: بدأ الاعداء بضربنا.

- الأوغاد، حسنا لا بد أن نجهز جيشاً حتى نرد على هؤلاء.. هكذا قال القائد ثم انطلق.. ليلتها بدأ الاصدقاء بالتخطيط وإرسال الرسائل للاصدقاء لجمع عدد أكبر من المقاومين للدفاع عن بلدهم وأحلامهم ومن يحبون. بعد شهر من من دخول الاعداء بدأ المقاومون التصدي للعدو، دارت حرب طاحنة، خسر البلد الكثير من الرجال الشرفاء.. مرت الأيام والاشهر والأبطال يدافعون عن بلدهم وأحلامهم واحبابهم. قال أحد الرجال: لن نصمد طويلاً. رد آخر: إنهم اقوياء يملكون أسلحة جبارة. رد الفتى بصوت عال وحزين: ماذا أصابكم أيها الابطال؟ أرى اليأس بدأ يتخلخلكم، إن الناس يعتمدون علينا، قد يكون عددنا قليلا لكننا نملك قوة كبيرة لحماية وطن وشعب، لدينا احلامنا التي ستجعلنا قوة يفاخر بها بلدنا الحر، إننا أحرار وسنموت احرارا. استعادت القوة الصغيرة عزيمتها وإرادتها وخرجوا للقتال وصيحات الامل والانتصار تدوي في كل مكان .. وفي ليلة بينما مختبئون في القلعة يخططون للهجوم، كان هو ينظر من النافذة إلى مدينته الملتهبة وقال: سنخرج ونقاتل لآخر رمق. هم بالخروج فاستوقفه صديقه: سوف تقتل وقد يعتقلونك، انتظر اللحظة المناسبة وسنخرج معا. رد: لا، لقد تعبت، علينا الانتهاء من هذا . خرج وبدأ بإطلاق النار على الاعداء فتجمع العديد من الجنود حوله وبدأوا بضربه وصوب احدهم سلاحه نحو رأسه فاستوقفه الآخر قائلا سنسلمه للشرطة. امسكه احد الجنود من قميصه وقال: سيعدمونك بلا شك.. كانوا يشدونه بقوة والناس تنظر، فصرخ: نحن نعيش في عالم تملؤه الاشباح وفيها أصبح النور مجرد طيف قد تشابكت خيوط الظلام ومنع النور فاجعلوا طيف النور يزوركم أنتم الاحرار انتم ابطال ثم انطلقت سيارة الاعداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى