غربان .. غربان يا نظيرة

> علي عمر الهيج:

> الحمد لله على كل حال .. نحن بلد نعتز بشعبنا وأرضنا ونسعى دوماً إلى التحليق في فضاءات الرخاء والتحديات ومع هذا تجمع الكثير من العقول السياسية والاقتصادية أننا لا نجد بيسر الوجبة الرئيسة لحياة المواطن البسيط وهي مادة القمح.

نحمده ونشكره خالق السموات والأرض ..نحن لا نكف لحظة عن إعلان الديمقراطية وإشاعة الحرية والسلام والأمان فيما الصحافة الحرة وأقلامها يزج بها في كهوف التخوين والتهديد والوعيد وتقويض كل مساحات الرأي السديد ..

نحن بلد نعشق السلام والسكينة والمدنية ونريد مجتمعاً خالياً من السلاح والرصاص.. فيما بعض العسكر يقفون في كل المنافذ يطلقون الرصاص على البسطاء وعندما تتقدم المواطنة نظيرة بشكوى من دوي الرصاص والفوضى تتدخل العدالة قائلة لها «إنهم يطادرون الغربان .. يعني غربان غربان غربان يا نطيرة».

لك الحمد.. لدينا خطط وبرامج عمران وإنشاء مساكن هائلة للبسطاء المطحونين وحل قضايا السكن وتوزيع الأراضي لذوي الدخل المحدود .. فيما كل القصور والفلل والمساكن والأراضي والبحار والجبال يعشعش فوقها رجال من حمران العيون ليس لهم حاجة حقيقية للسكن والمأوى .. أما الحشد الهائل من المواطنين فيقطنون الأكواخ والعراء ويضيئون الشموع وسط الليالي الحالكات ويستمدون نورهم من السماء وأطفالهم تلسعهم الحرارة ويفتك بهم البرد القارس وجوههم مكسية بذرات الغبار .

كلما فتحنا باباً قالوا ..غربان ..غربان يا نظيرة .. يعني نحن غلط وهم وحدهم الصح.. فهاهي عناوين الوطن تهل يومياً لتعلن أن المستقبل هو لأبنائنا وبناتنا وأن الشباب هم عماد المستقبل ونحن نوليهم الرعاية والاهتمام والبرامج المكثفة .. فيما العشرات من الشباب الجامعيين والمهنيين يفترشون قارعة الطريق حاملين ملفاتهم وشهاداتهم يتنقلون بها من مكان إلى آخر والحيرة تملأ قلوبهم جراء هذا المنعطف الجديد في الطرح .. وكله غربان غربان يانظيرة.. وحدهم الصح والبسطاء في غلط..! هاهي الدولة وبرلمانها يدشن يومياً البرامج واللجان من أجل رفع الأذى عن المواطن ووقف جنون الأسعار.. فيما قطار الأسعار يسير بأقصى سرعة ويسحق نبض الشارع والمواطن يحملق بذهول في المراحل الأجورية .. وكلما قلنا لهم ها هو رصاص المعيشة وصوته قد ملأ الأرض .. قالوا لنا «نقول لكم غربان ..غربان يانظيرة».

هذا تاريخ يسطر كل شيء.. لكم غربانكم ولنا حقائقنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى