الشاعر عبدالقادر فدعق لـ «الأيام»:متى نطلق رصاصة الرحمة على مبدعينا الكبار؟!

> «الأيام» مختار مقطري:

> لأني أرى أن الأغنية اليمنية بحاجة إلى تجديد في النص الغنائي فقد استهوتني النصوص الغنائية التي يكتبها الشاعر عبدالقادر فدعق بمضامينها الجديدة وصياغتها المختلفة، ورغم ذلك ظهر بها بقوة في الساحة الفنية ولحنها وتغنى بها فنانون كبار ومعروفون.. عن تجربته الإبداعية ومعاناته الفنية أجريت الحوار التالي مع الشاعر الغنائي عبدالقادر فدعق.

< هل اخترت الشعر أم هو الذي اختارك؟كان الاختيار مشتركا بيننا.. إلى جانب ذلك قام اثنان من أقرب أصدقائي وهما هيكل الجرادي ونصر العوذلي في بداياتي بزرع بذرة الوهم في نفسي بأني قد أكون إلى حد ما قادرا على الكتابة.

< متى كتبت القصيدة الأولى ومتى تكتب قصيدتك الأخيرة؟

- القصيدة الأولى لا أتذكرها. ولكن القصيدة الغنائية الأولى التي أتذكرها هي التي تغني بها الفنان هود العيدروس (الرأي رأيك) في سنة 1991م وآخر قصيدة سوف يكتبها غيري عند وفاتي.

< هل تكمن معاناتك الفنية في البحث عن فكرة جديدة أم في تحويلها إلى نص شعري؟

- الأفكار موجودة طالما وجدت المعاناة ووجد خصب الخيال.. وحقيقة المعاناة تكمن في صياغتها شعرياً وموسيقياً.. فنحاول بقدر المستطاع تجنب حوادث المرور في التكرار والتقليدية من نص إلى نص.

< كيف يتقبل الفنانون نصوصك الغنائية؟

- هذا السؤال يوجه إليهم. لكن من قبلي هناك بعض الإلمام بتذوق ومعايير الفنان أمامك، كل له ذوقه وكل له نوعيته، أحياناً قد يواجهونها بابتسامة تعجب وأحياناً بصمت لغرابة النص، ولكني الآن قد اكتسبت ثقتهم إلى حد ما.

< هل تتدخل في تلحين نصوصك الغنائية؟

- نعم.. للأسف الشديد، وهذا قد يمثل إزعاجا لبعض الملحنين، ولكن هذا فيروس أعانيه وسعيد به، ولكني أتنازل عنه أحياناً إن رأيت إصرار الفنان على استحسانه.

< ما الذي تحتاجه الأغنية اليمنية اليوم؟

- الأغنية اليمنية اليوم بحاجة إلى فنانين وليس سماسرة وتجار كلام. لا يجوز أن يكون الفنان موظفاً.. مقيداً بدوام.. وأن تقتلع المافيات المسيطرة على سوق الكاسيت التي تفرض علينا ذوقها الناقص فرضاً لا خيار فيه.. حيث يقومون بفرض اختياراتهم على الفنانين، 6 أغان تختارها الشركة ومديرها وزبانيته واغنيتان من اختيار الفنان، وهذا شيء يجعل الفن في بلادنا يحتكر.. أجرة الفنان في بلادنا مقابل تسجيل شريط كامل هي ما بين 500 إلى 1500 دولار، عود وآلتا إيقاع ودف والسلام عليكم، ليس مقبول أكثر من 4 أو 5 آلات لأن الجمهور في نظرهم مريض ولا يتحمل جرعات تزيد عن هذه الآلات حسب تشخيص دكاترتنا الموقرين.. سيدي نحن نهرول صعوداً إلى الهاوية، للأسف ونحن نعلم ذلك جيداً.. يجب أن تخصص لكل فنان صغير أو كبير ميزانية لتسجيل مجموعة من الاغاني سنوياً في الإذاعة والتلفزيون، وترتفع رواتبهم ورواتب الموسيقى حتى لا يندثر فننا وتراثنا الجميل.. وإلا سيتحمل من أوكلت إليه مسؤولية ثقافتنا وأدبنا كل الألم والندم لأنه لم يحافظ عليه ولم يدعمه في زمانه.. ولن يرحمه التاريخ حياً أو ميتاً. وأنصح أن يقوم أصحاب السلطة الفنية العليا بتوكيل مديري الثقافة والإعلام في كل المحافظات بتسجيل أسماء جميع فنانينا ومبدعينا رواد الستينات والسبعينات الذين لا يزالون (أمواتاً - أحياءً) في كشوفات حمراء ترفع لمن يهمه الأمر، على أن يتم جمعهم في ميدان عام وإعدامهم علنا برصاصة الرحمة كأحصنة السباق التي لم يعد وجودها ذا جدوى، رحمة بهم من مهانة الفاقة والحاجة التي يعيشونها في وقتنا الحالي بدلاً من أن يرموا في بيوت العجزة أو مصحة المجانين، يجب أن يحاسبوا على ما اقترفوه من إبداع في حق جمهورهم ومحبيهم.. هل تصدق أن الراتب التقاعدي لا يزيد على 30 ألف ريال لكل عملاق منهم..قانون رواتب الأجور مازال يراوح مكانه منذ سنين، وكذلك أجور الكتاب والموسيقيين!! كانت أجرة الحفلة للفنان تجيب له كبش العيد وتوابعه، وصرنا في زمن أجرة الموسيقي للحفلة بعد تعب في البروفات تكاد تجيب له فقط صورة الكبش بالألوان مقاس 16×8!

< متى تكره الشعر؟ أو متى ستكرهه؟

- هناك اتفاق وئام بيننا تم توقيعه منذ زمن غير قصير.. واتفقنا في بند من بنوده أن يكون التواصل برضى الطرفين، وليس بيننا اتفاق أبدي. قد يستغني عني وقد أستغني عنه في فترة ما.. من يدري متى..؟ أو كيف؟

< ما الذي تتمنى تحقيقه من خلال الشعر؟

- ليس لدي أمانٍ أو أحلام في هذا المجال.. كانت أقصى الأماني أن أسمع ما أكتب منغماً ومغنى بصوت عذب وإن كان غير معروف.. ولكني كرمت بفنانين كبار ورائعين مثل العطروش وعوض أحمد، ورويدا رياض وغيرهم كثير.

< هل تنتمي إلى أي من المنتديات الأدبية والفنية؟

- ظروف عملي وأسفاري المتعددة تمنعني من ذلك، ولكني أنتمي ولي السعادة في ذلك إلى (منتدى سقيفة الشبامي) عبر الانترنت، وهو منتدى غني بمجموعة رائعة من الأدباء الكبار الذين نستفيد منهم كثيراً. وعبر «الأيام» أتوجه بالشكر العميق إلى سيادة المشرف العام (عقيل صالح بن ربيعة- الشبامي) على هذا الملتقى الفني الأدبي الراقي.

< هل لي أن أعرف بعض آرائك عن بعض الأساتذة الذين تعاملت معهم فنياً؟

- لست أملك المقام والمقال لأتحدث عن أساتذة كبار، ولكن كانطباع شخصي لا بأس.

- الأستاذ الكبير محسن عطروش: برواز من الذهب الصافي من أربعة أعمدة تحيط بجنوب وشمال وشرق وغرب الوطن، تعجز تضاريس الزمن ومناخاته أن تحوله إلى نحاس.. وأعتز بتعاملي معه أشد الاعتزاز.

- الفنان القدير عوض أحمد: نهر من العطاء لا يزل ممتداً من وادي تبن إلى وادي الشجن .. الأستاذ عوض تركيبة كيميائية غير عادية من التألق والألق ممزوجة برحيق التواضع والتسامح والرقي.. مع صوته أتذكر أيام الصفا والهوى.

- الفنان القدير عبدالكريم توفيق أبو طارق ربنا يعطيه الصحة والعافية، فنان ذو تاريخ عملاق، لي تعامل معه بأغتيتين: الأولى (الأقلام) ألحان الأستاذ فضل كريدي، والثانية (أنا مش مصدق) ألحان الأستاذ محمد المسلمي مازالت حبيسة الأدراج حتى يتعافى بإذن الله.

- الفنانة رويدا رياض: فنانة مفتحة في زمن العميان.. نغمة حنين وأنين وصوت من حرير..ظهرت بالزمن الخطأ.. تعاني قسوة المناخ وتصارع أمواج أعتى وأقسى منها وهي لا تجيد السباحة في المستنقعات الضحلة، وهذا يجعلها تعاني كثيراً ولكني أحيي فيها صمودها أمام تغير طقوس مناخاتنا المتقلبة.

- ناصر فدعق: موهبة غير عادية لم تحن فرصته بعد وهو صديق وأخ حميم ولي معه أكثر من 10 أعمال.

- أنور الرهوي: نغمة منفردة ليست موثقة بعد في أرشيف الموسيقى، عبقري غير مرئي.

- نايف عوض: من أعز أصدقائي وتجمعني به محبة قوية وسعيد بتعاملي معه.

- علي سيود: لم أر أروع وأصدق من هذا الرجل في حياتي وإن مات من الجوع لن يطلب قيمة كفنه.. وهو مريض ويحتاج إلى وقفة الجميع معه بدون استثناء، وهذا نداء مني للجميع.

- روينا رياض: قنبلة فنية قادمة بقوة، وأتمنى أن لا يفسد المناخ فتيلها ولي مؤخراً تعاون معها بعنوان (طقوس الألم) يقوم بتلحينها الأستاذ القدير رامي نبيه.

- أمل كعدل: رقم مهم في عالم الفن لا يقسم ولا يجمع، رقم أحادي منفرد.. وتم الاتفاق معها مؤخراً على قصيدة (رياح الشوق) ألحان الأستاذ أنور الرهوي.

- جعفر حسن: لي معه 5 أغنيات وهو ملحن قدير.

< مع من تتمنى أن يجمعكم عمل مشترك؟

- كثيرين وفي قمتهم أساتذتنا العمالقة المرشدي وفيصل علوي.. هذه أغلى الأماني.. وربنا يتمم عليهما بالصحة والعافية.

< وأخيراً..؟

- أشكرك وأشكر «الأيام» التي نتابعها في المهجر بشغف إما باقتنائها أو عبر الانترنت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى