أحمد عمر بن فريد لـ «الأيام» بعد إطلاق سراحه بعد منتصف الليل في صحراء بئر أحمد:العمل على تخويف وترهيب الرجال.. هو عمل جبان لا يقوم به إلا أشباه الرجال

> عدن «الأيام» خاص:

> بعد أن تم إطلاق سراحه في ساعة متأخرة من بعد منتصف ليل أمس الأول، أدلى الناشط السياسي والكاتب في «الأيام» أحمد عمر بن فريد بتصريح للصحيفة قال فيه:

«مع توارد الأنباء عن اعتقال الأخ العزيز ناصر علي النوبة من منزله عصر يوم الأحد بطريقة همجية ووحشية وغير أخلاقية, ومع علمنا بإمكانية اعتقالنا بنفس الطريقة والأسلوب, أبلغت زملائي بأنني متوجه للاعتصام في ساحة الحرية بخور مكسر و بجاهزيتي للاعتقال في تلك الساحة بدلاً من أي مكان آخر ... وبعد مضي زمن قصير من وجودي في الساحة, توافد زملائي من مختلف مديريات عدن للتضامن معي, ومع استمرار وجودنا قرابة الساعتين تقريباً, أقنعني الزملاء بفائدة الخروج من الساحة... وما أن بدأنا مغادرتها حتى وصلت سيارات من الشرطة والأمن السياسي , حيث تابعت تحركاتنا سيارة نوع (هايلوكس غمارتين) موديل حديث زيتية اللون , تبعت سيارتي التي كان يصحبني فيها الأخوان علي محمد السعدي, وإياد ثابت الردفاني , واستمرت في تعقبنا في كل منطقة نتجه فيها في خور مكسر, وتبعتنا طوال الطريق البحري إلى حي عبدالعزيز في المنصورة حيث توقفنا بجانب (كافتيريا) لتناول طعام العشاء , توقفت بجانبنا ونزل منها شخص و ما هي إلا لحظات حتى وصلت سيارتان نوع أحدهما مرسيدس لون أزرق غامق رقم أمانة العاصمة (صنعاء) .. والتي خرج منها شخص بلباس مدني توجه صوب طاولتنا وخاطبني شخصياً طالباً مني الحديث الجانبي .. وبمجرد أن سألني عن شخصيتي حتى دفعني وآخرين معه إلى سيارتهم المرسيدس وجرى إقفالها بسرعة والانطلاق بها بسرعة جنونية للغاية حتى كاد أن يدهس المارة في طريقه.

اتجهت بنا السيارة إلى طريق مدينة الشعب, وبعد أن تجاوزنا محطة كهرباء المنصورة لاحظت وجود سيارة تتبعنا من نوع (برادو) بها شخص واحد , فشرع الشخص الذي اعتقلني بتوجيه لكمات إلى بطني وصدري وهو في حالة توتر شديدة, مستفزاً إياي بكثير من عبارات الغضب تجاه أعمالنا وكتاباتنا.. وخاصة فيما يتعلق بمقالي الذي تحدثت فيه عن كثرة اللجان.. بعدها توقفت السيارة ووقفت السيارة الأخرى بجوارنا, ونزل منها السائق وفتح الباب المجاور لي، وتحدث معي بلهجة عنيفة ثم أقفل الباب, وأمر بالتحرك.. فاتجهت بنا السيارتان إلى جوار كلية الحقوق - جامعة عدن- في المنطقة النائية , وتوقفت السيارة بينما كنت في حالة تماسك بالأيدي مع الشخص الذي بجواري .. الذي كان يتوقف أحياناً ويعود للشجار في أحيان أخرى, وينزل من السيارة ويجري اتصالات ويعود وهكذا دواليك.. ثم اتجهوا بنا إلى مديرية البريقة فتوقفوا لنصف ساعة تقريباً قبل الجسر , ثم عادوا في الاتجاه المعاكس مرة أخرى , حتى أمام مدينة الشعب حيث عاد للمرة الثانية تجاه كلية الحقوق .. فتوقف لدقائق ثم أجرى اتصالات وتحركوا بنا باتجاه بئر أحمد وتجاوزنا نقطة عسكرية تابعة للواء 31 ميكانيك .. وتوغلوا بي في منطقة برية في منطقة بئر أحمد, ثم توقفوا وأخرجوني من السيارة.. وغادروا عائدين وتركوني في تلك المنطقة النائية الخالية من السكان وفي نحو الساعة الواحدة ليلاً.. فسرت على قدمي باتجاه النقطة العسكرية , ووصلت إليها وجلست مع أفراد النقطة الذين استغربوا روايتي, وتواصلوا مع قائدهم العقيد علي المطري الذي حضر على الفور مؤنباً إياهم على عدم أخذ رقم السيارة المرسيدس, وبعدها تواصلت مع أسرتي وزملائي من هاتف أحد الجنود حيث إن هاتفي الجوال لا يزال بمعية المختطفين .. وعدت إلى منزلي بصحبة العقيد علي المطري عند نحو الساعة الثانية والنصف ليلاً.

إن هذا العمل الجبان الذي قامت به مجموعة من البلاطجة, هو عمل مشين وغير إنساني ولا أخلاقي , ولا يمت لقيم الرجولة التي نعرفها بصلة , وإن كان ينتمي لقيمهم بكل الصلات والصفات.. لقد مثلت هذه الحادثة لي مأساة حقيقية , شعرت فيها أن لا قيمة حقيقية للديمقراطية ولا لحرية الرأي التي يتحدث عنها النظام كل يوم , وهي صورة مطابقة لجميع عمليات البطش التي يجابه بها النشطاء السياسيون وكتاب الكلمة والرأي الحر .. وهو عمل لن يثنينا عن مواصلة العمل وفقا لقناعاتنا وقناعات الأغلبية الساحقة من أبناء المحافظات الجنوبية الذين يتم التعامل معهم بمثل هذه الطرق التي تزيد من الاحتقانات في الأنفس وتعمل على تقطيع أواصر اللحمة الوطنية.. و يهمنا في هذه المناسبة أن نؤكد على مايلي :

أولاً : إن مثل هذه الأعمال الهمجية لن تؤدي إلى توقفنا أو خوفنا بل إنها ستزيدنا قوة وصلابة من أجل مواصلة نضالنا المشروع.

ثانياً: إننا نحمل المسئولية كاملة فيما حصل لنا محافظ محافظة عدن بالدرجة الأولى ومسئولي الأمن وأجهزة الأمن السياسي والأمن القومي باعتبارهم مسئولين مسئولية مباشرة عن حفظ سلامة وأمن المواطن, ومسئولين عما حدث لي باعتبار المجرمين عناصر تتبع أجهزتهم بلا أدنى شك وأطالب بضبطهم وتقديمهم للعدالة إن وجدت ومحاسبتهم وفقاً للقانون إزاء ما مارسوه ضدي.

ثالثاً : إنني أناشد جميع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات الحقوقية التضامن معي بالوقوف إلى جانبي أمام هذه الممارسات الإرهابية التي تتكرر كل يوم ضد أبناء المحافظات الجنوبية.

رابعاً: أتوجه لجميع أبناء المحافظات الجنوبية الشجعان في كل مكان بنداء الواجب الوطني والتضامن معي برفضهم هذه الممارسات والرد عليها بما يستحق ولا أشك لحظة واحدة في ذلك.

خامساً : أتوجه إلى العالم الخارجي .. الذي دون شك يراقب ويتابع جميع ما يحدث لي ولمختلف النشطاء والكتاب بضرورة إدانة هذه الأعمال القمعية , ومخاطبة النظام السياسي إزاءها وإدراجها ضمن الانتهاكات التي تحدث للبشر في اليمن .

سادساً : إلى جميع قبائل العوالق العليا والسفلى.. في المحافظات الجنوبية أتوجه بالنداء بسرعة الرد وإدانة مثل هذه البلطجة التي تمارس ضدنا وفوق تراب وطننا.

سابعاً: سنعمل وبالتنسيق مع جريدة الرأي الحر «الأيام» على عقد مؤتمر صحفي في القريب العاجل وسوف نعلن عنه في حينه.

ولله العزة من قبل ومن بعد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى