باكستان تحتفل بالاستقلال وتحذر من التدخل في شؤونها

> إسلام أباد «الأيام» أوجوستين انتوني :

>
رئيس الوزراء شوكت عزيز في مراسم رفع فيها علم البلاد بالعاصمة اسلام اباد
رئيس الوزراء شوكت عزيز في مراسم رفع فيها علم البلاد بالعاصمة اسلام اباد
تعهد رئيس وزراء باكستان بمنع أي "قوة أجنبية" من انتهاك حدود بلده في الوقت الذي احتفل فيه الملايين بمرور 60 عاما على الاستقلال أمس الثلاثاء بإقامة الحفلات وإطلاق الألعاب النارية وقدر كبير من تأمل الذات.

وقال رئيس الوزراء شوكت عزيز في مراسم رفع فيها علم البلاد بالعاصمة اسلام اباد للاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال "أريد أن أوضح أننا لن نسمح لأي قوة أجنبية تحت أي ظرف بدخول أراضي باكستان."

وجاءت تصريحات عزيز وسط مؤشرات على زيادة قلق باكستان بشأن تساؤلات في الولايات المتحدة عما إذا كان الرئيس الباكستاني برويز مشرف يبذل جهودا كافية لمحاربة القاعدة ومقاتلي طالبان على حدود البلاد مع أفغانستان.

وقال بعض الساسة الأمريكيين مؤخرا إن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لضرب أهداف للقاعدة في باكستان حتى دون موافقة إسلام أباد مما أثار انتقادات داخل البلاد.

كما وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش على مشروع قانون يتطلب منه تقييم التقدم الذي تحرزه باكستان في محاربة حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة قبل تقديم أي مساعدات في المستقبل مما أثار ضيق الكثير من الباكستانيين بسبب ما يرون أنها مطالب أمريكية مبالغ فيها.

وزاد هذا الجدل من صعوبة موقف مشرف في الوقت الذي بدأ فيه حلفاؤه في التذبذب إلى جانب تدني مستوى شعبيته وزيادة عنف الإسلاميين.

وبرز حجم المشكلات التي يواجهها مشرف هذا الشهر عندما وردت تقارير عن أن الرئيس يبحث إعلان حالة الطواريء.

وفي السنوات الماضية كانت شوارع اسلام اباد تزدان خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال بالأعلام والإنارة ولكن نظرا للوضع الامني الحرج أصبحت هذه مسألة لا تحتل أهمية كبيرة في العاصمة.

وتأهبت قوات الأمن للحفاظ على النظام. وفتشت الشرطة السيارات في اسلام اباد وحولها حيث أسفر تفجيران انتحاريان عن سقوط 26 قتيلا على الأقل الشهر الماضي.

وكثف متشددون موالون لطالبان من الهجمات في أنحاء باكستان خاصة في المنطقة القبلية المحافظة في شمال غرب البلاد بعد هجوم للجيش الشهر الماضي على المسجد الأحمر في اسلام اباد للقضاء على حركة تسير على نهج طالبان كانت تتحصن بداخله.

ولقي أكثر من 200 شخص حتفهم في هجمات في أنحاء البلاد في حين قتل 102 آخرون خلال الحصار والهجوم على المسجد,وفي بعض أجزاء البلاد كان الجو العام يدل على وجود احتفال من نوع ما.

وتجمع سبعة آلاف شخص لحضور عرض بالألعاب النارية في منتصف الليل في بلدة روالبندي ولوح الناس بأعلام البلاد ورقصوا على أنغام الأغاني الوطنية.

وفي مدينة لاهور بشرق البلاد رفع جنود علم البلاد على الحدود مع الهند في الوقت الذي ردد فيه نحو 200 شخص كانوا يحضرون مراسم الاحتفال "تعيش باكستان".

وقال ارشد محمود وهو طالب جامعي "نحن ندعو أن يعم السلام والتقدم باكستان وأن تنتهي موجة العنف في أنحاء البلاد."

وامتلأت الصحف بمقالات تحلل الستين عاما التي مضت على استقلال باكستان وركز الكثير منها على ما قال أحد المعلقين إنها "انغماس في التشاؤم" المحيط بسنوات الحكم العسكري المضطربة في باكستان والصراع مع الديمقراطية.

وقالت صحيفة دون في مقال افتتاحي "حقا لقد ارتكبنا الخطأ تلو الآخر وارتكبنا جرائم مروعة ضد شعبنا."

وأضاف المقال "كان هناك تقدم ولكن لا شك أن الوتيرة كان من من الممكن أن تكون أسرع."

ونفى مشرف الذي تولى السلطة عام 1999 في انقلاب أي تهديدات أمريكية بالقيام بعمل عسكري داخل باكستان وقال أمس الأول إن بوش اتصل به هاتفيا وقدم له ضمانات فيما يتعلق بسيادة باكستان.

وقال خلال برنامج تلفزيوني "أنا واثق تماما ومتأكد للغاية من أنه لن يكون هناك عمل عبر الحدود" في إشارة فيما يبدو إلى القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تقاتل طالبان في أفغانستان. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى