لماذا جاءت رحلتا الإسراء والمعراج؟

> «الأيام» إبراهيم أحمد بامفروش /سكرتير جمعية الأقصى/ عدن

> جاءتا تكريما لصدق الرسول في دعوته.. فلماذا لا نصدق في الدعوة إلى الله تعالى؟

جاءتا تقديرا لصبره وتحمله الأمانة، فلماذا لا نؤدي الامانات ونصبر ونتحمل ونرضى بأقدار الله؟ جاءتا تثبيتا له على إحسانه في عرض رسالة الاسلام فلماذا لا نحسن عرض الرسالة والإسلام؟

ذلكم هو الزاد لنا، ونحن في الطريق إلى الله، فمن اراد التأييد الرباني اليوم، من هنا البداية، من تحمله وتضحيته وصبره ودعوته واحسانه وثباته، فالعزيمة من هنا، والاعتماد على الله من هنا، والتوجه الخالص لله وترسيخ القيم في إمامة الرسول للانبياء بأن الدين عند الله الاسلام من هنا، وأهمية المسجد الأقصى واسترجاعه اليوم تبدأ من رحلتي الاسراء والمعراج.

ففيها قدرة المولى العظيم، وفيها مكانة المصطفى الحبيب، فالذي هيأها وأعدها ودعا اليها وخلق وسيلتها (البراق) هو الله، والذي خحتار ليلتها هو الله، انها معجزة وقدرة إلهية، في قوله: ?{?سبحان الذي أسرى..?}? ليكن منا التسليم والإذعان والخضوع لأمر الله، فيا أيها المكذبون والمدلسون والمحرفون اليوم في معركة المفاهيم التي تنشروها للنيل من الاسلام، هل تستطيعون مواجهة قدرة الله؟، فالله قادر عليكم وعلى ما تفعلون، ولو ملكتم قوة الأرض جميعا، بصدق أبنائه، وصدق دعاته، وصدق جنوده، وصدق الله تعالى: ?{?وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس?}? الأسراء 60.

?{?بعبده?}?.. تأمل معي: كلما علا الانسان في المقام كان عبدا، وأعلى مقام عند اتصال الأرض بالسماء لحظة نزول القرآن: ?{?الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا?}?، ?{?فأوحى إلى عبده ما أوحى?}?، ?{?سبحان الذي أسرى بعبده ليلا?}? فلم يقل بحبيبه وهو حبيبه، ولم يقل بمصطفاه وهو المصطفى، بل قال بعبده ليكون أرفع ما يصل اليه البشر من مكانة، وأعلى ما ينالونه من وسام، هي هذه اللحظة فقط، وهي العبودية.. فهل حققنا العبودية؟ أم مازلنا نلهث وراء الدنيا.

?{?ليلا?}?: لتأكيد المعجزة جعلها الله تعالى في جزء من الليل وليس كله، مثل معجزة موسى عليه السلام مع فرعون: ?{?فأسر بعبادي ليلا?}? أي في وسط الليل، فكانت المعجزة وكان الانتصار. فمهما اشتد ليل النكبات وظلام المشكلات فلابد من النور، بل الليل المحمل بالكوارث يحمل في طياته الفرج، ففي جزء منه كان الاسراء وكان المعراج وكان العلو وكانت الآيات الكبرى.

?{?الى المسجد الاقصى?}?: رحلة كل محطاتها المساجد.. وكانت الهدية خاصة بالمساجد، فمن للمسجد الاقصى الاسير اليوم؟ ومن يحمي أعز البقاع؟!

يا أمة الاسلام، اكتمل الدين بإمامة الرسول للأنبياء جميعا فهل تفهمون؟ انتسب المسجد الأقصى إلى أمة الاسلام فهل تقدرون وتدركون؟سماه الله مسجدا في حينه باعتبار ما سيكون، فتحه عمر، وحرره صلاح الدين، واستشهد في سبيله المجاهدون، فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله،وبداية معراجه، فمتى نصلي فيه؟ كان علماء الأمة يتجمعون فيه في كل ذكرى إسراء ومعراج .. فمتى تجتمع الأمة من جديد؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى