في الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان نصرالله يتشدد خارجيا وداخليا

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
السيد حسن نصرالله
السيد حسن نصرالله
في الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على لبنان حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء أمس الثلاثاء، اسرائيل من "اثمان باهظة" اذا اعتدت مجددا على لبنان واتهم الولايات المتحدة بعرقلة قيام حكومة وحدة وطنية تشكل بنظره المخرج الوحيد لحل الازمة السياسة المستمرة منذ تسعة اشهر.

واختتم نصرالله الانشطة الاعلامية والتعبوية والفنية التي اقامها الحزب على مدى اسابيع لاحياء ذكرى "النصر الالهي" بكلمة القاها عبر شاشة عملاقة على عشرات الاف المحازبين الذين احتشدوا في ضاحية بيروت الجنوبية وسط غابة من رايات الحزب الصفراء.

ووسط هتافات ابرزها "لبيك نصرالله"، قال الامين العام للحزب الشيعي "اذا فكرتم ايها الصهاينة بالاعتداء على لبنان اعدكم بمفاجأة تغير مصير الحرب والمنطقة".

وتوجه الى الاسرائيليين بقوله "يجب ان تفهموا ان اية حرب مقبلة على لبنان ستكون اثمانها باهظة جدا".

وفي اشارة الى صمود حزبه في مواجهة الجيش الاسرائيلي لمدة 33 يوما الصيف الماضي، قال "بهذا الالتزام ارتب مسؤولية كبيرة علي وعلى المقاومة".

واضاف "لا نستطيع ان ننام على حرير (...) واجبنا الاحتياط (...) التهيؤ والاستعداد للحرب من اهم وسائل منع وقوعها".

وقال "انصحهم (الاسرائيليين) بان في لبنان مقاومة وجيش وشعب يرفضون الذل".

واوضح نصر الله ان كلامه مؤخرا عن امتلاك حزب الله صواريخ تطال اية بقعة في اسرائيل لم يكن يعني "استدراج حرب انما العمل لمنع وقوع حرب جديدة".

يذكر بان مجلس الامن الدولي ابدى في الثالث من آب/اغسطس "قلقه" حيال تصريح نصر الله هذا ودعا "كل الاطراف الى الامتناع عن اي عمل او تصريح من شأنه تهديد اتفاق وقف الاعمال الحربية" في اشارة الى القرار 1701.

وينص القرار 1701 الذي بموجبه توقفت العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله،على وجوب حصر السلاح بيد الشرعية. كما عزز قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (اكثر من 13 الف رجل) في موازاة انتشار 15 الف جندي لبناني في جنوب لبنان بعد غياب استمر اكثر من ثلاثة عقود.

يذكر بان العدوان الاسرائيلي بدأ في 12 تموز/يوليو 2006 بذريعة اسر حزب الله جنديين اسرائيليين على الحدود بين البلدين.

وردت الدولة العبرية على هذه الخطوة بشن عدوان واسع اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص غالبيتهم الساحقة من المدنيين وعن الحاق اضرار جسيمة بالبنى التحتية قدرت ب 6،3 مليار دولار.

وعلى الصعيد الداخلي، شدد نصر الله على اولوية قيام حكومة وحدة وطنية لحل الازمة الازمة بين الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق والمعارضة التي يقودها حزب الله حليف دمشق متهما الولايات المتحدة بعرقلة قيامها.

واشار نصر الله الى مبادرة جديدة لحل الازمة سيطرحها حليفه نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة امل الشيعية.

وقال "اليوم هناك مساعي وفاقية جديدة سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري للخروج من الازمة. نؤكد تعاوننا وتاييدنا وتجاوبنا مع كل المبادرات المطروحة" متسائلا "الى اين يدفع لبنان من يصر على عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟"

واتهم نصر الله الولايات المتحدة بانها "تعمل بقوة على منحى التخويف والتقطيع واثارة الشبهات بين القوى اللبنانية". وقال "هم يتدخلون ليلا نهارا لتعطيل اية تسوية داخلية مدخلها حكومة الشراكة بعيدا عن اية تفسيرات خاطئة".

واكد ان "النصر الالهي" للحزب على اسرائيل ادى الى اسقاط مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تعمل له الولايات المتحدة والذي هدفه شرذمة المنطقة لصالح اسرائيل.

وقال "يريدون تمزيقنا والاستفراد بنا بلدا بلدا وشعبا شعبا. لو هزمنا تصوروا مصير لبنان مصير القضية الفلسطينية مصير سوريا والعراق وحتى الاردن الذي سيتحول الى دولة بديلة والسعودية التي ستتمزق في اطار الشرق الاوسط الجديد".

يذكر بان الولايات المتحدة والدول الغربية وابرز الدول العربية تدعم حكومة فؤاد السنيورة التي تعتبرها المعارضة غير دستورية بسبب استقالة وزراء الطائفة الشيعية منها.

واضاف نصر الله "بوضوح نقول اليوم يوجد في لبنان خطان قياديان: خط تصالحي وفاقي وحدوي يدعو الى مد الجسور والتوصل الى تسوية داخلية في كل القضايا الخلافية، وخط تصادمي الغائي تخويني يستقوي بالاميركي والمجتمع الدولي ويعتبر الشراكة الوطنية انتحارا والتسوية الداخلية خيانة تستحق الاعدام".

يذكر بان وساطات سابقة لحل الازمة منها فرنسية وعربية اصطدمت بوجود اولويتين متعارضتين: الغالبية النيابية تطالب بضمانات للاستحقاق الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، والمعارضة تطالب بحكومة وحدة وطنية دون ربطها باي التزام مسبق لاتمام انتخاب رئيس جديد.

ويزيد من حدة الازمة اقتراب المهلة الدستورية (24 ايلول/سبتمبر) للانتخابات الرئاسية.

وقال نصرالله "نحن من دعاة الخط الاول لكن المنهج التخويفي الذي تمارسه اميركا يضعنا في موضع المتهم الذي يجب دائما ان يطمئن ويدافع عن نفسه".

واضاف "اذا كان هناك طرف بحاجة الى تطمين فهو المقاومة وجمهورها لانها مستهدفة بالقتل والتهجير الجماعي والتغيير الديموغرافي".

يذكر بان محاور الازمة الداخلية احتلت حيزا واسعا من الخطابين السابقين اللذين القاهما نصرالله للمناسبة بالطريقة نفسها كونه يعيش متخفيا بعد ان هددت اسرائيل باغتياله. فقد اطل في الاولى في بنت جبيل (جنوب) وفي الثانية في بعلبك (شرق). (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى