صرخات طفل مصرى تعرض للتعذيب تصمت الى الابد

> القاهرة «الأيام» مروة الاعصر :

> ذكر شقيق محمد عبد العزيز /12 عاما/ان محمد صرخ من الالم فى الوقت الذى تعرض فيه للتعذيب عندما كان محتجزا لدى الشرطة المصرية ولكن صرخاته صمتت الان الى الابد,واظهرت الصور التى نشرت مؤخرا على مدونة مصرية مشهورة على شبكة الانترنت محمد ميتا وبه اثار التعذيب فى كل اجزاء جسمه النحيل.

واظهرت صور اخرى محمد الذى توفى الاحد الماضى ملقي فاقد الوعى فى احدى المستشفيات فى قرية تقع بالقرب من مدينة المنصورة المصرية التى تبعد نحو 120 كيلومترا عن العاصمة المصرية القاهرة.

وقالت والدة الصبى المتوفى لصحيفة" المصرى اليوم" المصرية المستقلة :" ان رجال الشرطة قاموا بتعذيب نجلى ونقل جثته الى مكان غير معلوم ودفنه فى الفجر بدون اخطار اسرته".

وكان قد تم القبض علي محمد منذ قرابة اسبوعين للاشتباه فى اقدامه على السرقة,وقال شقيقه ابراهيم /20 عاما / الذي كان قد تم احتجازه فى وقت سابق لحيازته مدية كبيرة (مطواة) ان محمدا امضى عشرة ايام فى مركز شرطة المنصورة حيث تعرض للضرب والتعذيب لعشرة ايام متتالية.

وقال ابراهيم " اننى واكثر من مائة سجين اخرين شاهدنا رجال الشرطة يعتدون بالضرب على شقيقى بسلسلة حديدية واسلاك الكهرباء بينما كان يصرخ من الألم ."

وقال ابراهيم ان رجال الشرطة هددوه بانهم سوف يلفقون قضية مخدرات ضده اذا لم يشهد بان اثار الحروق فى جثمان شقيقه ناجمة عن سلك كهربائى سقط عليه منذ ستة اشهر قبل ان يتم احتجازه فى السجن.

وقال ابراهيم وهو من اسرة فقيرة انه لم يكن يعرف ان شقيقه قد فارق الحياة قبل ان يوقع على شهادته. وقال ابراهيم انه ارغم على حضور مراسم دفن شقيقه فى الفجر بينما تم احتجازه فى سيارة شرطة.

وصرحت الام لصحيفة " الدستور" المستقلة " ان عضوا برلمانيا وعمدة القرية وضباط شرطة رفيعى المستوى شاركوا فى التستر على قتل نجلى "

وعلى الرغم من الافراج عن ابراهيم الشقيق الاكبر فيما بعد الا انه لم يستطع ان يكتم السر . وقام محامى بتقديم عريضة لدى وكيل النيابة بالمنطقة باسم الاسرة طالب فيها باجراء تشريح للجثة.

وذكرت صحيفة الدستور أمس الأول ان وكيل النيابة امر باجراء تحقيق من جانب الطب الشرعى فى القضية,واضاف التقرير ان وكيل النيابة كشف النقاب عن الحقيقة التى مفادها ان الوثائق الخاصة بقضية الصبى لم تتضمن اجراء اى تقارير تتعلق بالتشريح او تقارير طبية حسبما زعمت وزارة الداخلية في بيان سابق لها.

وفى غضون ذلك ، ذكرت صحيفة الدستور انه تم منع اقامة صلاة الجنازة فى القرية التى ينتمى اليها الصبي لتجنب اى ردود افعال من جانب القرويين. وقامت سبع سيارات تقل قوات امن خاصة وسيارة اطفاء بمحاصرة مركز الشرطة.

وذكرت صحيفة ايجيشيبان جازيت المصرية الرسمية ان وكيل النيابة فى المنصورة اصدر امرا الاربعاءالماضى بسجن اربعةمن رجال الشرطة على ذمة التحقيق فى قتل احد القرويين.

وذكر التقرير انه يشتبه فى ان رجال الشرطة قاموا بتعذيب ناصر احمد عبدالله الذى كان يقيم فى قرية اخرى بالمنصورة حتى الموت فى نيسان/ابريل الماضى .

وتم ايداع ناصر السجن بدون توجيه اتهام اليه. وذكرت تقارير اعلامية ان رجال الشرطة مارسوا ضغوطا عليه لحمله على الكشف عن مكان اختباء شقيقه المطلوب.

وتاتى القضيتان بعد سلسلة الانتهاكات التى تم اتهام رجال الشرطة بارتكابها.

واصدرت المنظمة المصرية لحقوق الانسان مؤخرا تقريرا بعنوان " التعذيب فى مصر : الجناة يفلتون من العقاب " كجزء من حملتهالوضع نهاية لهذه الجريمة المروعة.

واوضحت المنظمة ان التقرير يتضمن وصفا لحالات التعذيب وسوء المعاملة داخل اقسام الشرطة التى حدثت بين عام 1993 وشهر تموز/يوليو العام الحالى والتى تم توثيقها من خلال وحدة الاعمال الميدانية التابعة لها بالاستعانة بشهادات الضحايا والشكاوى التى قدمها اقاربهم وتحقيقات مكتب النائب العام وتقارير الطب الشرعى والتقارير الطبية الاخرى .

وتم توثيق اكثر من 567 حالة تعذيب داخل اقسام الشرطة بما فى ذلك 167 حالة وفاة تشتبه المنظمة المصرية لحقوق الانسان بقوة فى انها كانت نتيجة التعذيب وسوء المعاملة .

واشار التقرير الى " ان هذه الحالات مجرد عينة محدودة من بين المئات من الحالات الاخرى التى تلقتهاالمنظمة المصرية لحقوق الانسان".

وذكرت منظمة العفو الدولية التى مقرها لندن ان التعذيب خلال الاحتجاز يتم علي نحو منظم فى مصر وفى اغلب الحالات لايتم تقديم الجناة الى العدالة. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى