في ورشة الإعلام وحماية حقوق الطفل:خبراء وقادة الرأي في مواجهة انتهاك حقوق الأطفال

> عدن «الأيام» علي الجبولي:

>
هل ينجح الإعلاميون في ترجمة ماخرجت به ورشة «الإعلاميون قادة الرأي» إلى تطبيق عملي على الواقع للإسهام في حماية الأطفال واحترام حقوقهم انطلاقا من أن الإعلاميين عين وصوت المجتمع ونسق الدفاع الأول عن حرياته وحقوقه؟ أم أن هذه الورشة ستؤول مآل غيرها من الورش والندوات؟

ورشة «الإعلاميون قادة الرأي» التي نظمتها إذاعة عدن بتعاون منظمة اليونيسف على مدى الأيام الثلاثة الماضية (22-20) أغسطس 2007م بمشاركة نحو 35 إعلاميا وتربويا وناشطا مدنيا ومن مختلف وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، كرست لبلورة دور الإعلاميين في كشف الستار عن عذابات الأطفال وحماية حقوقهم على اعتبار أن هذه الفئة العمرية أكثر تعرضا للمعاملات الخطرة والاستغلال البشع.

خلال فعاليات تلك الورشة التي قادها باقتدار د. عبدالقدوس المروني رئيس قسم السياسات الاجتماعية والتخطيط بمنظمة اليونيسف كان لـ «الأيام» حضور فاعل انطلاقا من رسالتها الإعلامية المتميزة في متابعة نشاطات المجتمع وسبر أغوار قضاياه وهمومه والتقت بعدد من المشاركين في الورشة الذين تحدثوا عن مدى توفر فرص تطبيق مخرجاتها وعن مجمل واقع الطفولة ومعاناتهم.

> يقول د. نسيم عبدالرحمن، رئيس قسم الإعلام والاتصال في منظمة اليونيسف: «هناك تقصير في دور الإعلام والصحافة بخصوص حقوق الطفل في اليمن، وقد لوحظ هذا التقصير من خلال عدم الاهتمام بحياة الأطفال وعدم توفير الحدائق والمتنفسات والنوادي والمبنى الصحي والمدرسي والمكتبات المدرسية».

وأضاف د.نسيم: «إنه من الملاحظ في الإعلام والصحافة أنهما يعملان على رسم وتغطية أخبار وتجسيم أشياء وهيئات وأشخاص فقط ولم تهتم بما يخص انتهاك حقوق الأطفال وغياب الوعي لدى أولياء الأمور بشأن الأطفال، حيث لوحظ أن هناك أطفالاً يعملون أعمالا شاقة فوق طاقتهم وبأجور زهيدة. ومن أبرز المشاكل ظهور وانتشار ظاهرة تهريب الأطفال خارج الحدود اليمنية دون أن يقوم الإعلام بدوره الإيجابي تجاه هذه الظاهرة الخطيرة ونأمل من الإعلاميين الاهتمام بقضايا الأطفال وحقوقهم».

> الإعلامية القديرة نبيلة حمود، التي طغى تألقها وثقلها الإعلامي على الورشة سألناها عن ثمرة مشوارها الإذاعي في خدمة الطفولة وهل هي راضية عما قدمت؟ فقالت: «قدمت برامج ودراما كثيرة في الإذاعة والتلفزيون منها الأسرة والمجتمع الذي كان الطفل عماده الأول وقدمت مجلة الأسرة لمدة نصف ساعة يوميا وكذا العديد من البرامج المكرسة للطفل بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة،

وأنا راضية عما قدمته ومازلت أطمح لتقديم المزيد من العطاء على الصعيدين العملي والأسري».

>وتقول أنصار رشيد، منسقة الإعلام بمكتب اليونيسف في عدن: «الورشة وفرت فرصة كبيرة لالتقاء الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية لتبادل الخبرات لمناقشة كيفية دعم ومساندة حقوق الطفل، والورشة كانت شاملة أيضا لكثير من الأطراف المؤثرة والفاعلة في حماية الطفولة: إعلاميين، تربويين، نشطاء في جميعات ذات صلة بالطفولة ومنظمات المجتمع المدني».

> الأخ صالح الوحيشي، مدير البرامج الثقافية والمنوعات بتلفزيون عدن (القناة الثانية)ـ عبر عن شكره لـ«الأيام» الرائدة لاهتمامها بورشة «الإعلاميون قادة الرأي» «هذا الشعار الجميل للورشة هو اعتراف بدور الإعلام، وبما أن الورشة خاصة بالإعلام وحقوق الطفل فإنها تكتسب أهمية خاصة باعتبارها تناقش قضايا الطفل الذي ينبغي أن يعمل الجميع من أجله.. أوراق كثيرة قدمت ونوقشت وجميعها لامست هموم الأطفال، وكان من أبرز أهداف هذه الورشة التعريف بحقوق الطفل والمرأة.

والحقيقة أن الجميع يعيش هموم الطفولة ولكن السؤال هل قدمنا للطفل ما يستحقه؟ صحيح أن الدولة تصدر القوانين والقرارات ولكن هل يتم تنفيذها؟.. أقترح أن يتم عقد ورشة للمسؤولين حول كيفية تطبيق القوانين التي يصدرونها، وأتساءل هل أعطينا الطفولة حقها؟ أم أننا نعمل على حرمانها من حقها من خلال عدم تنفيذ القوانين الخاصة بحقوق الأمومة والطفولة والسطو على ملاعب الاطفال وبيعها والاستيلاء على ساحات المدارس والمنشآت التعليمية. حقيقة الورشة كانت واحة للمناقشة الصريحة ووضع النقاط على الحروف وأتمنى أن تخرج بتوصيات تدعم حقوق الطفل، والأجمل ما في هذه الورشة وجود «الأيام» بيننا وهي صحيفة قريبة إلى عقولنا ونفوسنا ووجداننا بل هي رئة الشعب التي يتنفس بها».

> الأخت نعمة عيسى، صحفية بقسم التحقيقات صحيفة «14 أكتوبر» قالت: «معاناة الأطفال فعلا لا تتطابق مع بعضها البعض لأن لكل طفل معاناته ومشاكله ومن معاناة الأطفال بل من أكبر معاناتهم أن يتعرضوا للعنف والضرب والحرمان، نحن في عدن لا ننكر وجود عنف هناك عنق أسري يتعرض له الطفل من والديه وأسرته وهناك عنف يتعرض له من مدرسته، هناك حالات عديدة من العنف برزت في عدن في الآونة الأخيرة ل اتقتصر على الضرب أو الحرمان بل وصلت إلى التحرش الجنسي بالأطفال وبالذات أطفال الشوارع ومن ليس لهم رقيب، هذه مشكلة ينبغي لنا كصحفيين أن نتبناها ونبحث لها عن حلول لحماية الطفل وصون حقوقه وكرامته».

> ويقول الأخ سالم العباب، الكاتب المسرحي والمؤلف الإذاعي:«إن المخاطر الواقعة على الأطفال تتمثل في محورين رئيسين، الأول الفقر الذي يشكل حجر الزاوية في قاع المجتمع المدني ويتمثل في تدني مستوى دخل الأسرة وزيادة أفرادها والتصاعد المستمر للجرعات المعلنة والصامتة لأسعار لقمة العيش ومتطلبات الحياة أمام صمت الدولة وتقاعسها عن إيجاد معالجات ولو على الأقل دعم القمح والدقيق والأرز للتخفيف من الفقر، والمحور الثاني هو التفكك الأسري وهذا لا يقل أهمية عن الأول لأن تفكك الأسرة سبب رئيس لتشرد الأطفال وضياعهم وتحولهم إلى أطفال شوارع وعمالة مبكرة أو تجارة مربحة تهرب إلى دول الجوار، هذا التفكك الذي يسهم في خلقه الزواج المبكر ، أمية الزوجين أو أحدهما وبابوية الرجل في الأسرة اليمنية».

> أما رئيس قسم السياسات الاجتماعية والتخطيط بمنظمة اليونيسف د. عبدالقدوس المروني فيحدد المخاطر التي تواجه الأطفال ولا تتوافق مع حقوقهم الأساسية بقوله:«إن أساسيات الحياة والنمو للطفل هي محور حقوق الطفل وتبدأ من يوم حدوث الحمل فمن حق الطفل في بطن أمه أن يحصل على مستوى غذائي متوازن، مراقبة صحية متوازنة، وعند الولادة يترتب على ولادته حقوق إضافية أهمها أن يحصل على نصيبه من حليب أمه، التحصين ضد أمراض الطفولة، الغذاء المتوازن بعد الشهر السادس، العناية والنظافة، الحماية، وعند بلوغه سن المدرسة وحتى ما قبلها لابد أن يتمتع بمقومات الاستعداد للمدرسة ومن حق الطفل أن يتمتع بما يلبي احتياجاته الأساسية التي تمثل حقوقه في المدرسة مثل الكتاب ، المعلم، البيئة المدرسية المناسبة، الحماية من العنف، مراقبة لنموه، ومن حق الطفل أن تراعى مصلحته الفضلى وأن ينمو في مجتمع لا يعرف التمييز الجنسي والاجتماعي والعرقي، ومن حق الأطفال التمتع بخدمات متميزة في التعليم، الصحة، الحماية، ومن حقه أيضا ءن يستمع إليه ويصغى لرأيه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى