الممرضات والطبيب البلغار يؤكدون تعرضهم للتعذيب في ليبيا

> صوفيا «الأيام» فيسيلا سيرغيفا :

>
الممرضات والطبيب البلغار
الممرضات والطبيب البلغار
بدأ القضاء البلغاري هذا الاسبوع بجمع افادات الممرضات والطبيب البلغار، الذين افرج عنهم قبل 18 يوما، حول ممارسات التعذيب التي يقولون انهم تعرضوا لها على مدى اكثر من ثماني سنوات قضوها في السجون الليبية، وذلك بهدف احتمال مقاضاة الدولة الليبية.

وافادت الممرضات امام لجنة شكلتها دائرة التحقيقات وهي هيئة مستقلة مكلفة اجراء التحقيقات الاولية انهن تعرضن "لعنف نفسي وجسدي مورس بحقهن بين شباط/فبراير ونيسان/ابريل 1999"، بحسب ما اعلن مصدر في اللجنة.

وقال المصدر عينه للاذاعة العامة "حتى الآن لم يتم استجواب جميع الممرضات، فالمحققون ياخذون بالاعتبار حالتهن الصحية ووضعهن النفسي".

وافادت وكالة انباء "بي جي ان اي اس" ان اثنين من الممرضات فقط ادلتا بافادتيهما من اصل خمس ممرضات وطبيب فلسطيني الاصل تم الافراج عنهم في 24 تموز/يوليو بعد 8 سنوات قضوها في السجون الليبية,وجاء في بيان لدائرة التحقيقات ان هذه الاستجوابات ستستكمل في ايلول/سبتمبر.

وقال هاري هارالامبييف وهو احد المحامين الذين تولوا الدفاع عن الممرضات امام المحاكم الليبية لوكالة فرانس برس ان "هذا التحقيق الاولي سيؤدي الى قيام دعوى قضائية".

واكد المحامي ان "احد عشر ضابطا في الشرطة الليبية مارسوا التعذيب قد يدانون غيابيا".

وكان القضاء الليبي حكم في 2004 على الممرضات الخمس والطبيب بالاعدام وصادق القضاء على هذه العقوبة مرتين بدعوى ان المتهمين حقنوا عمدا مئات الاطفال في مستشفى في بنغازي (شمال) حيث كانوا يعملون بفيروس الايدز.

وانتهى المتهمون السته بالاقرار امام الشرطة الليبية بانهم مذنبون قبل ان يعودوا ويسحبوا اعترافاتهم التي اكدوا انها انتزعت منهم تحت التعذيب.

واثناء وجودهم في السجن في ليبيا تقدمت الممرضات بدعوى امام القضاء الليبي اتهمن فيها عشرة ضباط ليبيين بممارسة التعذيب بحقهن. وبرئ هؤلاء الضباط العشرة في حزيران/يونيو 2005. وبالمقابل تقدم هؤلاء الضباط بدعوى افتراء ضد الممرضات لم يفوزوا بها.

وفي 17 تموز/يوليو خفض القضاء الليبي عقوبة الاعدام بحق الفريق الطبي البلغاري الى السجن المؤبد وفي 24 من الشهر عينه رحل المحكومون الستة الى بلغاريا التي اصدر رئيسها غورغي بارفانوف عفوا عنهم فور وصولهم الى صوفيا.

الا انه قبل مغادرتهم الاراضي الليبية طلبت سلطات طرابلس من الممرضات والطبيب البلغار التوقيع على تعهد يمتنعون بموجبه عن ملاحقة ليبيا قضائيا.

وذكر هارالامبييف ان "التحقيق في ممارسات التعذيب تم بمبادرة من النيابة العامة البلغارية وشرع به منذ مطلع العام الجاري وعلى قاعدة المعلومات التي كشف عنها ذوو الممرضات".

ومنذ وصوله الى بلغاريا كان الطبيب الفلسطيني اشرف جمعة حجوج الذي منح مؤخرا الجنسية البلغارية الاكثر وضوحا بين الفريق الطبي المفرج عنه في وصف ممارسات التعذيب التي تعرض لها في ليبيا في 1999.

وصرح الطبيب للصحافيين في صوفيا "تعرضنا للتعذيب طويلا بالكهرباء وضربونا وحرمونا من النوم وخدرونا. وطوال عشرة اشهر لم تكن عائلتي تعرف ان كنت حيا او ميتا (...) كنا معتقلين في مركز لتدريب الكلاب".

واكد الطبيب انه تعرض للاغتصاب على مدى عام كامل وارغم على النوم جاثيا على ركبتيه ويداه مكبلتان وراء ظهره، واذا ما سقط رأسه متثاقلا تعرض لركلة في الوجه.

وفي طرابلس، اكدت مؤسسة القذافي للتنمية أمس الجمعة انها كشفت قبل سنوات "تجاوزات حول موضوع تعذيب" الممرضات والطبيب البلغار خلال استجوابهم في ليبيا.

وقال مصدر في المؤسسة التي يرئسها سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي ان "مؤسسة القذافي سبق ان اعلنت منذ سنوات في تقرير لها عن رصد تجاوزات حول موضوع التعذيب"، موضحا ان "هذا الموضوع ليس بجديد".

واضاف ان المؤسسة "تحفظت على تبرئة الضباط من قضية التعذيب. لكننا كمؤسسة حقوقية نعبر عن وجهة المؤسسة ونحترم رأي القضاء الليبي ولا نطعن في نزاهته"، وذلك تعليقا على تصريحات سيف الاسلام القذافي لقناة الجزيرة الفضائية الاربعاء حيث اكد ان المعتقلين السابقين الستة تعرضوا للتعذيب.

وحول تصريحات الطبيب البلغاري اشرف الحجوج حل تعرضه للتعذيب في السجون الليبية، قال المصدر نفسه ان "احاديث اشرف الحجوج تحمل الكثير من الاكاذيب". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى