نطرية الأدب الإسلامي .. المشكلات في طريقها (1)

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> على الرغم مما أوضحناه في حلقات سابقة من مقومات ومسوغات لقيام نظرية الأدب الإسلامي وما تتمتع به من خصائص والإشارة إلى جذورها في التراث الأدبي والنقدي عند العرب، فضلاً عن وجود الأدب الأخلاقي ونقده عند الكثير من الأمم والثقافات بدءاً بأفلاطون وجمهوريته الفاضلة ودور الأدب في بنائها، رغم ذلك كله، فإن هناك مشكلات تعترض طريق النظرية، سنحاول إجمالها في السطور الآتية:

يشكل مصطلح (الأدب الإسلامي) واحدة من المشكلات في هذا السبيل، فالبعض يرى أن الأدب الإسلامي هو أدب الشعوب الإسلامية قاطبة بصرف النظر عن مضامينه حتى ما خالف منها مبادئ الإسلام وقيمه، مع أن المقصود بالأدب الإسلامي كما عرّفناه مراراً أنه التعبير الفني الهادف عن الحياة والكون والإنسان وفق التصور الإسلامي، أي أن ليس كل ما أنتجه المسلمون من أدب يعد إسلامياً، فالمعوّل عليه هو الأدب نفسه لا الذين أنتجوه فقط، ومن هنا فإن أدب الشعوب الإسلامية لا يدخل كله ضمن هذا المفهوم وفق رؤية هذه النظرية، لأن بعضه أو أكثره سلك دروباً أخرى لا علاقة لها بالإسلام ديناً وفكراً. إن في هذا التحديد لمفهوم الأدب الإسلامي تمزيقاً لأدب الشعوب الإسلامية حيث يغدو بعض إسلامياً والبعض الآخر ليس بإسلامي.

ولعل من المشكلات التي تعترض طريق النظرية، الوضع الذي يعيشه الإسلام والمسلمون اليوم بما فيه ويهيمن عليه من تحديات وتربص الأعداء، وتفوقهم المادي والثقافي والإعلامي وضعف الوازع الديني بوجه عام لدى المسلمين وغياب وحدتهم السياسية وغروب شمس خلافتهم، كل هذا جعل التفاعل مع هذه النظرية يبدو ضعيفاً وبطيئاً وسلبياً في ظل طغيان تيارات الحداثة ذات النشأة الغربية في العالم العربي والإسلامي.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى