المسامير الليلية (عيون القطط)

> «الأيام» لطفي يسلم بن عويد /القطن-حضرموت

> إن الطرق مهما كانت طويلة أم قصيرة تحتاج بدرجة أساسية لهذه المسامير الليلية لكي تحدد حواف ووجهة الطريق سواء داخل المدينة أو خارجها.

ولقد كان لابتكار المسامير الليلية على يد عامل بريطاني عام 1933 يدعى (بيرسي شو) أثر كبير في التخفيف من عبء صعوبة القيادة ليلاً.

وما كان للعامل الانجليزي الذي يشق طريقه بصعوبة بالغة أن يتفادى السقوط في جرف إلا بانعكاس ضوء المركبة في عيني قطة كانت جالسة على سور بجانب الطريق ما جنبه الموت.. تلك الحادثة أوحت لشو بفكرة جعلته مشهوراً وقدم للإنسانية وسيلة للإمان على الطرقات لمساعدة السائقين على القيادة في الظلام.

فالقطط لديها ما يشبه المرآة خلف عيونها وهي عبارة عن عدسة ومرآة معكوسة تعيد الضوء المسلط عليها إلى مصدره.. هذه المعلومات الصغيرة وحادثة تلك الليلة دفعت بالعامل شو إلى ابتكار شكل جديد في ترشيد الطرق. عدسات محدبة على خلفية مرآة من الالمنيوم مزروعة ضمن قالب حديدي في الطرق.

وفي عام 1935م أنشئ أول مصنع لإنتاج المسامير الليلة أو ما يسمى (عيون القطط) فانتشر هذا الابتكار في العالم وراج في الحرب العالمية الثانية عندما الحت الحاجة إلى استخدامه في المطارات،

ومع تطور التكنولوجيا بات لعيون القطط وظائف أخرى منها مراقبة السائقين، فقد طورت شركة بريطانية (عيون قطط ذكية) تستطيع أن تلتقط صور السيارات العابرة.

وأن تراقب سرعة السائقين وحتى تحذيرهم إذا كانت قيادتهم تشكل خطراً على سلامة السير، وذلك من خلال ربط هذه العيون بأجهزة كمبيوتر مركزية تحول الإشارات الملتقطة إلى نظام الكمبيوتر ما يساعد الشرطة على مراقبة حركة السير والحوادث التي تقع.

وهناك أيضاً عيون قطط ذكية تتضمن لواقط حساسة جداً لأوضاع الطقس وتسجيل سرعة حركة السير وعندما تلتقط هذه الوحدات خطراً ما مثل الضباب فإنها تطلق ضوءا يسلط على السيارات المقبلة ما يمنح السائق رؤية واضحة أمامه وإذا انخفضت الحرارة وصار هناك احتمال تكون طبقة من الجليد فإن عيون القطط الذكية تطلق ضوءا أزرق وتتابع إطلاقه إلى أن يذوب الجليد.

ونحن اليوم في بلاد السعيدة عاجزين أن نزود طرقاتنا بعيون قطط من أي نوع ولا حتى بعيون القطط التقليدية فما بالك بعيون القطط الذكية بأنواعها ولننظر إلى عام 1933 .

ونحن الآن في عام 2007م ونحدد الفارق الزمني الكبير جداً بين العامين، ونحن لا نطالب المستحيل لكي لا يقال إننا لا نعرف إمكانيات بلدنا بل نرضى بأدنى مستوى من عيون القطط وهو التقليدي في طرقاتنا لكي نساعد السائق في تفادي الحوادث والسير في الوجهة الصحيحة .. فهل يا ترى نقدر أن نعمم النوع التقليدي على أقل تقدير على جميع طرقاتنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى